نستعرض اليوم كتاب مفهوم الجهاد وتحديات الارهاب للكاتب والباحث علاء الشحات حيث يوكد ان الإسلام ليس دينا للإرهاب. فالإسلام هو دين سماوي يحث على السلام والعدل والتسامح والرحمة. ويعتبر الإسلام أحد أكبر الأديان في العالم، ويتبعه المسلمون الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم.
ويري الكتاب ان الإرهاب هو فعل عنف غير قانوني وغير أخلاقي يستهدف الأبرياء ويهدف إلى خلق الفزع والرعب والترويع. يجب أن نفصل بين التطرف والإرهاب والإسلام الحقيقي. لا يجب أن يتم اتهام الإسلام بالإرهاب بناءً على أفعال فردية أو تصرفات محددة لبعض الأفراد أو الجماعات.
كما أنه ينبغي أن نفهم أن الإرهاب والعنف الذي يقترفه بعض الأفراد أو الجماعات ليس ممثلاً لتعاليم الإسلام الحقيقية. الإسلام يحث على السلام والعدل والتسامح وحماية حقوق الإنسان، ويرفض العنف والإرهاب بشدة. ومثل أي دين آخر، يمكن أن يتم استغلال الدين وتحريف تعاليمه من قبل بعض الأفراد أو الجماعات بهدف تحقيق مصالحهم السياسية أو الشخصية. ولكن هذا لا يعني أن الإسلام بذاته هو دين الإرهاب.
من الضروري النظر إلى التعاليم الإسلامية الأصيلة والمصادر الشرعية لفهم الإسلام الحقيقي وتجنب التعميمات البالغة والأفكار النمطية المضللة حول الإسلام.
ويشير الكتاب الي ان الإسلام لا يحض على الإرهاب. في الواقع، الإرهاب والعنف الذي يستهدف الأبرياء ويهدف إلى إثارة الرعب والترويع يعارض تعاليم الإسلام الأصيلة.
وتعاليم الإسلام تؤكد على قيم السلام والعدل والتسامح والرحمة. على سبيل المثال، يعلمنا القرآن الكريم أن “مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا” (المائدة: 32)، وهذا يعني أن قتل نفس بريئة أو إلحاق الفساد في الأرض يعتبر جريمة عظيمة ومنافية للإسلام.
بالإضافة إلى ذلك، النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان قدوة في السلام والعدل والرحمة، وقد عاش حياة تعكس تعاليم الإسلام السمحة والمحبة والتعايش السلمي مع الآخرين، بغض النظر عن ديانتهم.
ومن المهم أن نفهم أن الإرهاب ليس خاصًا بالإسلام فقط، بل يوجد أيضًا في بعض الأديان والمجتمعات الأخرى. لا ينبغي أن يتم تشويه صورة الإسلام بناءً على أفعال فردية أو جماعات محددة. يجب علينا الاعتراف بتنوع المعتقدات والتفكير بين المسلمين وأن لا نقع في التعميمات البالغة والتحامل النمطي.
ومما سبق يتضح ان كتاب مفهوم الجهاد وتحديات الإرهاب يتفق ويؤكد رؤية المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في مقاله “فلسفة القتال والجهاد في كتاب الله.. قتال المعتدين” حول مفهوم حرية الاعتقاد وحفاظ الإسلام علي سلامة الأبرياء حيث أشار المفكر العربي الشرفاء الي ذلك حين قال في مقاله ” (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة-190).ففي هذه الآية شرع الله للإنسان حق الدفاع عن النفس فقط، وحرم عليه الاعتداء على الناس بأي وسيلة كانت، وأقر الله في شريعته بأنه لا يحب المعتدين.. ولكن المسلمين الأوائل حرفوا شريعة الله في حق الدفاع عن النفس وتحريم العدوان، بأنهم وظفوا كلمة الجهاد التي تعني مجاهدة النفس ليستقيم سلوك الإنسان كما أمره الله في اتباع شرعته ومنهاجه في القرآن الكريم.
وأضاف الشرفاء ان البعض وظيف الجهاد ظلما في غزو الأوطان وسفك دماء الأبرياء حين خدعوا الناس بمبررات الفتوحات، واستحلوا كل المحرمات التي حذرهم الله من ارتكابها بغيا وظلماً وعدواناً.. علمًا بأن الله سبحانه وتعالى أنزل على رسوله الكريم أمره بدعوة الناس للإسلام بقوله سبحانه (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل-125).
وهو ما أشار اليه أيضا كتاب مفهوم الجهاد وتحديات الإرهاب حيث أشار الكاتب الي انه من من الضروري النظر إلى التعاليم الإسلامية الأصيلة والمصادر الشرعية وفهمها بشكل صحيح لفهم الإسلام الحقيقي وتجنب التبعيض والأفكار الخاطئة حول الإسلام والإرهاب.
حيث أضاف الكاتب ان القرآن الكريم تتحدث عن ضرورة الجهاد. ومصطلح الجهاد يشير إلى البذل والجهود المبذولة في سبيل الله وتحقيق العدالة والدفاع عن الإسلام والمسلمين.
موضحا انه في القرآن الكريم، يُذكر الجهاد في سياقات مختلفة. بعض الآيات تشير إلى الجهاد الداخلي والجهود الشخصية للتحسين الذاتي والقرب من الله، مثل قوله تعالى في سورة الأنفال (الآية 46): “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”.
كما أشار الكاتب الي آيات أخرى تتحدث عن الجهاد الدفاعي والدفاع عن الإسلام والمسلمين في حالات الظلم والعدوان، مثل قوله تعالى في سورة البقرة (الآية 190): “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.
ومع ذلك، يجب فهم الجهاد في سياقه الشامل وباعتبار الأحكام الشرعية الأخرى، ويجب أخذ النصوص القرآنية في سياقها الكامل وتفسيرها بناءً على المنهج الشرعي المتعارف عليه. الجهاد ليس متعلقًا بالعنف العشوائي أو استهداف الأبرياء، بل يعبر عن النضال الشرعي والجهود الشخصية والمجتمعية للدفاع عن الحق والعدل.
وفي النهاية اكد الكتاب علي انه يجب أن يتم فهم الجهاد في إطار أخلاقي وقانوني وشرعي، ولا يجوز استخدامه للعنف أو الإرهاب أو استغلاله بطرق تتعارض مع تعاليم الإسلام الحقيقية وقيم السلام والعدل والتسامح.