قال المدون الجزائري بوخديجة النوري أن المفكر العربي علي محمد الشرفاء في سياق مقاله الأخير “القرآن يتحدى المشككين ويصمد أمام المؤامرات” قدم تحليلًا رصينًا لواقعنا الديني والثقافي.
وأضاف بوخديجة انه من هذا المنطلق، أود أن أعرب عن ضرورة العودة إلى كتاب الله كمرجع أساسي ووحيد في التشريع والهداية، فلقد ترك المسلمون كتاب الله القرآن الكريم وأشركوا معه كتبًا أخرى لم تذكر في القرآن.
وأشار بوخديجة الى أن هذا الانحراف بدأ منذ قرون مضت، حيث تبنى أهل السنة والجماعة قول “عليكم بكتاب الله وسنتي”، بينما تبنى الشيعة قول “عليكم بكتاب الله وعترتي”، مضايفا أن هذه الأقوال، التي لم نجدها في كتاب الله، تشير إلى الاعتماد على مصادر بشرية في التشريع، وعند استفسارنا عن مصدر هذه التشريعات، نجد أنها تأتي من كتب مرويات قديمة، تناقلها الرواة عبر الأجيال.
وأوضح بوخديجة أن هؤلاء الرواة ينسبون الأحاديث إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عبر سلسلة من الأشخاص، دون أن يكون لها أساس في القرآن الكريم، وهذه الظاهرة أدت إلى الابتعاد عن النص القرآني الأصيل والاعتماد على روايات قد تكون قديمة ومنقولة دون تمحيص دقيق.
وفي ذات السياق قال بوخديجة “القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي أنزله الله للناس، وهذا ما تؤكده الآية الكريمة: “إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ” (الزمر: 41)، هذه الآية تضع حداً لكل محاولات التشريع خارج القرآن، حيث أن الكتاب هو المصدر الوحيد للهداية.
وأشار بوخديجة الى أن العديد من الآيات القرآنية تشير إلى أن دور الرسول صلى الله عليه وسلم كان البلاغ المبين، كما في قوله تعالى: “وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ” (النور: 54)، موضحا أن هذا يعزز فكرة أن كل ما يجب على المسلم معرفته موجود في القرآن الكريم فقط.
وتابع “في هذا السياق، من المهم أن ندرك أن القرآن هو الكتاب الكامل والشامل الذي بيّن الله فيه كل ما يحتاجه المسلمون في حياتهم، يقول الله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم” (المائدة: 3)، وهذا يعني أن الدين قد اكتمل بنزول القرآن، ولا يحتاج إلى إضافات أو تفسيرات بشرية أخرى”.
كما قال بوخديجة “أي قول أو عمل يخالف القرآن الكريم يُعتبر شركًا، وفقًا لقوله تعالى: “وَأَن تَشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا” (الأعراف: 33).
وأشار الى أن هذه القاعدة تدمر كل الروايات والأحاديث غير الصحيحة التي دسها المنافقون في الدين، وبحسب قوله “لا يوجد خيار ثالث أمام المسلمين؛ إما أن يصدقوا بكتاب الله وحده، أو يكذبوه ويكونوا من الفاسقين وفق قول الله تعالى: “وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ” (البقرة: 99)، مما يؤكد ضرورة الالتزام بالقرآن وحده.
وأوضح بو خديجة أن العودة إلى القرآن كمرجع أساسي في التشريع ليست فقط مسألة دينية، بل هي أيضًا ضرورة للحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، كما أن الإعتماد على كتب الأحاديث والروايات كمرجع في الدين أدى إلى ضلال الأمة وابتعادها عن الطريق المستقيم، ومن هنا يجب على المسلمين العودة إلى القرآن الكريم كمرجع وحيد للتشريع والهداية، والتخلي عن كل ما عداه.
في السياق نفسه، قال بوخديجة “علينا أن نتذكر أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي حفظه الله من التحريف، كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (الحجر: 9)، وهذا الحفظ الإلهي يجعل من القرآن مصدرًا موثوقًا لا يقبل الشك، بينما تظل الروايات والأحاديث عرضة للتشكيك والتحريف عبر العصور.
لذا وبحسب بو خديجة يجب علينا أن نعتمد على القرآن الكريم في تفسير كل ما يتعلق بديننا وحياتنا، مؤكدا أن الابتعاد عن القرآن والإعتماد على مصادر بشرية يؤدي إلى تضليل الناس وابتعادهم عن الحق، يقول الله تعالى: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا” (النساء: 82)، وهذا الاختلاف الكثير الذي نراه في كتب الأحاديث والروايات يؤكد لنا أن هذه الكتب ليست من عند الله، وأن الإعتماد عليها يؤدي إلى الفتنة والضلال.
وأضاف بو خديجة “القرآن الكريم هو المعيار الذي يجب أن نقيس عليه كل شيء، إنه المصدر الوحيد للتشريع، وكل ما يخالفه يعتبر باطلًا، من جعل اللهَ مَثَلَه الأعلى لن يشرك معه مشرعًا آخر، فالاعتماد على كتب الأحاديث والروايات كمرجع في الدين أدى إلى ضلال الأمة وابتعادها عن الطريق المستقيم، ويجب على المسلمين العودة إلى القرآن الكريم كمرجع وحيد للتشريع والهداية، والتخلي عن كل ما عداه”.
في الختام قال المدون الجزائري “إن القرآن الكريم هو النموذج المثالي الذي يجب أن يُرجع إليه كمصدر وحيد للتشريع، ويجب علينا جميعًا الالتزام بتعاليمه، ورفض كل ما يتعارض معه، لضمان البقاء على الصراط المستقيم الذي رسمه الله لنا، مشيرا الى أن العودة إلى القرآن الكريم كمرجع أساسي ووحيد في التشريع هي السبيل الوحيد لضمان وحدة الأمة الإسلامية وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، بعيدًا عن الفتن والضلالات التي أوقعتها فيها الروايات والأحاديث المكذوبة.