أشاد الباحث التركي خالد أبو خليل بمقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “أمانة الرسول في حمل ونقل الرسالة الإلهية”، مشيرًا إلى أن المقال يبرز أهمية الأمانة التي حملها الرسول عليه السلام في تبليغ الرسالة الإلهية.
وأكد أبو خليل أن الشرفاء قد قدم رؤية متعمقة تعكس التزام الرسول بالقرآن الكريم وحده كمرجع نهائي للدين، مضيفًا أن المقال يعزز الفهم الصحيح لمسؤولية الرسول في إيصال الرسالة دون تحريف أو تعديل. واعتبر أن الشرفاء بأسلوبه الراقي والمبني على تدبر النصوص القرآنية، قد ساهم في تسليط الضوء على ضرورة العودة إلى القرآن كمصدر رئيسي للهداية والتشريع، وهو ما يتوافق تمامًا مع رؤية أبو خليل في أهمية التركيز على القرآن الكريم في فهم دين الإسلام.
طرح الباحث التركي خالد أبو خليل وجهة نظر تستند إلى تدبر القرآن الكريم وتفسيره على ضوء النصوص القرآنية. يؤكد أبو خليل أن فهم سبيل الرسول عليه السلام وسبيل المؤمنين يتضح بشكل جلي عندما نركز على القرآن الكريم وحده دون اللجوء إلى المصادر الأخرى.
أشار أبو خليل إلى أن الآية الكريمة التي يستدل بها أهل الحديث، والتي تُستَخدَم لتأكيد أهمية الحديث في الإسلام، ينبغي أن تُفهم في سياقها الصحيح من خلال القرآن ذاته.
وقال إن القرآن الكريم هو الكتاب الذي يتضمن كل ما يحتاجه المؤمنون من بصائر، حيث إن البصيرة هي الرؤية الواضحة المبنية على العلم والمعرفة، والقرآن هو مصدر تلك البصائر التي ترشد الناس إلى الحق والهداية.
استشهد أبو خليل بآيات من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: “وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” [النساء: 115]، والتي تشير بوضوح إلى أن الهداية تتجلى في اتباع سبيل المؤمنين الذي هو نفسه سبيل الرسول عليه السلام. وقد أوضح أبو خليل أن هذا السبيل ليس إلا القرآن الكريم، الذي هو الهداية والرؤية الواضحة للمؤمنين.
ثم يتطرق أبو خليل إلى معنى البصيرة في القرآن الكريم، مستشهدًا بقوله تعالى: “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني” [يوسف: 108]، موضحًا أن البصيرة هي الرؤية النابعة من القرآن، حيث يصف الله سبحانه القرآن بأنه بصائر للناس، كما ورد في الآية: “هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ” [الجاثية: 20].
وبناءً على ذلك، يرى أبو خليل أن سبيل الرسول عليه السلام الذي يدعو الناس إلى اتباعه هو القرآن الكريم فقط.
وفي هذا السياق، يؤكد أبو خليل أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يُلزم المؤمنين باتباعه والحكم به والاحتكام إليه، وهو الكتاب الذي سنُسأل عنه يوم القيامة.
وفي هذا الصدد، يستند أبو خليل إلى قوله تعالى: “فبأي حديث بعده يؤمنون” [المرسلات: 50]، مشيرًا إلى أن أي حديث آخر لا يمكن أن يتساوى مع القرآن في الأهمية أو الملاءمة كمرجع ديني.
يتناول أبو خليل أيضًا مسألة الاعتماد على الأحاديث النبوية كمصدر تشريعي، معتبراً أن التمسك بالقرآن وحده هو السبيل الأوحد للوصول إلى الهداية الحقيقية.
ويرى أن الأحاديث النبوية، على الرغم من قيمتها التاريخية والدينية، ليست مكملة للقرآن الكريم ولا يمكن أن تكون شريكة له في التشريع. ويؤكد أن القرآن هو الكتاب الذي يجب على المسلمين اتباعه بالكامل دون الحاجة إلى إضافة مصادر أخرى لتفسيره أو توضيحه.
من خلال هذا الرد، يعيد أبو خليل توجيه النقاش نحو ضرورة التركيز على القرآن الكريم كمصدر رئيسي وحيد للتشريع والهداية في الإسلام. يرى أن الاهتمام الزائد بالأحاديث يمكن أن يؤدي إلى انحراف عن المعنى الحقيقي للقرآن ويؤدي إلى تفاسير خاطئة قد تضر بالإسلام والمسلمين.
ويدعو إلى تدبر القرآن الكريم بعمق وإلى الابتعاد عن التفاسير البشرية التي قد تكون متأثرة بعوامل تاريخية أو سياسية.
وفي ختام رده، يوضح أبو خليل أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو العودة إلى القرآن الكريم وحده كمرجع أصيل وشامل للإسلام. ويدعو جميع المسلمين إلى إعادة النظر في منهجهم في تفسير القرآن والابتعاد عن الأحاديث التي قد تضيف تعقيدات أو تفسيرات لا تتوافق مع النص القرآني.
يختتم أبو خليل بالدعوة إلى تدبر القرآن الكريم على نحو يعزز من فهم المؤمنين لدينهم ويعيد لهم الثقة في مرجعية القرآن ككتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.