قال السفير جمال بيومي امين عام اتحاد المستثمرين العرب ردا على مقال المفكر على محمد الشرفاء الحمادي ” كنت حاضرا ساعة اتخاذه .. الشيخ زايد صاحب قرار قطع البترول عن امريكا والدول الأوروبية تضامنا مع إخوانهم المصريين فى أكتوبر ثم تبعته الدول العربية”
وتابع ” شخصيا توثقت علاقتي أكثر وأكثر عندما رأست مجلس إدارة الشركة المصرية للأسواق الدولية التي بنت سوقا ومعرضا في إمارة الشارقة فظللت أتردد عليها مرات لا تحصى، وشرفت برعاية وعلاقات طيبة مع سمو أمير الشارقة الشيخ سلطان القاسمي.
واضاف بيومي ان انتصار أكتوبر جاء ليعوضنا الله به خيرا عن كل معاناة أصابتنا قبله. وسبق الانتصار وصاحبته سلسلة من المعجزات كان أولها تعويض القصور في السلاح ومعدات العبور. وكانت قيادة روسيا ــ الحليف الرئيسي لمصر ــ قد التزمت في لقاء نيكسون/ برجنيف بتبريد الأوضاع في الشرق الأوسط. الأمر الذي كان محل غضب النخبة المصرية ودعت إلي “وقفة مع الصديق الروسي”. وتركز القصور في الأسلحة الرئيسية وفي كباري ومعدات العبور وفي وقود الصواريخ. وجاءت المعجزة علي يد رجال مصر من العلماء والصناع الذين انتجوا الوقود وصنعوا كباري العبور في سرية تامة. وكنا قد أحسسنا بالتقاعس الروسي في لقاء جري حينما كنت منتدبا بمكتب الدكتور عبد القادر حاتم، النائب الأول لرئيس الوزراء (الرئيس السادات) عندما قابل الزعيم الروسي ليونيد برجنيف صيف 1971 وحاول الأخير تخويف القيادة المصرية من الإقدام علي معركة كانوا يرون أن مصر غير جاهزة لها.
واوضح السفير جمال بيومي ان المعجزة الثانية كانت قبل الحرب في نجاح الرئيس السادات والقيادة المصرية في معركة تضليل العدو وإعطاء الانطباع بأن مصر غير جاهزة للحرب. وأبتدع الرئيس تسمية “سنة الضباب” التي لا تتيح رؤية منظور للحرب. وتحمل في هذا الكثير من غضب الشعب بل وسخريته. واستكمل الرئيس الصورة بتوجيه رسائل لرؤساء الدول توضح جهود مصر لإنهاء احتلال سيناء بالطرق السلمية. وأنها بذلت الكثير للتوصل إلي حل في ضوء قرار مجلس الأمن 242، وانتهت الرسالة بإلقول أننا قررنا عرض القضية مجددا علي الأمم المتحدة. وكان ذلك ــ حسبما اتضح لاحقا ــ ضمن سيناريو الإعداد الدولي لمعركة أكتوبر. ويشهد كتاب “المحدال” الاسرائيلي (ومعناها التقصير بالعربية) أن قيادات إسرائيل لم تدرك أن مصر تستعد لشن الحرب سوي قبل بداية المعركة بنحو نصف ساعة، عندما أصبح من المستحيل استدعاء قواتها في الوقت المناسب. مما كلفها خسائر قاسية وصفتها مجلة “التايم” الأمريكية وقتها بانه احد أعظم الانجازات العسكرية، وكأن الولايات المتحدة فقدت 200 ألف جندي.
واشار امين عام اتحاد المستثمرين العربي الي انه من اليوم التالي للمعركة ظهرت “معجزة القتال” والتي وصفها بالمعجزة الثالثة حيث حققت القوات المسلحة المصرية نصرا ساحقا. ونجح آلاف المقاتلين في عبور القناة والاستيلاء علي خط بارليف في وقت قياسي. وكنت وقتها أعمل بقنصلية مصر في ريو دي جانيرو / البرازيل. وزاد من إحساسنا بالنصر علي هذا البعد أن وسائل الإعلام أقبلت علينا بثقة ومودة. فضلا عن التعاطف مع مصر التي تحتل مكانة طيبة لدي الإعلام والرأي العام العالمي والبرازيلي. وتحققت المعجزة بفضل مفاجآت عديدة من أهمها:
1. الأعداد الكبيرة من المقاتلين الذين نجحوا في عبور القناة والوصول لتحصينات “خط بارليف” بالآلاف التي وصفها قائد إسرائيلي في الموقع بقوله ” الصينيون وصلوا”.
