قال الباحث العراقي عبد السلام محمد ان مقال “الأسباب الخفية وراء الانقسامات الإسلامية” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يوضح رؤيةً نقديةً تعكس عمق تفكيره وشجاعته الفكرية في تحليل تاريخ الصراعات الدينية وتأثيرها على الوحدة الإسلامية. يُعد هذا المقال مثالاً بارزاً للجرأة الفكرية والاستعداد لمواجهة القضايا المُعقدة التي تواجه الأمة الإسلامية.
وأضاف عبد السلام أن التشتت الذي أصاب الدعوة الإسلامية لم يكن نتيجة للصدفة أو الجهل، بل كان منظماً ومدفوعاً بمصالح معينة استهدفت زعزعة استقرار الأمة وتفتيت وحدتها. النقاط التي يطرحها بشأن الأدوار التي لعبتها بعض الجهات في تزييف وتحريف الروايات التاريخية هي دعوة للتفكير وإعادة النظر في المصادر التي نستقي منها فهمنا للتاريخ الإسلامي.
وأوضح إن التأكيد على النوايا الخفية والأيادي التي عملت على إضعاف الرسالة الإسلامية وتفريق الصف الإسلامي يمثل تحذيراً هاماً لكل المهتمين بالحفاظ على الفكر الإسلامي من الانحرافات. يستحق الحمادي التقدير لشجاعته في طرح هذه الأفكار، التي لا شك أنها تحمل في طياتها دعوة صريحة للتوحد والبحث عن مصادر الفتنة لإنهاء الانقسامات.
وأضاف عبد السلام ان المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي أشار في مقاله إلى مشكلة رئيسية تتمثل في الروايات المتناقضة التي تم تداولها بين الأجيال في التاريخ الإسلامي. هذه الروايات، كما يزعم، لم تكن مجرد نتاج للظروف التاريخية المعقدة، بل كانت نتيجة لتدخلات متعمدة تهدف إلى زرع الشقاق والتفرقة بين المسلمين. الإشكالية الرئيسية هنا تكمن في التأثير العميق لهذه الروايات على الفهم الجمعي للدين الإسلامي، حيث تفاوتت التفسيرات وتباينت الفتاوى استنادًا إلى نصوص ربما تم تحريفها أو اختلاقها لأغراض سياسية أو طائفية.
وأوضح ان المشكلة تتعاظم عندما ننظر إلى كيفية استخدام هذه الروايات في تبرير الصراعات والانقسامات داخل العالم الإسلامي. الروايات المختلفة والمتناقضة خلقت أرضية خصبة للتجاذبات الفكرية والطائفية التي تصعب معها مهمة الوصول إلى توافق أو تفاهم مشترك.
مؤكدا ان هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الماضي بل تمتد جذورها لتؤثر في النسيج الاجتماعي والسياسي للأمم الإسلامية حتى اليوم، مما يعيق مسار التقدم والتنمية.
واكد عبد السلام ان مصدر هذه الروايات ونسبتها إلى مؤامرات خارجية يثير تساؤلات حول الآليات التي يمكن بها التحقق من صحة النصوص والأحاديث الدينية. وأضاف يبدو أن هناك حاجة ماسة لمراجعة نقدية وعلمية تستهدف فحص وتمحيص الروايات المتداولة بغية الفصل بين الأصيل والمدسوس. دون هذه الجهود، ستبقى الأمة الإسلامية رهينة للفوضى الفكرية والروحية التي تغذي الانقسامات وتعزز الصراعات بدلاً من تعزيز وحدتها وتماسكها.
واختتم حواره بقوله مقال المفكر العربي علي الشرفاء لا يُعبر فقط عن آراء شخصية بل يُعتبر مساهمة قيّمة في الحوار الفكري الراهن، حيث يفتح الباب أمام مناقشات أعمق وأشمل حول كيفية تعزيز التفاهم والتعاون بين المسلمين في شتى بقاع الأرض ومن خلال الاستفادة من دروس التاريخ، يمكن للأمة أن تتطلع إلى مستقبل يسوده السلام والتعايش الحقيقي، مستلهمةً من التجارب الماضية والعمل المشترك نحو تحقيق الأهداف الكبرى للأمة.