اعتبرت دراسة منشورة ان داعش خطة حاكتها الصهيونية الماسونية بكل حنكة منذ زمن بعيد وهذا ما اوضحتة وثيقة سربت قبل اثنين وثلاثين عامًا وتحديدًا في العام 1982 حيث قام داعية السلام اليهودي -غير الصهيوني- إسرائيل شاحاك بترجمة ما عُرف باسم وثيقة “كيفونيم ” والتي تعكس خطة صهيونية ماسونية تلمودية لتجزئة الوطن العربي باكمله الى دويلات .
وتتفق هذه الوثيقة ما قام بنشره الباحث والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في كتابة ومضات علي الطريق في فصل الصهيونية حين قال “
ألم تكن دعوة «الفوضى» التي شجعتها، وخططت لها الولايات المتحدة بتسويق نظرية «الفوضى الخلاقة» بالتعاون مع إخوان الشياطين لإسقاط الأنظمة في العالم العربي بهدف إقامة سلطة الشيطان (الإخوان) تفيذًا لمآرب دُعاة الشيطان (إسرائيل)؟!
نعم، هي كذلك، والهدف من هذه المؤامرة هو إقامة دولة المحتل «من النيل إلى الفرات» برعاية أمريكية، ليتحقق فيما بعد للأمريكان الاستيلاء على منابع البترول في العالم العربي، ويكون لهم السيطرة على احتكار الطاقة، ومن ثم يتحكمون في مقدرات العالم، وليس هذا فحسب، بل ويسيطرون على مقدرات الشعوب أيضًا، إنها الصفقة الشيطانية التي عُقدت بالغدر بين أمريكا وإسرائيل.
ومن أجل أن تتحقق تلك الأهداف، كان الأمر يتطلب تحطيم العراق وتدميره، وإسقاط سوريا، وتهجير شعبها، والاستيلاء على ليبيا بواسطة حليفهم العثماني، والسيطرة على ثرواته البترولية، وفي طريقهم لكل ذلك، بقيت أمامهم عقبة صلبة، قد تهدد مخططاتهم، وتعيق تحقيق أهدافهم، لذا فكروا في ضرورة البحث عن خطط تزعزع استقرار ها وأمنها.”
وتقول الوثيقة ان الخطة الإسرائيلية تنطلق من الدولة العربية العراق، وذلك بتقسيمها حسب الاهواء الصهيونية إلى دولة شيعية، وأخرى سنية، إضافة إلى انفصال إقليم كردستان. وترى الخطة الإسرائيلية أنه يجب التركيز على الانقسامات العرقية والدينية في دول العالم العربي، والتي تقدرها بحوالى 19 دولة، واصفة إيّاها بأنها مثل البيت المؤقت والذي لا يقوم بناؤه على أساس قوي، وإن بث الكراهية بين أصحاب هذا البيت من خلال الخلافات أو الانقسامات هو السبيل الأفضل لتغيير معالم وحدود الدول العربية الحديثة .
ويعتبر الخبراء ان ما يجري في العراق وفي سوريا حاليا وما جرى في السودان ومصر ما هو الا تطبيق لبنود هذه الوثيقة .حيث تعتبر الجرائم التي نفذها عناصر داعش في العديد من المناطق، مثار دهشة بعد الفتاوى العديدة التي صدرت عن مشايخهم بقتل اكثر من نصف العرب والمسلمين بالاضافة الى طوائف واديان اخرى في المنطقة قبل ان يلتفتوا الى لوجود الاسرائيلي بيننا ولو حتى بالكلمة، مما يثير علامات تعجب شديدة فهل داعش هي صناعة بني اسرائيل طريق الماسونية الصهيوينية العالمة
فكل ما قامت به داعش بحق كل من يخالفها الرأي والمنهج، لم يكن بعيداً عما فعله صهاينة بني اسرائيل في بدايات القرن الماضي، واحتلالهم لفلسطين، بتصرفات تصل الى حد التطابق، ابتداء من الاسم الذي اتخذته داعش وهو اختصار لما يسمى بالدولة الاسلامية في الشام والعراق، وبعد جمع الاحرف الاولى من كل كلمة ظهر اسم داعش، تماماً كما كانت تفعل المنظمات اليهودية الارهابية في فلسطين المحتلة والتي كانت تجمع اول حرف من كلمة لتخرج باسم، يثير الرعب في نفوس المدنيين الى الان، ومن تلك المنظمات، منظمة “الأرجون” هي اختصار للـ”المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل”. وعصابة ” ليحي” هي اختصار لعبارة “المحاربون من أجل حرية إسرائيل”. ومنظمة”الهاجانا” وهي اختصار لمنظمة الدفاع العسكرية عن اليهود بفلسطين”.
