فى رده على مقال المفكر العربى علي محمد الشرفاء الحمادي” المسؤولية المشتركة فى نبذ الروايات المختلقة” ، يعبر الدكتور محمد مدبولي، أستاذ اللغة العبرية بجامعة الأزهر والمتخصص في أثر الروايات التلمودية على رفع معدلات العنف ضد المسلمين، عن سعادته بقراءة مقال وأفكار المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، التي تناولت بتفصيل دقيق جذور الكوارث التي ألمت بالمسلمين نتيجة لتعدد المرجعيات وتشويه السُنة النبوية.
ويصف مدبولي آراء “الشرفاء” بأنها نهجٌ صادق يسعى لكشف الحقائق وتوجيه الأمة نحو العودة إلى القرآن الكريم والسُنة الصحيحة، مما يجعلها دعوة مخلصة لإصلاح الفكر الإسلامي وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسببت في التفرقة والتشرذم بين المسلمين عبر العصور.
يشدد الدكتور مدبولي على أن التشويه الذي تعرضت له السُنة الفعلية للرسول صلى الله عليه وسلم من خلال الروايات المفتراة عليه، والتي أُُطلق عليها مسمى “السُنة المطهرة”، قد ساهم بشكل كبير في تشرذم وتفرق المسلمين عبر العصور.
أضاف أن هذه الروايات المزورة كانت ولا تزال مصدراً للفتن والكراهية والبغضاء بين المسلمين، بدلاً من المودة والرحمة والتعاون التي دعا إليها الإسلام في نصوصه القرآنية الصريحة.
يؤكد مدبولي أن الروايات التلمودية المزيفة التي انتشرت بين المسلمين لم تؤد فقط إلى تدمير النسيج الاجتماعي للمسلمين، بل كانت أيضاً أداة في يد بعض شيوخ الدين الذين استخدموها لتحريض الشباب على أعمال العنف والتفجير، مستغلين براءة الأطفال وضعف النساء في نشر الأفكار الضالة والمجرمة، هذه الأعمال حرمت المجتمعات المسلمة من السلام والأمان، وجعلتها تعيش في دوامة من الدماء والدمار والتشرد.
يرى مدبولي أن الحل يكمن في العودة إلى الجذور الحقيقية للإسلام، والاعتماد على القرآن الكريم والسُنة الصحيحة التي تبين أخلاق الرسول الكريم وسلوكه النبيل.
يعتقد مدبولي أن اتباع تعاليم القرآن الكريم، والعمل على تحقيق مراد الله في العبادات والمعاملات، هو السبيل الوحيد لاستعادة المجتمعات المسلمة لعافيتها وسلامتها.
ويشير إلى أن الفهم الصحيح للإسلام يتطلب الربط بين القول والعمل الصالح، حيث أن العبادات ليست مجرد طقوس وحركات رياضية، بل هي وسائل لتحقيق الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن، هذا الفهم الشامل للعبادات يعزز من مكانة المسلمين ويجعلهم نموذجاً يُحتذى به في الرحمة والعدل والإحسان.
يشدد مدبولي على أهمية التحقق من الروايات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم وتنقيتها من الإسرائيليات والأساطير المكذوبة، داعيا المسلمين إلى الاقتداء برسول الله في سيرته وأخلاقه ومعاملاته، والتأكيد على تطبيق الشرعة الإسلامية كما جاءت في الكتاب المبين، ليعيشوا حياة كريمة في الدنيا وينالوا رضا الله وجنات النعيم في الآخرة.
يرى مدبولي أن ما يحدث اليوم من أعمال عنف وتطرف باسم الإسلام ليس إلا نتيجة لتلك الروايات المزيفة التي ترسخت في عقول بعض المسلمين، مؤكدا أن الإسلام براء من هذه الأعمال التي تتنافى مع قيمه الأساسية التي تدعو إلى الرحمة والإحسان والتعايش السلمي.
