إن أول ما يبادر إلى الذهن ونحن بصدد هذا العنوان هو توجه تفكيرنا نحو حقيقة الإسلام كما أوردها القرآن الكريم. الأصول التي وضعها القرآن والحقائق التي يحتويها تُظهر لنا الهدف من إسلامنا وعبادتنا لله. فهل نعرف على أي أساس بُني هذا الدين؟ إذ إن معرفتنا للأساس ستحدد اتجاهاتنا وستقودنا إلى الالتزام بما يرضي الله.
أركان الإسلام.. بين الطقوس والجوهر
ثم بعد ذلك، فإن أركان الإسلام الخمسة التي تُحصَر فيها معاني الإسلام ما هي إلا أدوات تعيننا على تنظيم أمور حياتنا. إذ لم يُحصَر الإسلام في أركانه الخمسة فقط، بل إن هذه الأركان ذكرت في القرآن بإجمال ولم تُفصَّل في آياته كما فُصِّلت حقائق الإسلام الأخرى. ومن هنا تأتي الحاجة لتصحيح المفاهيم حول الغاية الحقيقية لهذه الأركان.
تصحيح المفاهيم.. العبادة ليست غاية في حد ذاتها
وكم كنت أتمنى أن يُعاد تصحيح المفاهيم، لأننا فهمنا الإسلام من خلال الأركان الخمسة وحدها، وكأنها الهدف الأساسي للإسلام، وتناسينا أن العبادات لم تُشرَع لمجرد العبادة، وإنما لتحقيق أهداف حددها الله، ترسم معالم الطريق نحو حياة آمنة وكريمة وبعيدة عن الشرور، وجعلت هذه الأهداف غايات يجب تحقيقها.
الأخلاق والقيم.. الأساس الحقيقي للإسلام
السلام والأخلاق بما تحمله الرسالة من تعزيز للفرد وبناء شخصية المسلم بمجموعة من الأخلاق والفضائل والقيم النبيلة التي تساهم في خلق مجتمع سليم، حيث نصل إلى العدل والرحمة والحرية والمساواة بين أفراد المجتمع، مجتمع مبني على مبادئ الإسلام لا يُظلم فيه الضعيف ولا يُهمَل فيه الفقير، وتتحقق من خلاله السعادة والحياة الطيبة.
العبادة كوسيلة لتحقيق الأهداف السامية
إن جملة الممارسات والعبادات المتمثلة في صلاة وصوم وزكاة وحج هي في الحقيقة وسائل يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه، الذي جعل جملة من الأخلاق هى الغاية الكبرى والهدف الأسمى من العبادات. وهنا يتضح أن الإسلام ليس مجرد طقوس بل هو نظام شامل يهدف إلى بناء مجتمع متكامل.
أهمية التكامل بين العبادة والأخلاق
على المسلم أن يتذكر بأن العبادة تمثل وتعمل دون أن يتنازل عن الممارسات السلوكية للسلوك الصحيح في الإسلام، وتحقيق الأخلاق التي تجسد السلوك السوي بما يؤمن السلامة حتى تتحقق الحرية والعدل والرحمة والسلام، وذلك لن يتحقق دون تحقيق الأهداف من الوسائل بآداب القرآن.
الأركان الخمسة.. فهم جديد لمفهوم التشريع
إن مصطلح الأركان الخمسة للإسلام إنما جاء من هذا الشرع الإصلاحي، والذي يتطلب استذكارًا وإخلاصًا واعتبارًا لما جاء فيه من الخطاب. فالإسلام ليس مجرد طقوس بل هو منهج حياة شامل. الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية العادلة موجودة ضمن أركان الإسلام، ويجب أن تُترجم إلى سلوكيات تجسد روح الإسلام في المجتمع لتحقيق الأمن الاجتماعي.