في مقال للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بعنوان “دور القرآن في بناء مجتمع العدل والسلام”، أكد الباحث المصري محمد الدواني أن رؤية الشرفاء تتفق مع رؤيته حول أهمية القرآن الكريم كمصدر أساسي وشامل لبناء مجتمع إسلامي متماسك.
وأوضح الدواني أن الشرفاء سلط الضوء على ضرورة العودة إلى القرآن كمصدر أصيل للإسلام، محذراً من الاعتماد على الروايات التي قد تكون شوهت جوهر الدين.
وفي هذا السياق، طرح الدواني تساؤلاً هاماً حول دور السنة النبوية في إكمال الدين، وأوضح قائلاً: “ألم يكن بالإمكان أن يطيل الله عمر رسوله الكريم بضع سنوات ليجمع ويدون الأحاديث التي رواها في كتاب مستقل كما تم جمع وتدوين القرآن؟” وأضاف أن هذا التساؤل يثير استغراباً حول كيف يمكن الاعتماد على الأحاديث كمكملة للدين دون وجود توجيه إلهي لجمعها وتدوينها بشكل كامل ومؤكد.
كما أضاف الدواني أنه يرى في القول بأن الأحاديث النبوية مكملة للدين إشكالية كبيرة، مشيراً إلى أن هذا المفهوم يضع الرسول الكريم في موقف شريك مع الله في إكمال دينه، وهو ما يرفضه بشدة. وأكد أن الدين قد اكتمل بنزول القرآن، وأن أي زعم بأن الأحاديث تضيف شيئاً جديداً إلى الدين هو تجاوز غير مقبول.
وفي سياق نقده لعملية جمع وتصحيح الأحاديث، أوضح الدواني أن العلماء مثل البخاري وابن حبان ومحمد ناصر الألباني قد اعتمدوا على معايير بشرية تختلف من شخص لآخر، مما أدى إلى تعديلات مستمرة في نصوص الأحاديث. وأضاف أن هذا الوضع يثير شكوكاً حول مدى صحة وثبات هذه الأحاديث عبر العصور، مؤكداً أن هذا يجعل الاعتماد عليها في شرح أو إكمال الدين أمراً غير مستقر.
وأكد الدواني أن القول بأن السنة النبوية شارحة للقرآن يحمل نفس الخطورة، إن لم يكن أكثر، من القول بأنها مكملة للدين. وأوضح أن هذا يجعل الفهم الصحيح للقرآن معتمداً بشكل كبير على السنة، وإذا تم تحريف السنة أو تغييرها، فإن تفسير القرآن نفسه سيكون عرضة للتحريف، مما يؤدي إلى ضياع المعاني الصحيحة للدين.
وفي إطار دعوته لإعادة النظر في التراث الديني، شدد الدواني على أهمية العودة إلى القرآن الكريم كمصدر وحيد لفهم الدين، محذراً من مخاطر الاعتماد على الأحاديث التي قد تكون تعرضت للتحريف أو التأويل الخاطئ. وأكد أن التمسك بالقرآن وحده هو السبيل للحفاظ على نقاء الدين وضمان سلامة الفهم.
وأضاف الدواني أن الفقهاء الذين ساهموا في نشر مفاهيم خاطئة عن الإسلام قد اعتمدوا على تفسيرات شخصية للأحاديث النبوية، مما أدى إلى تشويه المفاهيم الصحيحة للدين. وأوضح أن بعض هذه المفاهيم، مثل تعدد الزوجات وملك اليمين والجزية، قد تم تفسيرها بطرق تتعارض مع نصوص القرآن الصريحة، مما أدى إلى تحريف تعاليم الدين عن مسارها الصحيح.
وفي سياق الحديث عن تأثير التحريف على الدين والمجتمع، أشار الدواني إلى أن التحريف الذي طال السنة النبوية قد أثر بشكل كبير على فهم المسلمين لدينهم، مؤكداً أن هذا التحريف كان السبب الرئيسي وراء تفرق المسلمين وتناحرهم عبر التاريخ.
ودعا الدواني المسلمين إلى العودة للقرآن الكريم كمصدر وحيد لفهم الدين، مشدداً على ضرورة تجنب الاعتماد على الروايات والأحاديث التي قد تكون تعرضت للتحريف. وأكد أنه يجب على المسلمين الالتزام بالنصوص الصريحة للقرآن، وأن أي محاولة لتفسير الدين يجب أن تستند إلى القرآن فقط، دون الحاجة إلى الاعتماد على الأحاديث النبوية التي قد تكون عرضة للتحريف.
واختتم الدواني بالقول إن الإسلام دين واضح ومكتمل بالقرآن الكريم، وأن أي محاولة لإضافة شيء إلى هذا الدين من خلال الأحاديث النبوية قد تؤدي إلى ضياع الدين وتحريفه. وأوضح أن الحفاظ على نقاء الدين وضمان سلامة الفهم يعتمد على توخي الحذر والدقة عند التعامل مع النصوص الدينية، محذراً من مخاطر التحريف والتأويل الخاطئ.