طرح المفكر العربي علي محمد الشرفاء سؤالا حول كيف تم اختطاف العقول وتغييبها بالرغم من حقائق القرآن الصادمة؟ وكيف تركوا أنفسهم دون أن يحصنوا عقولهم من التزوير والبهتان الذي سيأخذهم في غفلتهم إلى طريق الباطل وما يترتب عليه يوم الحساب من العقوبة والعذاب؟ هل قرروا بإرادتهم الانتحار حين صدقوا الروايات المفتراة على الله والرسول؟.
الدكتورة اسراء سنوسي استاذ علم النفس بجامعة الوادي الجديد أوضحت الأسباب النفسية التي قد تدفع الأفراد لتفضيل التقاليد الشفهية على النصوص المكتوبة، مشيرة إلى أن “التقاليد الشفهية تحمل قيمة عاطفية وتاريخية قوية، وغالبًا ما تكون مرتبطة بالهوية الثقافية والدينية للفرد”.
أضافت أن هذه التقاليد تُمرر عبر الأجيال، وتكتسب قوتها من السلطة الأبوية أو الجماعية التي تقدمها.
وفيما يتعلق بتأثير الاعتقادات الدينية على القدرات العقلية مثل الإدراك والتذكر والفهم النقدي، قالت استاذ علم النفس أن التزام الفرد بالمعتقدات الدينية يمكن أن يوفر إطارًا معرفيًا يساعد في تفسير العالم حوله، لكن هذا يمكن أن يكون سيفًا ذو حدين، مشيرة إلى أن الاعتقادات العميقة قد تحد من القدرة على استقبال وتقبل معلومات جديدة أو متناقضة، مما يؤثر على الفهم النقدي.
وأبرزت سنوسي الدور الذي يمكن أن يلعبه الخوف من العقاب الإلهي في تشكيل الاستجابات العقلية، قائلة “الخوف من العقاب يمكن أن يعزز الالتزام بالمعتقدات دون تحليلها بشكل نقدي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حلقة مغلقة من التأكيد المستمر على الأفكار نفسها دون تجديد”.
ودعت الدكتورة إسراء سنوسي الأفراد إلى التحلي بالشجاعة الفكرية والفضول المعرفي، وأن يسعوا لفحص وتقييم معتقداتهم بشكل دوري لتجنب الوقوع في فخ التزوير والبهتان، مؤكدة على أهمية تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي لديهم كجزء من تحصين العقول ضد المعتقدات غير المبررة.