اتفق الدكتور المغربي “محمد عبد الوهاب رفيقي” الباحث في الدراسات قضايا التطرف والإرهاب والإصلاح الديني مع مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “رسالة الله للناسِ جميعًا الرحمة والعدل – هما الميزان الحقيقي الذي يُقاس عليه انتماء الإنسانِ للإسلام- ” والذي قال الشرفاء فيه ألم يَأْنِ للمسلمين أن يتّقوا اللهَ، ويكفوا أيديهم عن إخوانهم ويوقفوا عدوانَهم على بعضهم! ويرجعوا إلى كتاب الله قرآنه المبين الذي يدعو الناس جميعاً الى سبيل الخير والعيشِ الكريمِ في ظلّ الأمن والسلام ودعوة التعاون والتراحم ونبذ الخصام”
حيث اكد رفيقي خلال حواره مع موقع رسالة السلام علي ضرورة وقف الترقيع، ومحاولات التلفيق الفاشلة، والدفاع عن البيئة الفكرية المنتجة للإرهاب، والتساهل مع التكفير وكل خطاب يستهدف الإنسان، ووقف الادعاء بأننا أنجزنا وفعلنا وقمنا، وفي الأخير التطرف لازال بيننا، ويعشش في أدمغة كثير من أبنائنا معتبرا مقال الشرفاء المنهج والطريق لوقف العنف ونبذ الارهاب
ويؤكد رفيقي ان الإسلام ليس دينًا عنيفًا، بل هو دين يشجع على السلم والرحمة والعدالة. يحتوي الإسلام على ضوابط شرعية صارمة للقتال، وهذه الضوابط تنص على استخدام القوة بشكل محدد وفقًا للمبادئ الإسلامية. فالإسلام يسمح بالقتال فقط في حالة الدفاع عن النفس والدين والعرض والممتلكات. القتال الهجومي غير مسموح به.
ويمنع الإسلام بشدة قتل الأبرياء والمدنيين، ويجب حمايتهم في جميع الأحوال. ويجب معاملة الأسرى والرهائن بإنسانية وعدم إيذائهم. كما يجب احترام الأعداء الذين يستسلمون وتجنب التنمر عليهم. ويشجع الإسلام على التسوية السلمية والمصالحة والتحكيم في حالة النزاع.
ويضيف انه يجب على المسلمين الإبلاغ عن الظلم والانتهاكات والسعي للعدالة وتلك الضوابط تظهر أن الإسلام يقيد استخدام القوة والقتال بشكل صارم وفقًا لمبادئ العدالة والرحمة. لذلك، يمكن القول أن الإسلام ليس دينًا عنيفًا بل هو دين يعزز السلم والتسامح ويحث على حل النزاعات بطرق سلمية. الاستفادة من الأحاديث المشكوك في صحتها أو التفسيرات الملتوية للترويج للعنف ليست ممارسة شرعية في الإسلام وينبغي أن ترفض.
كما يري ان بعض الجماعات المتطرفة استغلت نصوص الجهاد في الإسلام بهدف تبرير أعمالها الإرهابية من خلال تفسيرات ملتوية وانتقائية للنصوص الدينية. وتستخدم هذه الجماعات تفسيرات ملتوية للنصوص الدينية لتلبية أهدافها السياسية والإيديولوجية. يمكن أن تكون هذه التفسيرات خاطئة وتجاهل السياق والتاريخ والضوابط الشرعية. وتستغل للجماعات المتطرفة الجهاد وتفسيراته لتحقيق أهدافها السياسية، بما في ذلك إثارة الفتن والنزاعات في المنطقة. كما يستخدم هؤلاء الجماعات التفسيرات الملتوية لجذب الشباب وتجنيدهم بشكل أكبر، حيث يمكن أن يظهر الجهاد كسبيل لتحقيق الأهداف والمثالية.
ويؤكد أيضا انه يتم استخدام هذه النصوص الملتوية لتبرير أعمال العنف والإرهاب، وتحفيز الأعضاء على اللجوء إلى العمليات الإرهابية.
