نستعرض معكم اليوم دراسة فكرية لواقع الامة العربية للباحث محمد أبو عنزة حيث ناقشت دراسة واقع الهوية العربية بين القومية والإسلامية من منظور فكري أزمة الهوية في العالم العربي تشكل إحدى أكثر المقاربات الفكرية التي أثارت جدلاً ونقاشاً، مما يعكس إشكالية طرح العلاقة بين المقاربات الفكرية المفهوم الهوية وبين الإنسان العربية فإن هذا التيار لم يتقدم على مستوى إنتاج الرؤى والتصورات والمشاريع السياسية.
باحث سياسي :
الهوية الوطنية أو القومية مثلاً، أصبحت ضحية لهذا الخلاف بين التيارين في المنطقة العربية، بينما لا تتناقض إطلاقاً الهوية الثقافية للشعوب مع معتقداتها الدينية،
وقد سعي الباحث من خلال الدراسة الي التعرف إلى مفهوم الهوية العربية من منظور بنائي ووظيفي يركز او عنزة خلاله على الأبعاد السياسية للهوية العربية، ودراسة واقع الصراع بين التيارات السياسية العربية ( الإسلامية القومية)، وتحليله، كونه سبباً في حدوث أزمة الهوية العربية
وقد اكتسبت هذه الدراسة أهميتها من منظور فكري لأحد المواضيع التي يتزايد الجدل في إطار نجاح بعض الثورات العربية في تونس و امتداد هذه الثورات لكثير من الدول العربية ضمن ما يمكن تسميته بتحرر الشعوب العربية ورفضها لسياسة الحزب الواحد والتسلط ورغبة منها في التحرر من الفكر الذي ترسخ لدى الشعوب في الفترة التي تلت احتلال فلسطين وحتى الآن ، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي والمنهج التحليلي في اختبار فرضيات والإجابة عن تساؤلاتها .
في ضوء تحليل الباحث واستعراضه لموضوع الدراسة فقد توصل إلى النتائج التالية أن مفهوم الهوية مفهوم إشكالي، لأن للهوية أبعاد شائكة ومتداخلة فيما بينها تتصل بالعقل الفلسفي والمعرفي والسياسي والتاريخي، علاوة على عوامل أخرى تتفاعل مع الهوية كاللغة والأيديولوجيا، والتراث، والدين، وهذه الإشكالية تحتمل الحل وعدمه بحيث يصبح المجتمع أمام معادلة متحركة، تنتج نفسها بنفسها، وتعيد ترتيب أولوياتها، وإن أساس الخلاف بين التيارين “القومي” و”الإسلامي” هو فكري محض، ولا يجوز إلحاق القضايا الوطنية العامة بطبيعة هذا
فيري الباحث ان الهوية الوطنية أو القومية مثلاً، أصبحت ضحية لهذا الخلاف بين التيارين في المنطقة العربية، بينما لا تتناقض إطلاقاً الهوية الثقافية للشعوب مع معتقداتها الدينية، إن النقطة المركزية، التي يتمحور حولها الاهتمام السياسي والإعلامي العربي هي مسألة الديمقراطية المنشودة في المنطقة، والتي ترتبط باليات انتخابية أو بمؤسسات دستورية، دون الانتباء إلى أن أساس المشكلة في الجسم العربي هو في الفكر السائد منذ عقود طويلة بالمجتمعات العربية.
المفكر العربي : علي الشرفاء
أن الهوية وطن بكل ما حويه من تاريخ وآثار وطبيعة وانتصارات وقدرات مختلفة يتميز بها في مجالات السياحة والصناعة والتعليم والرياضة والثقافة ، أما الدين فهو عقيدة يختار كل إنسان عقيدته بكل الحرية والاستقلال
ويتفق هذا البحث مع ما أشار له المفكر العربي علي الشرفاء في كتابته عدما قال “ان ما نعنيه أن الهوية وطن بكل ما يحويه من تاريخ وآثار وطبيعة وانتصارات وقدرات مختلفة يتميز بها في مجالات السياحة والصناعة والتعليم والرياضة والثقافة ، أما الدين فهو عقيدة يختار كل إنسان عقيدته بكل الحرية والاستقلال ويمارسها في حماية الدولة وقد تكفل الدين الإسلامي بحماية كل الناس في أموالهم وأعراضهم وعقائدهم لأن الله سبحانه وتعالى اختص وحده بحسابهم تأكيدًا لقوله تعالي: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْــكُمْ شِــرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِـنْ لِيَبْلـُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَي اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» (المائدة: 48)
وأضاف المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي مثالا واضحا علي كلامة بان الحكم الإخواني خلال سيطرته على الحكم في جمهورية مصر العربية هكس ذمناخًا مظلمًا أنبت فيه طفيلات توحَّشت، استباحت الأمن القومي المصري وعطلت دورها التاريخي من خلال نظاما جعل التقاعس في الارتقاء بتطوير الوطن سياسةً وهدفًا والتهاون في المصلحة العليا للشعب نوعًا من الالتزام والسلوك القويم حينما رمى بثقله السلبي على الاقتصاد الوطني، تعطلت فيه المصانع وتشرَّد العاملون وتوقفت السياحة وخرجت أفواج الإرهاب تحمل رايات القتل والتدمير تستهدف تطويع الوطن وأبنائه وتمزيق وحدة شعبه.
ابو عنزة
يجب تقديم رؤية واضحة، مستندة إلى البحث المستقبلي العلمي الدقيق، لما يتوقع أن تكون عليه صورة الأمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعسكرية
وهو الامر الذي اتفقت معه الدراسة حيث أشار الباحث أبو عنزة الي ان التيارات الفكرية من إسلامية وقومية فشلت في إيجاد الحلول الملائمة للخروج من أزمة الواقع العربي لتغيير هذا الواقع، وعلى الرغم من تراجع الأيديولوجيا القومية التقليدية والعلمانية، والانتشار الأفقي للتيار الإسلامي الذي ينمو في ظل واقع الاشتباك المباشر والميداني وفي ضوء نتائج الدراسة فإنها توصي بضرورة تقديم رؤية واضحة، مستندة إلى البحث المستقبلي العلمي الدقيق، لما يتوقع أن تكون عليه صورة الأمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعسكرية وسواها ويتبع ذلك القيام بتوعية علمية حديثة تهدف إلى التعريف بهوية الأمة العربية وخصائصها وما يميزها عن غيرها
المفكر العربي : علي الشرفاء
لعدالة والرحمة والتسامح قواعدً للتعامل مع الجميع، وليكن العقاب الرادع لكل من ساهم ماديًا ومعنويًا في الإضرار بمصلحة الشعب وتلاعب بأمنه وأضرَّ بثروته
وهو ما يوكده أيضا المفكر العربي علي محمد الشرفاء حين يقول ان العدالة والرحمة والتسامح قواعدً للتعامل مع الجميع، وليكن العقاب الرادع لكل من ساهم ماديًا ومعنويًا في الإضرار بمصلحة الشعب وتلاعب بأمنه وأضرَّ بثروته مطالبا ان تتجه العقول والقلوب والأيادي لوضع خارطة بناء المستقبل المشرق وتأمين الوحدة الوطنية بكل السبل بعقولٍ مفتوحةٍ وإدراكٍ واعٍ ومسؤوليةٍ تضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار وفق ما تتطلبه المرحلة القادمة من آليات تنفيذيه وإستراتيجية اقتصادية وتعليمية وأمنية واجتماعية