قال يندر الحميدي باحث اردني في علوم القرآن، ردا على مقال “ان تنصروا الله ينصركم” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، أن جامعي الروايات المذهبية، ومنهم الذين ينتمون الى مذاهب السنة، لم يكتفوا بنسب روايات الى النبي فقط، بل وصل بهم الأمر أن يتحدوا الله ويتقولوا على النبي بحديث، وضعوه في كتبهم، جاء فيه أنه قال، اوتي الكتاب ومثله معه، اوتيت القرآن ومثله معه، لافتا أن هدفهم من ذلك هو تمرير تلك الروايات بإضفاء الطابع المقدس عليها باسم الله وباسم النبي، وانها كمثل القرآن، وكأن الله لم يأت في كتابه هذه الآية والتي يتحدى بها كل المخلوقات العاقلة، بأن يأتوا بمثل هذا القرآن، وذلك في قوله تعالي ﴿قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨]
وتساءل الحميدي، اليس هذه الآية هي قول الله، وانُزلت على النبي وعلم بما فيها؟ مجيبا ” فاذا كان ذلك، كيف يقول النبي، أنه اوتي بمثل القرآن، وهو من اُنزلت عليه هذه الآية، فهل يعقل أن النبي يتحدى الله ويتقول عليه، أم هو كان لا يعلم بما في هذه الآية؟؟.
وتابع ” حسب الرواية، النبي قال، أنه اوتي مثل القرآن، اي أنه اوتي قرآن اخر، لأنه قال مثله، ومثله هو آيات وسور، فاين هذه الآيات؟.
وأشار الباحث الأردني الى أنه اذ لم يكن الذي اوتي الى النبي مع القران، ليس هو عبارة عن قرآن أو سور أو آيات، فبماذا يكون مثله، وما هو التماثل بينهما حتى يكون مثله؟؟
وطرح سؤالا اخر، هل الروايات مثل القران؟؟؟ثم يجيب “طبعا، ستكون اجابة أصحاب المذاهب التي صنعوها بأيديهم، أن الذي هو مثله، ليس هو قرآن وسور وآيات، وانما هو أحاديث وروايات نبوية، لكنها وحي ثاني كمثل وحي القرآن واوتيت الى النبي مع القرآن فإذا كان ذلك، هل يصلح أن نضع كلام بشري عبارة عن روايات ظنية، بدرجة قول الله ومثله، ويكون ككلام الله؟ هل جعلتم النبي ندا لله؟؟
ويكمل”حين يقول النبي أنه اوتي مع القرآن مثله، اكيد هو اوتي من عند الله، وبهذا يكون الذي اوتي اليه ومثل القرآن، هو قول وكلام الله، فاذا كان ذلك، كيف تقولون بالذي اوتي مع القرآن بـ قال الرسول أو قال النبي وهو كلام الله، ولم تقولوا فيه قال الله وهو من عنده؟؟
وطرح الحميدي سؤالا اخر، اليس هنا اصحاب المذاهب، حين يقولون ذلك، اليس يبدلون ويحرفون الكلم عن مواضعه ويلبسون على الناس دينهم، بجعل قول الله هو قول النبي أو الرسول واخفاء قول الله في ذلك، ومن ثم يقولون أن قول النبي هو قول الله وينسبون ذلك الى النبي؟ مستشهدا بقوله تعالى ﴿ فَوَيلٌ لِلَّذينَ يَكتُبونَ الكِتابَ بِأَيديهِم ثُمَّ يَقولونَ هذا مِن عِندِ اللَّهِ لِيَشتَروا بِهِ ثَمَنًا قَليلًا فَوَيلٌ لَهُم مِمّا كَتَبَت أَيديهِم وَوَيلٌ لَهُم مِمّا يَكسِبونَ﴾ [البقرة: ٧٩]