ولم يتوقف الاتفاق على التسمية التي قد يعتقد البعض انها صدفة او توارد افكار، إلا ان التطابق الحاد يأتي بلجوء الطرفين الصهيوني الماسوني وداعش إلى قتل كل من اعترض طريقهما واستخدما كل وسائل الترويع والتنكيل بحق المخالفين. من صلب وقطع الرؤوس إلى التفجير وعمليات الاغتيال، وبقر البطون وتسميم المياه وحرق المحاصيل الزراعية وسرقة المواشي والزرع، وصولاً الى طرد المنظمات الصهيونية سكان فلسطين بشكل ممنهج كما تفعل الان داعش حيث تقوم بطرد المسيحيين والأكراد والايزيديين والعلويين والشيعة وحتى السنة المخالفين لها. ولم يتوقف التشابه عند هذا الحد، فاذا درسنا كيف استطاع الصهاينة بناء قوة عسكرية لهم، نجد انه استفاد من خبرات الضباط اليهود الذين شاركوا في الحرب العالمية الاولى والثانية، وقام باستقدامهم، تماما كما فعلت داعش عندما استقدمت ضباطا من القوقاز والشيشان بالاضافة الى الاستعانة بضباط جيش صدام السابق، ولم تكتف بذلك بل استقدمت حتى المقاتلين من كل تلك البقاع كما استقدم الكيان الصهيوني كل المقاتلين من دول العالم جميعها. وبالوصول الى الفكرة وهي ما اسمته داعش “الدولة الاسلامية” والتي تقوم على اساس ديني صرف دون ادنى حد من التعايش مع المكون الاخر في المنطقة، كما يرى منظرو الفكر الصهيوني بما اسموه “نقاء الدولة اليهودية” أي اقامة دولة يهودية خالصة لا عرب فيها، ويسعون الى تهجير عرب 48، من هنا، يستطيع أي مراقب ان يلحظ ان ظروف نشأة الكيان الصهيوني تشبه تماما ظروف نشأة ما يسمى بداعش، وهذا القلق الدولي وعدم الاستقرار وفرض قوانينها في المناطق التي تتواجد فيها، دون الالتفات الى القوانين الدولية كما فعل الكيان الاسرائيلي تماماً، بفرق واحد ان فكرة الكيان الاسرائيلي تم استيرادها من الخارج اما فكرة داعش، تم استحضارها من قبل دوائر الاستخبارات من عمق التاريخ.
وبمتابعة الاخبار القادمة من قلب اسرائيلي، تندهش من شدة التطابق بين افكار المتطرفيين اليهود من حريديم وسواهم، مع افكار داعش، بدءا من نبذ الاخرين وافكارهم وما يسمونه باليهودية “الاغيار” وصولا الى فتاوى الحاخامات اليهود بقتل نساء واطفال وشيوخ ورجال “الاغيار” وسبي نسائهم واقتلاع زرعهم وبقر بطون حواملهم طبقا لتعاليم تلمودهم. وما يقوم به المستوطنون المتطرفون اليوم من امتثال لفتاوى حاخاماتهم، لا يبتعد كثيراً عن فتاوى مشايخ داعش من قتل ما اسموهم كفارا والشبيه لمصطلح “الاغيار” لدى اليهود، تلك الفتاوى القائمة ايضا على القتل والسبي وبقر البطون والصلب والتعزير، وتقطيع الوصال واكل الاكباد والقلوب. والغريب اننا نري ان رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو يظهر خوف اسرائيل من داعش واستعداد اسرائيل لمواجهتم في مراوغة سياسية جديدة له من اجل الحصول علي اغلبية برلمانية بعد حرب غزة وذلك عندما وقف مخاطبا المجتمع الاسرائيلي بالمؤتمر السنوى للمعهد الإسرائيلى للأمن القومى عن التحديات الأمنية وعن خطر داعش ” إن أول تحدى يجب على إسرائيل أن تقوم به هو أن تحمى حدودها ، بمتنهي البساطة علينا حماية الحدود فقوات الإسلام المتطرف تقف بالقرب من أبواب إسرائيل حيث يستطيع هذا التنظيم أن يتوجه عبر الأردن خلال وقت قصير ويهاجم إسرئيل، ولهذه الاسباب يظهر للجميع لماذا كنت مصر أن تظل حدود إسرائيل الأمنية فى الشرق الأوسط وعلى طول نهر الأردن دائما هي اهم الاولويات لدي الحكومة ، لذا يتوجب علينا أن نكون قادرين على القضاء على قوات داعش الإرهابية وعلى الكراهية التى يمكن أن تصل إلينا من الشرق الأوسط عن طريق نهر الأردن وليس من ضواحى تل أبيب ” .
