في رده على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، يعبر أحمد جمال الدين، مؤسس ورئيس جمعية عمال مصر للتنمية وحقوق الإنسان، عن تقديره للنظرة الشمولية التي يقدمها “الشرفاء” نحو تأسيس دولة تعتمد على التشريعات الإلهية وتنمية الأخلاق الفردية كأساس لتحسين المجتمع. ويشير جمال الدين إلى الأهمية البالغة لتحقيق التوازن بين النظريات الإسلامية والمتطلبات العملية لحقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالعمال والفئات المهمشة.
ودعى جمال الدين إلى ضرورة تطوير آليات ملموسة لتنفيذ هذه النظريات بشكل يضمن العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، مؤكداً على دور التعليم والتوعية في تحقيق هذه الأهداف.
وأكد جمال الدين على أن الرؤية الواردة في مقال “الشرفاء” تمثل أساساً مهماً لتعزيز النزاهة والعدالة في المجتمعات، لكنه يشدد على الحاجة إلى إطار عملي يتيح تطبيق هذه النظريات في الحياة اليومية للعمال والفئات الأقل حظاً.
ويرى أن التحدي الأكبر يكمن في كيفية تحويل هذه الأفكار النظرية إلى برامج وسياسات فعالة تحترم حقوق الإنسان وتحسن من جودة الحياة للجميع.
ويقترح جمال الدين إنشاء مبادرات تعليمية تركز على الأخلاق الإسلامية وحقوق الإنسان، معتبراً أن التربية والتوعية هما المفتاح لتغيير السلوكيات وتعزيز التسامح والعدالة في المجتمع. ويدعو إلى التعاون بين المؤسسات الدينية والحقوقية لضمان تغطية جميع الجوانب الأخلاقية والقانونية في هذه البرامج.
وينادي جمال الدين بتطوير شبكة من المنظمات غير الحكومية التي تعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة لمراقبة تطبيق القوانين والتشريعات الأخلاقية في البيئة العملية، مؤكدا على أن هذه المنظمات يجب أن تملك القدرة على التحقيق والتقييم، وكذلك فرض العقوبات عند اللزوم لضمان الالتزام بالمعايير الأخلاقية.
وأشار جمال الدين إلى الحاجة الماسة لإصلاحات تشريعية تعزز من حقوق العمال وتوفر الحماية الاجتماعية والاقتصادية، داعيا الحكومات إلى النظر في إعادة هيكلة القوانين لتكون أكثر عدالة وشمولية، بما يخدم الفئات المهمشة ويحميها من الاستغلال.
وأكد جمال الدين على أهمية الحوار المستمر بين جميع الأطراف المعنية من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، موضحا أن التعاون بين العلماء والمفكرين الدينيين وخبراء حقوق الإنسان يمكن أن يسهم في إيجاد حلول مبتكرة تساعد في تحقيق التوازن بين النظرية والممارسة في قضايا العدالة الاجتماعية.
ويوضح جمال الدين أن مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء يؤكد على تعزيز حقوق السيدات العاملات في السياق الإسلامي.
وأكد جمال الدين على ضرورة تطبيق معايير العدالة والمساواة في العمل، مشيرًا إلى أن الإسلام يحث على تكريم المرأة وحمايتها من أي تمييز أو استغلال.
ويؤكد على أهمية إنشاء آليات رقابية تضمن تطبيق القوانين التي تحمي النساء في بيئة العمل، وكذلك توفير بيئات عمل آمنة ومحترمة تعزز من إنتاجيتهن وتكاملهن في المجتمع العملي.
ويدعو جمال الدين أيضًا إلى ضرورة توفير الدعم الكافي للسيدات العاملات من خلال سياسات توفر التوازن بين العمل والمسؤوليات الأسرية، يشمل ذلك الحق في أوقات عمل مرنة، أجازات أمومة مدفوعة الأجر، ووسائل دعم للأمهات العاملات تُمكنهن من تحقيق أدوارهن المهنية والأسرية بفعالية.
وحث جمال الدين على تشجيع المبادرات التي تهدف إلى تعليم وتدريب النساء، مما يزيد من فرصهن في الحصول على فرص عمل أفضل ومواقع قيادية في مختلف القطاعات، معتبرا التعليم أداة قوية لتمكين النساء وإعدادهن للمشاركة الكاملة في تنمية المجتمع والاقتصاد.