طالبت الدكتورة هبة البشبيشي أستاذ العلوم السياسية بالنظر بعين الاعتبار والتقدير للمقترح المطروح من قبل المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي لدعم القضية الفلسطينية، معتبرة إياه خطوة ملموسة وفعّالة نحو توحيد الصفوف الفلسطينية والعربية لتحقيق الهدف الأسمى وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وردا على الجزء الخاص بتأسيس حكومة مؤقتة تشمل جميع الفصائل والكتل الفلسطينية، أكدت البشبيشي على أن الأهمية الكبرى لهذا التجمع تكمن في قدرته على خلق تمثيل شامل وحقيقي يعبر بصدق عن تطلعات وآمال جميع فئات المجتمع الفلسطيني، مما يجعل الحكومة المؤقتة نقطة ارتكاز أساسية للجهود الدبلوماسية والتفاوضية الفلسطينية في المحافل الدولية، بدعم متواصل وفعّال من الدول العربية.
كما اعتبرت البشبيشي المقترح الذي قدمه المفكر علي الشرفاء بمثابة مبادرة مهمة وجادة تهدف إلى تعزيز التعاون بين الفصائل الفلسطينية والدول العربية لتحقيق هدف مشترك يتمثل في تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. واشارت إلى أن الأهمية الكبرى للنقطة الأولى من المقترح تكمن في دعوتها لتشكيل حكومة مؤقتة تضم جميع الفصائل والأحزاب الفلسطينية، مؤكدة على أن هذه الخطوة تعتبر حيوية لضمان أن تكون هذه الحكومة ممثلة لكافة أطياف وشرائح المجتمع الفلسطيني، مما يمكنها من العمل بصدق وشمولية تعكس تطلعات وآمال جميع المواطنين الفلسطينيين، لافتة إلى أن من خلال هذا التمثيل الشامل والفعال، تصبح الحكومة المؤقتة أكثر قدرة على التفاوض والدفاع عن القضية الفلسطينية على الساحات الدولية بدعم وتأييد الدول العربية.
في هذا السياق، تبدي الدكتورة هبة البشبيشي تأييدها القوي للنقطتين الثالثة والرابعة من المقترح، التي تستند إلى تشكيل لجنة تضم دولًا عربية بارزة تعمل على التواصل مع القوى الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، الصين، وروسيا، مؤكدة أن هذه الخطوة تشكل ركنًا أساسيًا في تسريع وتيرة الإجراءات نحو تأسيس الدولة الفلسطينية، وتعتبر أن التحرك السريع والمحدد زمنيًا يعبر عن عزم الجامعة العربية والفلسطينيين على تحقيق تقدم ملموس.
أضافت أن إنشاء جدول زمني لا يتعدى ستة أشهر يرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول الإلحاح في العمل والجدية في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مما يعزز من مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
تلفت الدكتورة هبة البشبيشي الانتباه إلى أن التعاون العربي المتمثل في اللجنة يمكن أن يكون له تأثير ملموس في تعزيز الثقة بين الأطراف الفلسطينية وبين هذه الأطراف والمجتمع الدولي، وتؤكد على أهمية أن تكون هذه الجهود مصحوبة بدعم دولي متواصل واهتمام بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني بما يضمن استدامة الحلول المقترحة. البشبيشي ترى أن النجاح في هذه المهمة يتطلب تعزيز الوحدة بين جميع الفصائل الفلسطينية وإشراكها بشكل فعّال في العملية السياسية، مما يعزز الشرعية ويساعد في توحيد الصفوف نحو هدف مشترك.
أيضًا، تشير إلى أن تشكيل لجنة متخصصة للاتصال مع القوى العالمية يجب أن يرافقه تطوير للقدرات الدبلوماسية الفلسطينية والعربية لتعزيز الحجج القانونية والتاريخية للقضية الفلسطينية، مقترحة أن يشمل العمل تحليلات معمقة واستراتيجيات دبلوماسية تستند إلى أسس قانونية وحقوقية قوية تعكس العدالة والمساواة في التعامل مع الأمم والشعوب.
وتؤكد البشبيشي على أهمية تضافر الجهود العربية في هذا المقترح لضمان الفعالية والتأثير الأمثل في المحافل الدولية، مشيرة إلى أن هذه الخطوات يجب أن ترافقها مبادرات تعليمية وثقافية لرفع الوعي العالمي حول القضية الفلسطينية وتعقيداتها، داعية إلى الاستمرار في الحوار والتفاوض مع كل الأطراف بروح من الإصرار والتفاؤل لتحقيق السلام المنشود.