يعتقد الدكتور مدبولي أن التعليم يلعب دوراً حاسماً في تصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين المسلمين، مشددا على ضرورة تحديث المناهج التعليمية لتشمل الفهم الصحيح للإسلام وتقديم الروايات الصحيحة التي تعكس قيم الدين الحقيقية.
يلفت مدبولي الانتباه إلى دور وسائل الإعلام في نشر الأفكار الصحيحة والتوعية بمخاطر الروايات المزيفة، ويحث على استخدام الإعلام كأداة فعالة لتصحيح المفاهيم وتوجيه المسلمين نحو الفهم الصحيح للإسلام.
يشير مدبولي إلى أن الوحدة الإسلامية يمكن تحقيقها من خلال العودة إلى القرآن الكريم والسُنة الصحيحة، والابتعاد عن الروايات المكذوبة التي تزرع الفتن وتفرق المسلمين، مؤكدا أن الوحدة قوة، وأن التفرق ضعف يؤدي إلى الهزائم والمآسي.
يؤكد الدكتور مدبولي على أهمية دور العلماء والمفكرين في قيادة حملة تصحيح المفاهيم وإزالة الغبار عن الصورة الحقيقية للإسلام، ويدعو إلى تشكيل لجان علمية متخصصة تقوم بتمحيص الروايات وتنقيتها من الشوائب.
يلفت مدبولي إلى أن الإسلام دين شامل يتناول جميع جوانب الحياة، وليس فقط العبادات، وأن تطبيق القيم الإسلامية في الحياة اليومية يعزز من مكانة المسلمين ويجعلهم قدوة للآخرين.
ويوضح أن المسلمين إذا التزموا بتعاليم الإسلام الحقيقية، فإنهم سيساهمون في بناء مجتمع عادل ومسالم يقوم على أسس الرحمة والإحسان والعدل، مؤكدا أن هذه القيم هي التي تجعل من الإسلام ديناً عظيماً يحقق السعادة والرفاهية للبشرية.
يرى الدكتور مدبولي أن التاريخ الإسلامي مليء بالأمثلة التي تثبت أن المسلمين عندما التزموا بتعاليم دينهم الحقيقية، نجحوا في بناء حضارة عظيمة قامت على العلم والمعرفة والتسامح، مشيرا إلى أن الإسلام يدعو إلى الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة، وأن هذا الحوار هو السبيل الأمثل لنشر قيم السلام والتعايش السلمي بين الشعوب.
يؤكد مدبولي أن المسلمين مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالعودة إلى تعاليم الإسلام الحقيقية، والتخلص من الأفكار الضالة التي تسببت في تشويه صورة الإسلام في العالم.
ويشدد على أن المسلمين يجب أن يكونوا قدوة في الالتزام بالقيم الإسلامية في جميع مجالات حياتهم، سواء في العمل أو في العلاقات الاجتماعية أو في تعاملهم مع الآخرين.
يلفت الدكتور مدبولي إلى أن الإصلاح يبدأ من الفرد، وأن كل مسلم يجب أن يكون حريصاً على تحسين نفسه والالتزام بتعاليم دينه في حياته اليومية.
ويشير إلى أن الجهود الجماعية للمسلمين يمكن أن تؤدي إلى تحقيق نهضة إسلامية شاملة تساهم في بناء مجتمع عالمي أكثر عدلاً وسلاماً، مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى قد جعل في الإسلام حلولاً لجميع مشاكل البشرية، وأن التزام المسلمين بتعاليم دينهم سيؤدي إلى تحقيق السعادة والرخاء للجميع.
يدعو الدكتور مدبولي المسلمين إلى أن يكونوا حريصين على نقل صورة صحيحة ومشرقة عن دينهم، وأن يساهموا في نشر القيم الإسلامية السمحة التي تدعو إلى الرحمة والإحسان والعدل في جميع أنحاء العالم.