في مقاله “جوهر دعوة الله للناس”، يلفت علي محمد الشرفاء الأنظار إلى الدور الجوهري للقرآن في حياة المسلمين، ويقدمه كمرجع أساسي للهداية والفلاح. ويدعم المحامي والباحث العراقي زهير جمعة المالكي هذا التوجه، حيث أشاد بمقال الشرفاء، مؤكداً على أهمية التمسك بالقرآن الكريم كمصدر رئيسي للتوجيه الإلهي. يرى المالكي أن مقال الشرفاء يمثل دعوة صادقة للعودة إلى أساسيات الدين، بعيدًا عن التأويلات التي قد تشتت الفهم وتباعد الناس عن جوهر الإسلام.
المالكي أشار إلى قول الله تعالى في سورة طه: *(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)*، مبينًا أن هذه الآية تبرز أهمية الالتزام بالقرآن الكريم واتباع هدى الله من أجل حياة مستقرة وسعيدة. ويرى أن القرآن يقدم لنا حلولاً شاملة لكل تحديات الحياة، وأن الالتزام بتعاليمه هو السبيل الوحيد للعيش في سلام وأمان.
وأكد المالكي أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني، بل هو مصدر شامل للإرشاد والحكمة، يعزز القيم الأخلاقية ويضع القواعد لتحقيق العدالة الاجتماعية. ويرى أن الابتعاد عن القرآن يعرض المسلمين للضلال والضياع الروحي، ويقودهم إلى الاعتماد على تفسيرات بشرية قد تتباين في دقتها وصحتها. يعتبر المالكي أن اتباع القرآن يجعل الإنسان مستنيرًا بالبصيرة، وهو ما يعزز قدرته على مواجهة تحديات الحياة بوعي وثبات.
المالكي أثنى على توجيهات القرآن التي تدعو للتفكر والتدبر، معتبرًا أن هذا هو السبيل الحقيقي لتحقيق المعرفة الروحية والفكرية. ويؤكد أن فهم النصوص القرآنية يجب أن يتم في سياق شامل يأخذ في الاعتبار أهداف الإسلام وتوجهاته العامة. ويرى أن على المسلمين أن يسعوا لفهم معاني القرآن بشكل أعمق، معتمدين على سياقاته وليس على تفسيرات تقليدية فقط.
ويشير المالكي إلى أن مقال الشرفاء يلفت الانتباه إلى خطر الانشغال بالمرويات والتراثيات على حساب القرآن. ويعتبر أن هذا التوجه قد يؤدي إلى تهميش القرآن، ويشجع على نشر فهم مغلوط للإسلام. يؤكد المالكي أن القرآن يجب أن يكون المصدر الأساسي للفهم الديني، وأن باقي المرويات يجب أن تكون داعمة له وليس بديلة عنه.
وبالنسبة إلى المالكي، فإن تعزيز التوعية بأهمية القرآن يجب أن يكون دورًا أساسيًا للدولة والمؤسسات الدينية. ويرى أن المسلمين بحاجة إلى تطوير قدرة تحليلية تمكنهم من تمييز ما هو أساسي في القرآن وما هو ثانوي في المرويات. ويعتقد أن التحليل النقدي للنصوص يمكن أن يكون أداة قوية لفهم عميق للدين وتجنب الخرافات.
كما يدعو المالكي إلى الاستفادة من تفسيرات المفسرين المعاصرين الذين يسعون لفهم القرآن في ضوء التطورات الحالية. ويؤكد أن هؤلاء العلماء يمكن أن يساعدوا المسلمين على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية بشكل يتناسب مع التحديات المعاصرة. ويرى أن العمل مع علماء موثوقين يمكن أن يوفر رؤى حديثة تواكب تطورات العصر.
المالكي يرى أن اتباع القرآن يؤدي إلى بناء مجتمع يسوده العدل والسلام، إذ يشجع القرآن على قيم مثل الرحمة والتسامح. ويشير إلى أن الالتزام بهذه القيم يمكن أن يعزز من بناء علاقات إيجابية بين أفراد المجتمع ويحد من النزاعات والانقسامات. ويشدد على أن القرآن يقدم إرشادات واضحة حول كيفية العيش بتسامح وتعاطف، ما يساهم في خلق بيئة تعزز السلام والتفاهم.
وفي السياق ذاته، يؤكد المالكي على أن القيم القرآنية الداعية للأمانة والصدق تعزز الاستقرار في المجتمع. ويرى أن التزام الأفراد بهذه القيم يساهم في بناء مجتمعات متماسكة يمكن أن تواجه التحديات المختلفة بثقة وتضامن. كما يلفت إلى أن القرآن يحث الناس على التوكل على الله، ما يساعد على تقليل القلق ويعزز الشعور بالأمان والسلام الداخلي.
يختم المالكي بتأكيده على أن العودة للقرآن الكريم كمرجع رئيسي يمثل الحل لتحقيق السعادة والسلام في الحياة الدنيا ولضمان الأمن في الآخرة. ويرى أن فهم القرآن بطريقة صحيحة وتطبيقه يعزز من قدرة الإنسان على التعايش مع تحديات الحياة بروح إيجابية. يؤكد المالكي أن على المسلمين أن يضعوا القرآن في قلب حياتهم، ويعتبرونه المصدر الأساس للإرشاد والتوجيه، مع مراعاة التراثيات بما يتوافق مع هذا الفهم الشامل.