نستعرض لكم اليوم دراسة “الاستعمار في العصر الحديث ودوافعه الدينية” وهي دراسة أعدها د. منقذ بن محمود السقار وهو داعية إسلامي سوري وباحث ودكتور في مجال مقارنة الأديان، وله مؤلفات كثيرة وكتب عديدة وهي تتفق تماما ما أشار اليه المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي حول إشكالية عودة الاستعمار بشكل مختلف في مقالاته وكتبه حين قال لقد حول الاستعمار وأعوانه الخونة بلادنا من حال إلى حال، من الاستقرار إلى الدمار، وتعاونوا مع الفجار، وقتلوا الأحرار، وسلموا أوطانهم إلى عدو لا يخشى الله ولا يعرف الحق، مات ضميره وتحكم فيهم الشيطان.
وأضاف الشرفاء ” يجب أن يكون ما تقرره الشعوب وترضاه هو الحكم النهائي لكل دولة، فمن حق الشعوب البحث عن مستقبلها ورسم خطط أجيالها، فأين حقوق الإنسان التي يصدعنا بها هؤلاء المستعمرون من الدول الغربية وقوى الاستعمار في كل مكان؟
وكمل قائلا ” لقد تخفت أمريكا وجعلت من مبدأ حق التدخل أو مسئولية الحماية الغطاء الذي تحته قامت بكل جرائمها ضد الإنسانية وحقوق الإنسان وما ارتكبته من قسوة وجرائم ضد الشعوب العربية ومواقفها المستمرة لحماية الذي يقوم بالاستيلاء على الأراضي العربية، والتأكيد المستمر بأنها تحمي كل تصرفات المغتصبين ألا يعطي ذلك الموقف دلالة على أن الأمريكان لا يقلون عن ممارسة نفس الجرائم التي تقوم بها “داعش” وتسخر كل فرق الإجرام لا للتدمير ونشر الفتن والفوضى في الوطن العربي ليسهل عليهم نهب ثرواته، كما استباحت حقوق شعوبه واحتلال أراضيه.
وتساءل المفكر العربي علي محمد الشرفاء عن أي ديمقراطية تريد الإدارة الأمريكية الجديدة أن تنشرها فى العالم، إنها ديمقراطية الاستبداد وتعريض كل من يخالفها للعقوبات الاقتصادية أو محاولات إسقاط النظم المستقرة كما حدث في فنزويلا.
وهو ما اشارت اليه الدراسة التي اعدها الدكتور : منقذ بن محمود السقار حتي قال فيها “اليوم في القرن الواحد والعشرين يعود حاملو رايات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية المرأة من جديد، ليبذلوا المزيد من دمائهم وميزانياتهم في سبيل انتشالنا من سطوة الدكتاتورية، إنهم لا يطيقون رؤيتنا بغير ديمقراطية!”
وأشار الباحث الي ان العالم الإسلامي تعرض لهجمات وحشية على مدى تاريخه البعيد، فقتل الصليبيون تسعين الفاً في حملتهم على بيت المقدس، لكنهم على كل حال لم يبلغوا ما بلغه التتار الذين قتلوا في بغداد وحدها زهاء مليوني مسلم.
وأوضحت الدراسة انه في العصور الحديثة ظهر المستعمرون الجدد، وحطوا مراسيهم في موانئ العالم الإسلامي، لكن حتى لا نسيء الظن بهم والتقدير؛ فإنهم إنما قدموا لعمارة بلادنا وانتشالها من وهدة الجهل والفقر، لقد تركوا بلادهم وضحوا بملاذهم لغاية نبيلة وهي انتشالنا من واقعنا المرير.
وأضاف الباحث انه وبعد سنوات مريرة ممزوجة بمئات الألوف بل الملايين من التضحيات غادر المستعمرون بلادنا وقد ازددنا فقراً ومرضاً، غادروها بعد أن أصبحنا رهناً لحضارتهم وثقافتهم، ويبقى السؤال يتجلجل في أذهاننا: لم قدم هؤلاء؟ هل أتوا لتحقيق مصالحهم الاستعمارية فحسب؟ أم اجتمعت إليها أهداف دينية، حملت المستعمر إلينا من جديد.
كما اشارت الدراسة انه في اليوم في القرن الواحد والعشرين يعود حاملو رايات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية المرأة من جديد، ليبذلوا المزيد من دمائهم وميزانياتهم في سبيل انتشالنا من سطوة الدكتاتورية، إنهم لا يطيقون رؤيتنا بغير ديمقراطية!
واكمل “لكن بذلهم وتضحيتهم لن يمنعنا من التساؤل: هل خلف هذه الأستار خلفية دينية تدفعهم للعودة إلينا من جديد؟ هل هي حملة صليبية جديدة كما قال بعضهم؟
إذا كنا لا نستطيع فهم حاضرنا اليوم، أو لا نجرؤ على البوح بما فهمناه؛ فإننا ولاريب يمكننا استخلاص العبر من تاريخنا القريب، حتى لا تتكرر مآسينا، فالتاريخ كثيراً ما يعيد نفسه.
في هذه الدراسة تم تقديم دراسة تاريخية للاستعمار الحديث خلال القرنين الماضيين ودوافعه الدينية، وما خلفه من دمار ومآس يشيب لذكرها الولدان. في ثلاثة مباحث، الأول منها أتحدث فيه عن الاستعمار وتاريخه القريب ودوافعه الدينية وما خلفه من مآسي في عالمنا. وأما الثاني منها فقد خصصه الباحث للحديث عن التبشير، واستعرضت اهدافه وبعض المحطات المهمة في تاريخه في العالم الإسلامي. وفي الأخير منها أوضح الباحث العلاقة بين التبشير والاستعمار خلال القرنين الماضيين.