بدأ الباحث المصري إسلام عبد الله حواره بالتعبير عن امتنانه وشكره العميق للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي على مقاله “دور العبادات في تحقيق العدالة والأخلاق”، معتبرًا أن المقال يحمل قيمة فكرية كبيرة ويستحق الثناء. إسلام عبد الله يؤكد أن الشرفاء أثار موضوعًا بالغ الأهمية في تناوله لدور العبادات، لكنه يرى أن أمر العبادات يحتاج إلى توسيع الأفق والنظر إلى الإسلام من زاوية أوسع تتجاوز الأركان الخمسة المعروفة.
يرى إسلام عبد الله أن التعليم التقليدي الذي تلقيناه حول أن الإسلام مبني على خمس أركان ليس دقيقًا كما يُروج له فالإسلام في القرآن ليس مجرد تلك الأركان الخمسة بل يشمل مجموعة من القيم والمبادئ التي تهدف إلى بناء مجتمع قائم على العدل، التآزر، الإحسان، والاستقامة.
كما يوضح الباحث أن القرآن تحدث عن الإسلام بوضوح، لكنه ضم أركانًا أخرى عديدة، مثل التفكر، المعرفة، التدبر، والإصلاح، التي تغفل عنها الكثير من التفسيرات التقليدية.
كما يؤكد إسلام عبد الله أن الإسلام، كما ورد في القرآن الكريم، هو الدين الذي أتى به الأنبياء جميعًا، وأنه الدين الذي أراده الله للبشرية، لكن الأجيال اللاحقة أخذت فقط بعض الأركان وتركوا الباقي، لو تمسك المسلمون بكل ما ورد في القرآن من قيم ومبادئ، لكان حالهم اليوم مختلفًا كثيرًا؛ لكانوا قادة العالم، متحابين، ومصلحين، ولأورثهم الله الأرض.
وفي ذات السياق يشير إسلام عبد الله إلى أن المسلمين اليوم هجروا القرآن وتبعوا ما دونته أيدي البشر في كتب التراث. ويضيف أن هذا هو السبب في حالة التشتت والخلافات التي تعاني منها الأمة الإسلامية اليوم. هناك حكم واضح من الله في القرآن لمن هجر كلامه واتبع غيره، وهو أن هؤلاء لن يصلحوا حالهم ولن يحققوا النجاح.
وحول ما أشار اليه المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي حول مفهوم الحج واثاره عبر الباحث المصري عن رأيه “بأن الكثير من الناس يبررون الحج بأنه شعيرة دينية متواترة يجب الالتزام بها، لكن إسلام عبد الله يرى أن الحج في عصرنا الحالي لم يعد يؤدي أي دور اجتماعي أو أخلاقي، بل أصبح مجرد عملية تضخيم للثروة وزيادة لأرباح بعض الجهات.
وأضاف “الحج لم يعد يحمل تلك القيم الإنسانية والاجتماعية التي يُفترض أن تكون جزءًا منه، مثل المساواة والتعارف بين الناس . وفي ذات الوقت يقارن اسلام بين الحج كممارسة تقليدية وبين ما يحدث في المجتمعات الأوروبية اليوم، حيث يرى أن العدالة والمساواة التي يحققها الاتحاد الأوروبي تتفوق على تلك المفاهيم التي يفترض أن الحج يحققها، ويشير إلى أن الإسلام يأمر بالعدل والإحسان قبل أن يفرض أي طقوس دينية.
الباحث يُعبر عن عدم انبهاره بالغرب، ولكنه يُعيد النظر في ما يجري حول المسلمين اليوم. ويؤكد أنه لو كان المسلمون مجتمعًا راشدًا، لكانوا منعوا البذخ والإسراف في المال على الطقوس الدينية وركزوا على مساعدة المحتاجين والمساكين.
كما يرى أن الإسلام في أصله جاء ليؤسس لمجتمع عادل، متكافئ، ومتعاون، وليس مجرد طقوس تُمارس دون تأثير حقيقي على الواقع.
إسلام عبد الله يستمر في نقده، معتبرًا أن بعض الطقوس والممارسات التي تُنسب للإسلام اليوم، مثل الزواج المؤقت أو الربا أو حتى تطبيق الحدود، ليست جزءًا من الشريعة الحقيقية التي أنزلها الله في القرآن الكريم، ويرى أن هذه الممارسات تعكس تحريفًا وتبديلًا لما جاء به الإسلام الحقيقي. ويشدد على أن شريعة الله المنزلة في القرآن هي التي تحقق السعادة للإنسان وتتفق مع نظام الكون.
يرى إسلام عبدالله أن حكم الله وشريعته هي الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه أي مجتمع إسلامي حقيقي، وأي رفض لحكم الله يُعد كفرًا وفسقًا وظلمًا. كما ينتقد تأويلات بعض الفقهاء الذين يحاولون تبرير الأحكام المخالفة للشريعة ويعتبرونها “كفرًا دون كفر”. ويشدد على أن كتاب الله واضح ومحدد، وليس فيه أي مجال للتلاعب أو الهزل.
في الختام، يؤكد الباحث إسلام عبدالله أن فهم الإسلام يجب أن يستند إلى القرآن الكريم وحده، بعيدًا عن الموروثات التي شوّهت الإسلام وأفرغته من معانيه الحقيقية. ويرى أن العودة إلى القرآن هي السبيل الوحيد لإصلاح حال الأمة الإسلامية.