قال المهندس والمدون المصري “طارق توفيق” عضو مدونة “حركة التنويريين الأحرار لشمال افريقيا” أن مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء “القرآن يتحدى المشككين ويصمد أمام المؤامرات”، يعد تأكيدًا على ضرورة العودة إلى القرآن الكريم كمرجع وحيد في التشريع.
وأوضح توفيق أن الفهم الإنساني للقرآن محدود وفق السقف المعرفي المحكوم بمعطيات كل زمان، وهذا يعني أن الفهم الإنساني للدين ليس دينًا بذاته ولا يصلح لكل زمان ومكان. لو كان النبي الكريم فهم القرآن فهمًا كاملاً ومطلقًا لأصبح شريكًا لله في المعرفة الكلية ولأصبح فهمه للقرآن صالحًا لكل زمان ومكان، بالتالي، لا داعي لأن نتدبر القرآن بأنفسنا، ويكفي أن نتلو ما فهمه الرسول من آيات التنزيل الحكيم، حيث أن التلاوة تختلف عن القراءة حسب قواعد اللسان العربي المبين.
وأضاف توفيق انه “إذا كان بين أيدينا كتاب يحتوي على المفاهيم التي استنبطها النبي الكريم من آيات الذكر الحكيم، فلا يحق لنا التأويل أو التفسير لما قاله الرسول الكريم، ما فهمه الرسول يجب أن يعتبر التأويل النهائي والتفسير الوحيد لآيات كتاب الله الكريم، بالتالي، لا يحق لنا قراءة ما فهمه النبي الكريم من القرآن، بل يجب علينا تلاوة المفاهيم التي استنبطها النبي من كتاب الله، وقبولها كالفهم الوحيد لآيات القرآن، دون إضافة مفاهيم جديدة غير تلك التي أتى بها النبي، لأنها صالحة لكل زمان ومكان.
وأشار انه لضمان وحدة المسلمين وعدم اختلافهم بعد وفاة الرسول الكريم، كان يجب على النبي والخلفاء الراشدين تدوين ما فهمه الرسول من كتاب الله في كتاب مستقل، نسميه “الكتاب الوحيد لتأويل وتفسير آيات الذكر الحكيم” حسب فهم خاتم النبيين، إذا كانت السنة شارحة للقرآن ومكملة للدين، فلماذا لم يتم تدوينها مع القرآن؟ عندما يُسأل هذا السؤال، يكون الجواب عادةً أن التدوين لم يتم خشية اختلاط أقوال الرسول بأقوال الله في القرآن، لكن هل يعقل أن النبي الكريم والخلفاء الراشدين لم ينتبهوا لهذا الأمر العظيم؟ النبي يوحى إليه، وكان يجب أن يوحي إليه الوحي الأمين بأن يقوم بتدوين سنته قبل وفاته، مما يمنح النبي الوقت الكافي لتدوين سنته في كتاب مستقل عن كتاب الله.
كما اكد المدون المصري طارق توفيق أن الله بكل شيء عليم وخبير حكيم، وقد أكد في كتابه الكريم أنه لن يضيع إيمان المؤمنين، وأنه أكمل لهم الدين، فهل يعقل أن يفوت الله هذا الأمر العظيم، أن يتم تدوين سنة نبيه الكريم لتكمل الدين؟ نقول صدق الله العظيم في قوله أن الدين اكتمل باكتمال القرآن الكريم، ونرفض كل من يقول أن للنبي سنة أفضل من سنة الله، لن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويلاً، والله غني عن أي إنسان ليكمل دينه بعد أن صرح أنه اكتمل باكتمال القرآن الكريم.
وفي ذات السياق أشار توفيق الى انه “يكفي سخفًا وبهتانًا، ليس دفاعًا عن القرآن فحسب، بل احترامًا لعقل الإنسان، إن لم تكن إنسانًا يتصف بالحدس المنطقي والقدرة على إتيان الحجة والبرهان، فلن ينفعك أي دين، فالكثير من الناس ورثوا مفاهيم خاطئة عن الإيمان والدين، ولذا تجد الكثير منهم ما يزالون يقدسون البشر والحجر والبقر والأصنام والأوثان. وتساءل، ماذا لو أن المفاهيم التي ورثناها عن الإيمان والدين جعلتنا نقدس الناس وكتب من صنع الناس؟ عندما نعترض على تلك المفاهيم الجامدة التي تتعارض مع ما جاء في كتاب الله، يتهموننا بالكفر بما هو معلوم من الدين بالضرورة.
أضاف أن ثوابت الدين والمفاهيم الإيمانية الكبرى مذكورة في كتاب الله، ولم يعط الله الصلاحية لأي إنسان أن يصوغ ثوابت للدين من خارج القرآن الكريم، لهذا السبب، يجب أن نعتمد فقط على القرآن الكريم في كل ما يتعلق بديننا، ونترك كل ما سواه من مصادر بشرية قد تكون مضللة، موضحا في نهاية حواره إن العودة إلى القرآن الكريم كمرجع وحيد هي السبيل الوحيد لضمان وحدة الأمة الإسلامية وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، بعيدًا عن الفتن والضلالات التي أوقعتها فيها الروايات والأحاديث المكذوبة، ويجب علينا جميعًا الالتزام بتعاليم القرآن ورفض كل ما يتعارض معه لضمان البقاء على الصراط المستقيم الذي رسمه الله لنا.