اتفقت دراسة منشورة للكاتب والمفكّر والأكاديمي الفلسطيني عبد الستار قاسم بعنوان ” العودة إلى القرآن الكريم توحد المسلمين” مع ما أورده المفكّر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في مقاله “ان تنصروا الله ينصركم” حيث تقول الدراسة أن يوم القيامة يقف في صميم عقيدة المسلمين كحقيقة غير قابلة للتغيير، حيث يعتقدون أنه اليوم الذي تقوم فيه الساعة ويحاسب كل إنسان على ما قدم في حياته من خير أو شر.
أضافت الدراسة أن هذا اليوم، بكل ما يحمله من معانٍ وتوقعات، يشكل دافعًا قويًا للمسلمين للعيش حياة تتسم بالإيمان الصادق والعمل الصالح، متسلحين بالأمل في نيل رضا الله والفوز بالجنة.
كما تشير الدراسة الى أن التجرؤ على التحايل على شرعة الله، ومحاولة منح الناس حرية مطلقة في اعتناق الدين، يمكن أن يُفسر من منظورين مختلفين: أولهما يتعلق بفهم الحرية الدينية كما جاءت في الشريعة الإسلامية، والثاني يرتبط بمفهوم الإكراه في الدين والاختيار الحر للإنسان في اعتناق الإسلام.
وتؤكد الدراسة أنه في الإسلام، الحرية الدينية مبدأ أساسي يتجلى في قوله تعالى: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” (البقرة: 256)، هذه الآية تعكس التسامح الديني وتعطي كل إنسان الحق في اختيار دينه بكل حرية ووعي، دون إكراه أو ضغط. فالإسلام يدعو إلى الإيمان والتسليم بالقلب قبل القول والعمل، وهو ما يتطلب إيمانًا صادقًا واختيارًا حرًا.
ويؤكد الإسلام بحسب الدراسة على أهمية العقد بين العبد وربه، وهو عقد يقوم على الالتزام الكامل بتطبيق شرعته واتباع منهاجه في الحياة، هذا الالتزام يتطلب من المسلم أن يعيش حياته وفقًا لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، متحديًا بذلك نفسه الأمارة بالسوء ومقاومًا لإغواءات الشيطان.
وترى الدراسة أن النجاح في هذا السبيل ليس بالأمر الهين، فهو يتطلب من الإنسان عزيمة قوية وإرادة صلبة لترويض النفس وتحصينها ضد المعاصي والذنوب، فالإسلام يعلم أتباعه أن هذا الجهاد الأكبر هو مفتاح الحياة الطيبة في الدنيا والفوز بجنات النعيم في الآخرة، ويتحقق وعد الله الإلهي للإنسان حينما ينتصر لله في نفسه، مترجمًا إيمانه والتزامه بشرعة الله ومنهاجه في كل جوانب حياته.
كما تضيف الدراسة أن إنتصار الإنسان لله يعني خلافه للشيطان والهوى، والسيطرة على شهوات النفس وتجنب الوقوع في فخ الأعمال التي تتناقض مع التشريع الإلهي، وهذا الانتصار ليس مجرد فوز عابر، بل هو تحقيق للسلام الداخلي والرضا الإلهي، وبناء لعلاقة متينة بين العبد وربه ترتكز على الحب، والخوف، والرجاء.
وتتفق الدراسة مع مقال المفكر العربي علي الشرفاء في أن العبث بالتحايل على شرعة الله ومحاولة تقويض أسس الإيمان الصحيح هو أمر يتنافى مع جوهر الدين الإسلامي الذي يرتكز على الإيمان الواعي والاختيار الحر، لذا، يبقى على المؤمن أن يسعى دائمًا لتقوية علاقته بالله عز وجل، متبعًا منهجه القويم في كل تفاصيل حياته، متطلعًا إلى ما وعده الله من جزاء عظيم في الآخرة.
وبحسب الدراسة فإن الإسلام، بتعاليمه السمحة ومبادئه الرفيعة، يدعو أتباعه إلى الاستعداد الدائم لهذا اليوم العظيم، فالإيمان بالله واليوم الآخر يمثل ركنًا أساسيًا من أركان الإيمان في الإسلام، وهو ما يحفز المسلم على التمسك بتعاليم الدين والعمل بموجبها، كما يُعتبر الابتعاد عن المعاصي والإكثار من الأعمال الصالحة طريقًا مستقيمًا نحو تحقيق السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة.
كما تقول الدراسة إن الإيمان بيوم القيامة يعزز في نفس المسلم الوعي بأهمية المسؤولية الشخصية تجاه أفعاله، مما يجعله أكثر حرصًا على اختيار الصواب وتجنب الخطأ، كما يؤكد الإسلام على أن الخلاص في هذا اليوم لن يكون إلا برحمة الله وعفوه، ولذا يحث على الدعاء وطلب المغفرة باستمرار.
ويمكن القول إن الإيمان بالله وبيوم القيامة يشكل الأساس الذي عليه يُبنى كل خير في هذه الحياة والتي تليها، فالتمسك بتعاليم القرآن الكريم والسُنة النبوية يوفر للمسلم منهجًا حياتيًا يضمن له السعادة والطمأنينة في الدنيا، ويعده ليوم يحتاج فيه إلى كل ما يمكن أن يقربه من رحمة الله وعفوه، وبالتالي، يعيش المسلم حياته في هذه الدنيا بوعي وتقوى، متطلعًا دائمًا إلى ما هو أبقى وأعظم، وهو رضا الله وجنته.