يشير القرآن الكريم إلى عدة مفاهيم ومبادئ تهدف إلى مقاومة الإرهاب، وتشجيع السلم والاستقرار في المجتمعات. ومن هذه المفاهيم التعايش السلمي والعدالة الاجتماعية حيث يشجع القرآن على التعايش السلمي والتفاعل الإيجابي بين الناس من مختلف الثقافات والأديان، ويدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس، وذلك يعني إيجاد بيئة سلمية ومستقرة يمكن للناس العيش فيها بسلام.
هناك العديد من الآيات القرآنية التي تشجع على التعايش السلمي والحوار والتفاهم بين الناس، ومن أهم هذه الآيات:
قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، التي تعني “يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير”، (سورة الحجرات الآية 13) وهذه الآية تشجع على التعارف والتفاهم وتعظيم قيمة الإنسان فيما بينه.
و قوله تعالى: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، التي تعني “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم، كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون”، (سورة الأنعام الآية 108)
ومما سبق فإن القرآن الكريم يشجع على التعايش السلمي بين الناس والأمم، ويحث على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المجتمعات. وذلك يتحقق من خلال التعامل باللطف والعدل والإحسان مع الآخرين، وتجنب العنف والقسوة والظلم، كما يدعو القرآن الكريم إلى العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس، ويشدد على أهمية إعطاء الحقوق للمحرومين والفقراء والمساكين. ويعتبر القرآن الكريم العدالة والمساواة من القيم الأساسية للإسلام، ويحث المسلمين على تحقيق هذه القيم في حياتهم اليومية.
كما أشار القرآن الكريم بكثرة الي العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس، ومن الآيات التي تدل على ذلك قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، التي تعني “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون”، (سورة النحل الآية 90)، وتحث على العدل في التعامل مع الناس والإحسان إليهم، والتقرب إلى الأقرباء وتجنب الفحشاء والمنكر والبغي.و قوله تعالى: “وَآتُوا الْمَالَ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُصْرِفُوا كُلَّ الصَّدَقَاتِ تَبْغُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ”، التي تعني “وآتوا المال يوم حصاده ولا تصرفوا كل الصدقات تبغون وجه الله، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه، والله غني حميد”، (سورة البقرة الآية 267)، وتشجع على إعطاء الصدقات وتوزيع المال بالتساوي بين الناس، وعدم الابخاء والتقليل من الصدقات.