لتجنب هذا النوع من الاستغلال، يجب تعزيز التثقيف والتوعية بالتفسيرات الصحيحة للنصوص الدينية وتبني فهم صحيح للجهاد في الإسلام. يجب أيضًا تشجيع القيم الإسلامية للسلم والتسامح وتشجيع التحكيم والمصالحة كوسائل لحل النزاعات وتحقيق العدالة.
ويجب ان نعلم ان هناك فارق كبير بين مفهوم الجهاد في الإسلام وبين الإرهاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة فالجهاد في الإسلام يشير عمومًا إلى الجهد والسعي من أجل تحقيق الخير والإصلاح.
ويوضح انه أيضا يمكن أن يكون الجهاد جهدًا شخصيًا للتحسين الذاتي أو لمساعدة الآخرين والمجتمع. والجهاد يمكن أن يشمل مكافحة الشرور الشخصية والمساهمة في بناء المجتمع والمشاركة في العمل الخيري. كما يكون الجهاد عادة مشروطًا بالقوانين والضوابط الشرعية، ويجب أن يتم بموافقة السلطات ووفقًا للأخلاق الإسلامية.
وأضاف ان الإرهاب هو استخدام العنف والتهديدات العنيفة لتحقيق أهداف سياسية أو إيديولوجية بطرق غير شرعية. ويشمل الإرهاب هجمات عنيفة تستهدف المدنيين والممتلكات وتهديدات بارتكاب جرائم عنيفة. ويتم ممارسة الإرهاب دون احترام للقوانين الوطنية والدولية، ودون الالتزام بالقيم الإنسانية والأخلاق.
ويري رفيقي ان الإرهاب يستند إلى تفسيرات ملتوية للدين أو لأغراض سياسية تستخدم الدين كغطاء لأهداف أخرى. وباختصار، الجهاد في الإسلام هو مفهوم ديني يرتبط بالسعي للخير والإصلاح ويتم تنظيمه وفقًا للقوانين والأخلاق الإسلامية. بينما الإرهاب هو نشاط عنيف يستهدف الأبرياء ويستند إلى تفسيرات ملتوية للدين أو لأغراض سياسية غير شرعية.
وبحسب رفيقي هناك عدة آليات يمكن استخدامها لمواجهة الفكر المتطرف الذي يحرض على العنف باسم الدين. فتوعية الناس بالدين وبفهمه الصحيح يمكن أن تكون آلية فعالة لمنع انجرافهم نحو الفكر المتطرف. يجب تعزيز التعليم الديني والوعي بالقيم الإسلامية الحقيقية التي تشجع على السلم والتسامح.
كما يطالب بضرورة تشجيع الدعوة إلى الإصلاح داخل الجماعات المتطرفة يمكن أن يكون له تأثير كبير. الدعاة والعلماء الدينيين يمكنهم التحدث إلى هؤلاء الأفراد وتقديم الرؤى الصحيحة حول الدين. ويمكن للمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدينية التعاون لمواجهة الفكر المتطرف. يجب أن يتم تشجيع التضامن وبناء الجسور بين مختلف الجماعات.
كما يجب مراقبة ومكافحة التطرف على منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال وسائل الإعلام. يمكن استخدام هذه الوسائل لنشر رسائل تعزز السلم وتنبذ العنف. وابيضا يجب توفير فرص التعليم والتدريب والوظائف للشباب، حيث يمكن أن يكون البطالة والفقر عوامل تساهم في الالتفاف نحو الفكر المتطرف.
ويشير الي انه بالإضافة الي ضرورة قيام الأجهزة الأمنية بمراقبة الأنشطة المشبوهة والجماعات المتطرفة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الأعمال الإرهابية. و هذه الآليات تشكل جزءًا من استراتيجية شاملة لمواجهة الفكر المتطرف والتطرف الديني الذي يحرض على العنف. تتطلب هذه الجهود تعاونًا عالميًا وتنسيقًا بين الحكومات والمجتمعات والمؤسسات الدينية والمجتمع الدولي.