ليس هذا فحسب فالصهاينة بكل قوة يحاولون ابعاد اي علاقة بينهم وبين داعش ويبعثون برسائل مباشرة وغير مباشرة تحمل فقط خوف وذعر وتهديد من داعش ويؤكدون دائما بكل وسائلهم الاعلامية العالمية ان الاسلام الوسطي الحنيف هو داعش في محاولة للصق كل ما هو ارهاب بالاسلام وهذا ما تحدث عنه عاموس يادلين للقناة الثانية الاسرائيلية قائلا ” هناك مفاجأة مدوية، كيف أن الجيش الذى قامت أمريكا بتمويله وتقويته لعدة سنوات، والقادر على محاربة اى دولة، والذي كانت مهمتة تطبيق النظام داخل العراق، وكان يتكون من 600 ألف جندى، لا يستطيع أن يواجه قوة داعش الصغيرة والتى لا تتعدى 5000 رجل، أرى أن داعش اكثر نظامية ولها استراتيجية وأيضا حافز لتحقيق اهدافها، نعم فهو خطر على إسرائيل. فداعش يتحدثون عن مملكة الخلافة الاسلامية التى ستشمل كل من سوريا والاردن والعراق وإسرائيل أيضاً، واذا واجهوا مصاعب فى تحقيق ذلك فى بغداد، سيتوجهوا للأردن.
ولكن الجيش الأردنى جيش قوى عكس الجيش العراقى، واذا حدث وهاجمت داعش اسرائيل ستقف الدول الصديقة بجانبها ستقف كل من الولايات المتحدة واسرائيل بجانب الاردن وستقدم لها يد العون.
وارى ان اسرائيل لن تتدخل اذا وصلت داعش لحدود الاردن، كما انه يوجد لإسرائيل مصلحة ان تبقى الاردن على استقرار وان تظل الحدود الاردنية الاسرائيلية بمأمن وحماية، ولكن من سيتدخل هى قوات الولايات المتحدة حيث يوجد قوات امريكية متمركزة بالاردن.
وتحدث ايضا مردخاى كيدر المستشرق والمحاضر بقسم اللغة العربية بجامعة بار إيلان ، على قناة الكنست الإسرائيلي مستخدما التخويف والترويع للمجتمع الاسرائيل من داعش في عملية غرس نفسي اسرائيلي لتأهيل المجتمع الاسرائيلي للدخول في حرب جديدة قائلا ” ارى أن امريكا واسرائيل والسعودية والاردن يرتجفون خوفا من داعش.وهذا ما أقرأه يوميا فى الصحف وفى وسائل الاعلام، إن الامريكيين والاسرائيليين خائفين، فقوات داعش على حدود الأردن، بل ما يزيد الأمر سوءا، ان مواطنون اردنيين نظموا مظاهرة دعم لقوات داعش، فالأردن حقا خائفة من داعش وزيادة وتيرة دعمها داخل الاردن وهذا ايضا يخيف إسرائيل. أنا اعتقد ان اسرائيل لن تتدخل، كما ان إسرائيل لن تلبى هذه الدعوات لانها عادت لأيامها الجيدة ايام قوتها فى الحروب ولن تخاف من داعش. في اشارة تخويف للمجتمعات العربية
ومما سبق يتضح لنا ان اسرائيل وداعش هما نسختان متطابقتان في مفاهيم القتل من اجل دب الرعب في قلوب المدنيين، وتحميل الوعي الجمعي بالخوف ومن ثم الهرب من امامهم، بعد الاستفادة من المنظومة الاعلامية المرافقة والتي تشبه إلى حد كبير البروباجندا التي ترافق العمل العسكري لجيش اسرائيل في أي مكان.
وفي النهاية فإن مجازر التكفيريين في سوريا والعراق هي استمرار لمجازر الهاجانا في دير ياسين وقانا في لبنان من أجل تثبيت المشروع الصهيوني”، واللافت للنظر ان “القاسم المشترك بين داعش والصهيونية هو استهداف العزل