التقيت منذ أيام احد الأشخاص يدعي نيكولاس امريكي الجنسية ويعتقد ان القرآن يحض علي العنف والقتل ، واتهمني مباشرة لمجرد اني مسلم بانني إرهابي وقال لي نصا ” انتم المسلمون تعتقدون ان القتل هو السبيل لنشر دينكم وافكاركم ومعتقداتكم وتقتلون كل من يخالفكم ولا تتفقون مع او تؤيدون المواثيق الدولية ولا تعترفون بها” فما كان مني الان ان قلت له يا صديقي هل قرأت القرآن هل تمعنت فيه آياته؟، فقال لي لا ولن افعل ، فقلت له دعني أقول لك ان هناك توافق بين حق الإنسان في الحياة في المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وفي القرآن الكريم ، فالقرآن الكريم يؤكد على قيمة الحياة البشرية وحق كل إنسان في الحماية والاحترام. بالمثل، المواثيق والمعاهدات الدولية تعترف بحقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك حق الإنسان في الحياة.
ورأيت في عينه نظرة شك في كلامي فما كان مني الا ان قلت له دعني اخبرك ببعض الأمور التي تتعلق بما نؤمن به في مواثيق حقوق الانسان فمثلا المادة 3 في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تنص على أن “كل شخص له الحق في الحياة والحرية والأمن لشخصه”. بالإضافة إلى ذلك، المادة 6 في الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية تحمي حق الإنسان في الحياة وتنص على أن “حق كل إنسان في الحياة محفوظ بالقانون” وتحظر إجراءات الإعدام دون الالتزام بمعايير العدالة الأساسية.
ونظرت اليه وقلت له اليس هذا صحيح ، فقال لي نعم قلت له مني أعلنت هذه المواد قال منذ ما يزيد عن 60 عاما ، فقلت له نحن نؤمن بتلك المواثيق قبل ما يزيد عن 1400 عام ففي القرآن الكريم، يتم تأكيد حق الإنسان في الحياة وإعطاء قيمة عظيمة للحياة البشرية. يُعتبر الإنسان خليفة الله في الأرض وهو أعلى مخلوق وقد خُلق بكرامة وشرف.
وتلوت عليه قول الله تعالي “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” (الإسراء: 70)، وهذا يشير إلى أن الإنسان خُلق بكرامة وتميز عن بقية المخلوقات. واكملت كلامي قائلا كما قال الله تعالي “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا” (الإسراء: 33)، وهذه الآية تحظر القتل بلا حق وتؤكد على أنه يجب حماية حقوق الأفراد في الحياة.
“وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا” (الإسراء: 33)، وتشير هذه الآية إلى أن القتل غير المبرر يُعتبر مظلومًا، ويُمنح ولي القتيل حق تأديب القاتل وتقديم العدل.
وهذه هي بعض الآيات التي تشير إلى حق الإنسان في الحياة وأهمية حماية هذا الحق. وأوضحت له ان القرآن اوجب على المسلمين احترام حياة الآخرين والعمل على المحافظة على الحقوق الأساسية للأفراد وتعزيز قيم الرحمة والعدل والسلام في المجتمع.
وهنا طلب مني نيكولاس نسخة من القرآن باللغة الإنجليزية علي وعد ان يعيد تفكير في رؤيته تجاه الإسلام في حال وجد ان ما قلته له حقيقي.