نستعرض اليوم كتاب “التعامل الأسرى فى سيرة المصطفى”، تأليف: د. “عبدالله بن ناصر بن عبد الله السدحان”، نشره “مركز تثمير للإستشارات بالتعاون مع وحدة التوعية الأسرية فى جمعية أسرة”.
ويتناول الكتاب تبيان لتعامل خير البرية – صلى الله عليه وسلم – مع الزوجة، الأبناء، الأقارب، ذوي الأرحام، المسنين، والأيتام، والتعرف على حقوقهم كما جاءت في الوحيين، لتكون منارًا يهتدي به كل مسلم، وكل راغب في نشر السعادة في بيته، وبسط روح الطمأنينة في حياته الخاصة والعامة، كما تحاول هذه الدراسة إيراد الشواهد العديدة من الممارسات الأخلاقية في حياته صلى الله عليه وسلم.
يقول الكاتب: “إن فى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نبراسًا لكل مُقتدٍ، ولكل من يرنو لبلوغ مناه في تتبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في يسر وسهولة ووضوح، منهجًا في هذه الحياةا لدنيا، فضلًا عن الثواب المرتجى لمن يحتسب في عمله الاقتداء بسيرة المصطفى، فالأب، والأم، والمربي يجدون في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام دروسًا نبوية في التربية، والتعامل مع الآخرين، وكسب قلوب الناس، من خلال حسن الخلُقُ، وفنون التعامل مع الآخرين، ومما يزيد هذه الدروس روعة أن البعد التنفيذي فيها والجانب العملي هو الطاغي في العملية التربوية النبوية، فهي ليس مجرد توجيهات عامة، بل وصولًا إلى أدق التفاصيل، ونزولًا لأدنى مستويات التعامل مع المستوى العمري، فالرسول صلى الله عليه وسلم داعب صغار الأطفال حتى من خارج بيته الشريف”.
إن هذه الممارسات النبوية التي وصلت إلينا تتعلم منها الأمة بمختلف مستوياتها العمرية، والعلمية، والاجتماعية الآداب الرفيعة، والأخلاق الحميدة، والعبادة الصحيحة، لذا لا عجب أن يقول بعض السلف: “كنا نعلَم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما السورة من القرآن”. وكم نحن بحاجة في هذا العصر إلى تعلم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعدم الوقوف عند مجرد القراءة فحسب، بل انتقال للتطبيق، وعزم قوي على الممارسة، فالمجتمعات الإسلامية عطشى في وقتنا الحاضر إلى نبراس يقُتدى وطريق يسلك لتحقيق الترابط الأسري المنشود، من خلال التعامل الحسن بين أفراد الأسرة الواحدة ابتداءً، واختتامًا بالمجتمع الكبير، ومرورًا بمحيط الأسرة الأوسع من الأقارب وذوي الأرحام”.
وهو ما يتفق مع ما قاله المفكر العربى على محمد الشرفاء فى كتابه ” الطلاق يهدد أمن المجتمع ” من ضرورة أن يكون كلا من الزوجين سكنا لصاحبه يتعاملان بالمودة والرحمة فيما بينهما لينشئا مناخًا آمنًا ومستقرًا لحياة طيبة لتربية الأطفال ورعايتهم، علماً وأخلاقًا ودينًا، ولو أخلص الفقهاء للمسلمين في توضيح مقاصد آيات القرآن الكريم ووصية الله لترشيد الزوجين لتحقق لهما الحياة الطيبة، بأن يصبح كل منهما سكنا للآخر لتعريف الزوجين بالمقاصد الخيرة للموعظة الإلهية لتحقيق الطمأنينة والمودة والرحمة بينهم وطبقوها لاستطاعا ان يحولا بيتهم إلى جنة ترفرف عليه السعادة والأمان، ولتجاوزا كل الخلافات وسوء الفهم لتستمر الحياة بالمعاملة الحسنة بينهما، حيث سترتقى المجتمعات العربية والإسلامية في التعليم والإبداع والمساهمة الإيجابية في تقدم البشرية في كل المجالات”.
جاء كتاب “التعامل الأسري في سيرة المصطفى”،في مقدمة وثلاثة فصول على النحو التالي:
الفصل الأول: الأخلاق: أصولها وتمثلها في الرسول صلى الله عليه وسلم، وتندرج تحته عدة مباحث موضوعية على النحو التالي:
- صفة المصطفى صلى الله عليه وسلم الخُلقية.
- هل يمكن تغيير الأخلاق إلى الأفضل؟
- العوامل التي تساعد على اكتساب الأخلاق الحميدة.
الفصل الثاني: الحقوق والواجبات كما جاءت في الكتاب والسنة وتطبيقاتها في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويندرج تحتها عدة مباحث موضوعية على النحو التالي:
- الأسس التي تقوم عليها الأخلاق في الإسلام:
1) حقوق الوالدين من الكتاب والسنة وكيف تعامل صلى الله عليه وسلم معها.
2) حقوق الزوجة من الكتاب والسنة وتعامله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته.
3) تعامله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته في المشكلات الزوجية.
4) حقوق الأبناء من الكتاب والسنة وتعامله صلى الله عليه وسلم معهم.
5) حقوق الأيتام من الكتاب والسنة وتعامله صلى الله عليه وسلم معهم.
6) حقوق الأقارب وذوي الأرحام من الكتاب والسنة وتعامله صلى الله عليه وسلم معهم.
7) حقوق المسنين من الكتاب والسنة وتعامله صلى الله عليه وسلم معهم.
الفصل الثالث: أثر الالتزام بالحقوق والواجبات في أمن المجتمع وسعادته.