قال المتدبر في كتاب الله “خويا محمد بوزيان” من دولة الجزائر في تصريحات خاصة حول مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “احتكار تفسير القرآن”، أن المفكر علي الشرفاء يأخذنا في رحلة فكرية عميقة تستكشف أهمية القرآن الكريم وخطورة الابتعاد عنه، بأسلوب أدبي رفيع وبراعة في اختيار الكلمات، يفتح الحمادي آفاقًا جديدة لفهم رسالة الإسلام السمحة، ويحذر من مخاطر هجر القرآن وتبعات الانقسام والتفرق بين المسلمين.
مؤكدا أن الشرفاء يدعونا من خلال اقتباسات قرآنية واضحة وتحليلات نيرة، إلى التأمل في كلمات الله وإدراك أهمية الاعتصام بحبل الله المتين، بحكمته وفطنته، يكشف لنا عن عواقب اتباع التفسيرات والروايات البشرية التي تتعارض مع تعاليم القرآن، محذرًا من أن ذلك سيؤدي إلى الصراع والتناحر وإضعاف الأمة.
وأضاف أن في هذا المقال الشيق، يتألق الكاتب كمفكر إسلامي بارز، إذ يجمع بين الفهم العميق للنصوص القرآنية والرؤية الثاقبة للواقع المعاصر، بكلماته المؤثرة، يدعونا إلى الاستنارة بنور القرآن ونبذ الخرافات وإطلاق العقل من قيوده، مؤكدًا على أهمية البحث عن الحلول في صميم تعاليم الإسلام الحنيف.
واشار المتدبر في كتاب الله خويا محمد بوزيان الى قول الله عز وجل: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيه،
فأمر الله عباده باتباع كتابه ونهاهم عن اتباع من دون كتابه. فقال: اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء.
ثم تسائل بوزيان، لماذا أنزل الله الكتاب على النيئين حسب هذه الآية؟
وأردف مجيبا ” أنزل الله كتبه على النبيئين للحكم بين الناس بالحق الوارد في تلك الكتب الربانية المنزلة عليهم، فهل يعقل أن يسن الأنبياء سننا لهم يحكمون بها بين الناس هاجرين الكتب التي انزلها الله عليهم لأجل الحكم بها بالطبع لا يعقل هذا طبعا”.
ثم طرح بوزيان سؤالا اخر قائلا لماذا لا نجد لغير محمد من الانبياء عليهم الصلاة والسلام سننا خاصة بهم؟
ويجب قائلا ” لأن غير المحمدين تمكنوا من تحريف الكتب المنزلة من الله على انبيائهم هي ذاتها، اما المحمديين فلم يتمكنوا من تحريف القرآن ذاته، فالفوا كتبا تنسخ وتلغي آيات الله وأحكامه بأشكال شتى، وكل طائفة تدعي أنها الأهدى وغيرها ضال،
مؤكدا أن سبب تأليف شيوخ الطوائف لكتبهم المناوئة لكتاب الله نزولا عند رغبة سلاطينهم لقضاء حوائج في نفوس كل من السلاطين والشيوخ.
اما اتباع شيوخ السلاطين فهم على صنفين، منهم من انطلى عليه تضليل الشيوخ فاتبعهم بغير علم، ومنهم من وجدوا في السير على خطى الشيوخ سبيلا تجاريا مربحا ومحقق للجاه وشيء من السلطة، فلم يجرؤوا على التعفف عنه.كان المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي قدم في مقاله [احتكار تفسير القرآن]، رؤية نقدية تسعى لإعادة تقييم العلاقة بين المسلمين والنص القرآني. من خلال تحليل معمق، استطاع المفكر العربي علي الشرفاء أن يبرز كيف أن الاعتماد الكلي على تفسيرات وسلطة “شيوخ الإسلام” ومن يسمون أنفسهم بـ “علماء الدين” قد أسهم في خلق حاجز بين المؤمنين والتفكر الحر في آيات القرآن الكريم. حيث يدعو مقاله إلى التفكير النقدي والعودة إلى جوهر الإسلام الذي يتمثل في القرآن، مؤكدًا على ضرورة التحرر من الأغلال الفكرية التي فرضتها تفسيرات قد تكون محل نقاش وجدل
والى نص مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي،،
استطاع من يسمونهم شيوخ الإسلام وعلماء الدين، والأئمة إقناع الناس بواسطة أتباعهم المسترزقين منهم، بأنهم الوحيدون القادرون على فهم القرآن وتفسيره لهم، مما يعني أن يحتكروا فهم مقاصد الآيات ليتوقف العقل عن التفكر والتدبر في آيات القرآن الكريم، علما بأنَّ الله تعالى جعل التفكر في القرآن فرضَ عين، لأنَّ الله سبحانه يخاطب العقل الذي لديه القدرة على قياس الأمور ومعرفة الحق من الباطل، حتى لا يستأثر بعض خلقه باختزال المعرفة وتعطيل الناس عن التفكر فيما خلق الله في كونه. وحين اعتمد المسلمون على مفاهيم دينية، مقتنعين بأفكار وتفاسير تُصَدَّر لهم من مختلف الأئمة والدعاة، بالرغم من تباين المفاهيم بين العلماء أنفسهم وتناقض المصطلحات عندهم، وتعدد المرجعيات التي يتبعها كل منهم، التي مضت عليها القرون وأحاطت بها الشكوك والظنون.
فكلنا مؤمنون بأن محمدًا، خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنزل الله معه النور الذي جاء به القرآن الكريم، وأمر المسلمين باتباعه، وهو الإمام الأوحد للمسلمين فلا نتبع غيره إمامًا. ومرجعنا كتاب الله وآياته فقط. فَسَيُسأل الإنسان يوم القيامة، بقوله تعالى:
﴿فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِیۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ٤٣ وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرࣱ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسۡـَٔلُونَ ٤٤﴾ [الزخرف ٤٣-٤٤]
والسؤال الأول للناس جميعًا: هل استمسكنا بالقرآن واتبعنا تعاليمه؟
والسؤال الثاني قوله تعالى:
﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَلَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاً﴾ (الأحزاب).
كما تبين الآيات المذكورة أمرين سَيُسْأَل الناس عنهما يوم القيامة: هل اتبعنا القرآن، وسؤال: هل أطعنا الله والرسول فيما بلغ الناس من آيات الله وكلماته، وهل اتبعوا تشريعاته وأخلاقياته؟ فليس بينهم سؤال عن طاعة البخاري أو مسلم، أو ابن تيمية، أو ابن عبد الوهاب، أو أي من عباده والأساطير الشخصية الدينية يوم القيامة. فمن أراد النجاة من العقاب والعذاب عليه أن يتبع أوامر الله في قرآنه، ويتبع رسوله فيما بلغه للناس من آيات كريمة، تنفيذا لأمره سبحانه بقوله:
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) ﴾ ( طه: ١٢٣- ١٢٦).