تحدث القرآن الكريم عن حقوق المرأة بشكل عام، ومن بين الآيات التي تتحدث عن حقوق المرأة في القرآن الكريم تعتبر الآية “لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (سورة البقرة 2: 228) من الآيات القرآنية التي تؤكد على مساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وهي تتوافق مع ما جاء في المواثيق الدولية التي تدعو إلى المساواة بين الجنسين في الحقوق والفرص والمسؤوليات.
ففي العديد من المواثيق الدولية، مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الإنسان، يتم التأكيد على أن المرأة والرجل متساويان في الحقوق والواجبات، وأنه يجب عدم التمييز بينهما على أساس الجنس.
ويعتبر تطبيق مبدأ المساواة بين الجنسين من أهم الخطوات التي تؤدي إلى تحقيق المساواة والعدالة في المجتمعات، ويعد الإسلام بشكل عام والقرآن الكريم بشكل خاص من أوائل المصادر التي دعت إلى هذا المبدأ وحثت على تحقيقه.
ففي الإسلام، يتمتع الرجال والنساء بحقوق متساوية، ويشجع الإسلام على المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات. وتنص الآية المذكورة على حق المرأة في الحصول على ما يتمتع به الرجل من حقوق وواجبات بالمعروف، وهذا يعني بمعنى آخر أن المرأة لها حقوق متساوية بالرجل في المجتمع.
ويمكن تطبيق هذه المفاهيم والمبادئ الإسلامية في المواثيق والمعاهدات الدولية لتعزيز حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم، وتحقيق المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات. ويعتبر الإسلام والتعاليم الإسلامية مصدراً هاماً للإلهام لتعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وذلك يعكس التزام الإسلام بقيم العدالة والمساواة والإنسانية.
علي محمد الشرفاء الحمادي
لو تدبرنا في القرآن الكريم لوجدنا العدد الكبير من الآيات تتعلق بحقوق المرأة والتي تجاوزت سبعون آيه تتضمن تشريعات وأحكام وعظات لحماية المرأة
ولو تدبرنا في القرآن الكريم لوجدنا العدد الكبير من الآيات تتعلق بحقوق المرأة والتي تجاوزت سبعون آيه تتضمن تشريعات وأحكام وعظات لحماية المرأة من أي تعسف في معاملاتها من قبل الزوج بالرغم مما تتحمله من مسؤولية جليله من حمل ورضاعه وتربية وسهر، علاوة على مسؤولية البيت حيث تصبح مسؤولياتها ثلاثة اضعاف مسؤولية الرجل، حين احتكر الرجال وضع كتب الفقه واعتمدت عليه قوانين الاحوال الشخصية في المجتمعات العربية الذي يخالف التشريع الالهي ضاربين عرض الحائط كافة حقوق المرأة بكل الاستبداد والأنانية في خدمة اهوائهم الشخصية ورغباتهم في الاستعلاء على المرأة واذلالها لتكون مهمتها التوليد والتربية والخدمة في المنزل، وقد تجاوز الفقهاء الخطوط الحمراء في التشريع الالهي الذي أنصف المرأة ووضع من الاحكام درعا يحفظ حقوقها، فقد ظلمت المرأة قرونا طويلة حين تم هجر القرآن وتشريعاته التي تحقق العدل للأسرة ذكرا واناثا وازواجا. ولقد عرض القرآن اكثر من سوره وهي (سورة النساء وسورة الطلاق) وتضمنت كثير من الآيات في سورة البقره وسورة المائدة وسورة النور وسورة المجادله وسورة الممتحنه وسورة التحريم، ولو قارنا حرص القرآن الكريم على مكانة المرأة وحقوقها بالنسبة للرجل لوجدنا ذكر الرجل او الذكر بالنذر اليسير لأن الله سبحانه يعلم اعتداد الرجل بالقوة والاستعلاء والتميز بالذكوره، مما يعطيه حق السياده على المرأة متجاوزا بذلك كل التشريعات والأحكام الالهيه لارضاء نفسه وتحقيق رغباته الانانيه وعلى مر العصور ظل فقه الاحوال الشخصية محصورا على الرجال ولم يسعى أحدهم على مر السنين القيام باتباع التشريع الالهي واحكامه فيما يخص بأحكام المرأة والتي تحافظ على حقوقها، ولذلك وحيث أن المرأة لم يكن لها دور في المشاركة مع الرجل في التشريع واستنباط الاحكام من الايات الكريمه لوضع قوانين الاحوال الشخصية تتفق مع التشريعات الالهيه لتغيرت معالم المجتمع العربي والاسلامي في حماية الاسرة لتطلق مناخا آمنا ومستقرا لتربية الاطفال ورعايتهم علما واخلاقا، حيث سترتقي المجتمعات العربية والاسلامية في التعليم والابداع والمساهمة الايجابية في تقدم البشرية في كل المجالات ولكنه للاسف تسببت احكام الفقه المغايرة لشرع الله الى تشريد الاطفال في الشوارع وضياع الاسر مما جعلهم يضيعون بين المخدرات والتسول والسرقات ومنهم من استغلتهم الجماعات الارهابية وحولتهم الى وحوش وقتله واستباحوا انسانيتهم، وفقدت المجتمعات عشرات الالف من الشباب كان يمكن ان يتحولون الى قاطرة التقدم والتطور في مجتمعاتهم.
ومما سبقي ومن ايات القرآن الكريم يتضح العديد ان من المواثيق والمعاهدات الدولية تتضمن حقوق المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتتضمن بعضها حقوقًا مشابهة لتلك المذكورة في القرآن الكريم. ومن الأمثلة على ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي ينص على أن “الرجل والمرأة لهما الحق في ممارسة جميع الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان دون أي تمييز بناء على أي صفة كالجنس”، وكذلك الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي تحدد حقوق المرأة في المجالات المختلفة بما في ذلك الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ولذلك فإن التعاليم الإسلامية التي اقرت قبل 1440 عام تدحض كافة الادعاءات التي تتهم الإسلام بانه دين تمييزي وتشير الي ان بعض المفسرين والمحدثين قد استغلوا وفسروا القرآن علي هواهم لمطامع شخصية ويجب علينا ان نتبع ما قاله المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في كتاباته ضرورة إعادة تفسير القرآن وفق معطيات العصر الحالي والابتعاد عما كتب ووصل الينا من تراث به أمور كثيرة لا تتفق مع الآيات الواردة في كتاب الله وإعادة تفسيرها في ضوء القيم الإنسانية العالمية المستحدثة لتعزيز حقوق المرأة في المواثيق والمعاهدات الدولية، ولتعزيز التزام المجتمعات والحكومات بتحقيق المساواة بين الجنسين وتحسين حياة النساء في جميع أنحاء العالم.