في رده على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء “جوهر دعوة الله للناس”، اكد الباحث يحيى شهوان أن الروايات التاريخية كان لها دورا في تشكيل الفرق والطوائف التي تتبنى تفسيرات موازية للأصول الدينية. ويرى شهوان أن الروايات المفبركة كانت سببًا أساسيًا في نشوء طوائف إسلامية ضالة، وأن هذه الطوائف قامت على أساس تلك الروايات، مما أدى إلى انحرافها عن المسار القرآني الأصيل. يدعو شهوان المسلمين إلى استخدام عقولهم للتفكر والتأكد من أن الدين الحق هو في القرآن فقط، بعيدًا عن الروايات التي تضيف إلى الدين ما لم ينزل به الله.
يشير شهوان إلى أن التاريخ الإسلامي شهد ظهور طوائف انحرفت عن المسار القرآني، معتمدين في استدلالاتهم على روايات تاريخية مفبركة تمثل مصادر بديلة للحقائق. ويرى أن تلك الطوائف استغلت هذه الروايات لإضافة تفاسير وتأويلات لا تتفق مع القرآن، مما أدى إلى خلق “أديان موازية” للإسلام. يعتقد شهوان أن الالتزام بالقرآن فقط هو ما يمكن أن ينقذ المسلمين من هذا الانحراف ويعيدهم إلى المسار السليم.
يعزز شهوان حجته بتقديم مثال عن شبهة صلب السيد المسيح عليه السلام في العقيدة المسيحية، مشيرًا إلى أن المصادر التي تؤكد حدوث الصلب مستمدة فقط من الأناجيل التي كتبت بعد زمن يسوع بوقت طويل، دون أن يكون هناك شهود حقيقيون معاصرون للحدث نفسه. يعتبر شهوان أن هذه الظاهرة مشابهة لما يحدث في الإسلام، حيث يعتمد العلماء على روايات كتبت بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسنوات عديدة، متسائلًا عما إذا كانت هناك فعلاً شهادات معاصرة لأحاديثه أو أنها منقولة عن شهود لم يكونوا حاضرين فعليًا.
يشكك شهوان في مصداقية الروايات التاريخية المنقولة عن النبي محمد، مشيرًا إلى أن الكثير منها يستند إلى “شهود لم يشاهدوا شيئًا”، في إشارة إلى أن هذه الروايات لم يتم تسجيلها مباشرة من النبي بل كتبت لاحقًا، بناءً على روايات متداولة. ويطرح تساؤلًا: كيف يمكن الوثوق بهذه الروايات بعد مرور عقود من الزمن على وفاة النبي، وهل من الممكن أن تكون قد خضعت للتحريف أو التضليل؟
يرى شهوان أن المسلمين بحاجة إلى العودة للقرآن بوصفه المصدر الوحيد الصادق والأصيل، والتخلي عن الروايات التي تروج لمفاهيم غريبة على الإسلام. ويعتقد أن اعتماد المسلمين على هذه الروايات هو ما أدى إلى الانقسامات الداخلية والتشتت الذي تعاني منه الأمة اليوم. بالنسبة له، القرآن يقدم كل ما يحتاجه الإنسان لفهم دينه والعيش وفقًا له، دون الحاجة إلى الاعتماد على روايات بشرية قد تكون مشبوهة.
يشير شهوان إلى أن اعتماد المسلمين على الروايات لتفسير النصوص القرآنية قد أسهم في تشويه صورة الإسلام وإضافة تعاليم لم يأذن بها الله. يرى أن هذا التشويه يتجلى في بعض الممارسات التي لا تتفق مع القرآن، ويعتبر أن الروايات قد تكون أداة للتلاعب بالدين، مما يستدعي الحاجة الملحة للمراجعة النقدية لتلك الروايات والاعتماد فقط على القرآن كمصدر للمعرفة الدينية.
يدعو شهوان المسلمين إلى التفكر فيما إذا كانوا حقًا يعتمدون على مصادر صحيحة لفهم دينهم، أم أنهم قد وقعوا فريسة للروايات التي تعكس تفسيرات بشرية قد لا تتفق مع روح الإسلام. ويرى أن المسلمين بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في روايات الحديث والتأكد من مدى توافقها مع القرآن، مشيرًا إلى أن التركيز على القرآن وحده يمكن أن يعيدهم إلى الطريق الصحيح ويجنبهم الانحرافات.
يشدد شهوان على أن المفاهيم الأساسية للإسلام، مثل التوحيد والأخلاق، قد تم توضيحها بجلاء في القرآن، وأن إضافات الروايات لا تزيد إلا من تعقيد الدين وإبعاده عن مقاصده الأصلية. يعتبر أن البساطة والوضوح التي يتسم بها القرآن هما ما يجعلان الدين موجهًا للجميع، دون الحاجة إلى تأويلات معقدة أو إضافات زائدة.
يختتم شهوان بطرح تساؤلات حول ضرورة مراجعة الموروث الديني والتأكد من أن الروايات المستخدمة في تفسير الإسلام لا تتعارض مع النصوص القرآنية. يرى أن المسلمين يجب أن يعتمدوا على القرآن كمصدر أساسي للحقائق الدينية، ويجب أن يسعوا لإزالة كل ما يتعارض مع القرآن من روايات وتفسيرات. يدعو شهوان إلى تركيز الجهود على فهم القرآن واستخدام العقل في تفسيره، بعيدًا عن الروايات التي قد تحمل أفكارًا منافية للحق.