2. مدافع “آر بي جي” التي صنعت لتنطلق من قاعدة ثابته، فإذا بالجندي المصري يحملها علي كتفه ويصعد السد الترابي ويخوض أول معركة في التاريخ بين جندي المشاة والدبابة. خسرت فيها إسرائيل الكثير.
3. تحطيم خط بارليف باستخدام مدافع المياه. وهي الفكرة العبقرية للعقيد باقي زكي ونجحت القيادات في اخفاء السبب الحقيقي لطلب هذه المضخات وذكرت أن المطلوب قوة دفع للمياه تصل للدور 16 بعد الحريق الذي حدث وقتها في مبني ماسبيرو.
4. استخدام فكرة جندي الحدود أحمد ادريس، باستخدام اللغة النوبية في التراسل بين القوات وهي لغة غير مكتوبة ولا يعرفها العدو.
و اضاف بيومي انه من بين المعجزات “بناء حائط الصواريخ” الذي اقيم في سرية تامة، وتكفل بمذبحة طائرات العدو، ومنها طائرة ابن شقيقة رئيس الجمهورية “عزرا وايزمان” التي أسقطت قرب المنصورة. وبعدما توليت مسئولية ملف إسرئيل بوزارة الخارجية لاحقا، طلب مني أن أبلغ رسالة للرئيس مبارك راجيا تسليم جثة الطيار. وبعد إلحاح شديد سلمناهم كف يد جثة الطيار.
كما اوضح السفير جمال بيومي الي ان نصر أكتوبر مهد لاسترداد كامل أراضي مصر في معركة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة، احتاجت شجاعة فائقة من الرئيس السادات الذي وثق بنفسه وبتحالفات أقامها مع أطراف عديدة. فأطلق مبادرته للسلام التي أعادت سيناء كاملة رغم أن بعض من أقرب معاونيه (كوزير الخارجية محمد إبراهيم كامل) اهتزت ثقتهم في منتصف الطريق. وتلت ذلك جريمة اغتياله. مما شجع اسرائيل علي محاولة اقتطاع قطعة من أرض مصر في طابا. فأقدمت علي تحريك علامة الحدود غربا. وهو ما لم تقبل به مصر فدخلت معركة قانونية ودبلوماسية كبري قادها عدد من خيرة رجالها يتقدمهم وزير الخارجية كمال حسن علي، ونخبة تضم الدكتور مفيد شهاب والسفير نبيل العربي والدكتور وحيد رافت والدكتور يونان لبيب رزق والسفير حسن عيسي والسفير عبد الحليم بدوي وغيرهم. وكنت أعمل بسفارتنا في بون / المانيا عندما جاءنا الدكتور مفيد شهاب سنة 1985 في مهمة سرية للاتصال بأحد بيوت الخبرة القانونية الذي ساهم في الكشف عن بعض الوثائق المساندة لحق مصر. وبعد هذا الجهد الشاق، رفع الأمر لمحكمة العدل الدولية، وصدر حكمها في سبتمبر 1988 ورفع العلم المصري علي طابا يوم 19 مارس 1989.
واختتم بيومي حواره مع رسالة السلام بأن الجائزة والمعجزة الكبري كانت تعمير سيناء ــ منطقة قناة السويس – الانفاق – السحارات المائية 12 – تنمية شمال سيناء – 400 الف فدان شمال سيناء – مجتمعات عمرانية جديدة ترعة السلام – مشروع تنمية حقل غاز اتول 855 مليون دولار القرية الاولمبية لقناة السويس – مجمع الانتاج الحيواني والالبان – بنية تحتية واستثمارية للزراعة والثوة السمكية والصناعة والسياحة والاسكان والنقل والتعليم والطاقة
تعمير سيناء – الانفاق – السحارات المائية 12 – تنمية شمال سيناء – 400 الف فدان شمال سيناء – مجتمعات عمرانية جديدة ترعة السلام – مشروع تنمية حقل غاز اتول 855 مليون دولار القرية الاولمبية لقناة السويس – مجمع الانتاج الحيواني والالبان – بنية تحتية واستثمارية للزراعة والثوة السمكية والصناعة والسياحة والاسكان والنقل والتعليم والطاقة.