قال المدون العراقي عباس العربي، منشئ مدونة اهل القرآن، أن مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بعنوان “لماذا تاه المسلمون”، قد أثار لديه العديد من الأفكار والنقاط، مشيدا بالمقال الذى سلط الضوء على مثل هذه القضية الهامة.
وأشار العربي الى ضرورة عدم إغفال تأثير الاستعمار على العالم الإسلامي، فالاستعمار لم يقتصر فقط على السيطرة السياسية والاقتصادية، بل امتد إلى محاولة تفكيك الهوية الثقافية والدينية للمسلمين.
أضاف أن هذه التدخلات الخارجية خلقت حالة من الفوضى وعدم الاستقرار التي ما زالت آثارها ملموسة حتى اليوم، مؤكدا على ضرورة دراسة هذه الحقبة التاريخية بعناية لفهم تأثيرها العميق على الوضع الراهن.
وأوضح عباس أن قضية التراث وتأثيره على الإسلام هي من النقاط التي يجب أن نوليها اهتمامًا كبيرًا، فالتراث الإسلامي غني ومتنوع، لكنه يحتوي أيضًا على نصوص وتفسيرات قديمة قد لا تتماشى مع متطلبات العصر الحديث، ويجب علينا العمل على تنقيح التراث وتجديده بما يتوافق مع قيم الإسلام السمحة، ويعزز من قدرته على مواكبة التحديات الراهنة، موضحا أن هذا لا يعني التخلي عن تراثنا، بل إعادة قراءته وتفسيره بطريقة تلبي احتياجات المسلمين اليوم.
وأشار المدون العراقى إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لتشتت المسلمين هو الفجوة الكبيرة بين الحكام والمحكومين في العديد من الدول الإسلامية، وهذه الفجوة تتسبب في عدم الثقة بين الشعب والحكومات، مما يؤدي إلى ضعف الوحدة الوطنية وانتشار الفوضى، مؤكدا أن الإصلاحات السياسية والشفافية والحكم الرشيد هي من الأمور الضرورية لتجسير هذه الفجوة وتعزيز الثقة بين المواطنين والحكومات.
وأضاف العربي انه لا يمكن تجاهل دور التكنولوجيا والعولمة في تشتت المسلمين، مشيرا الى أن العالم أصبح أكثر ترابطًا، مما يجعل من السهل انتشار الأفكار والأيديولوجيات المختلفة بسرعة كبيرة، وفي حين أن هذا يمكن أن يكون إيجابيًا في بعض الأحيان، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى انتشار الأفكار المتطرفة والعنيفة. وتابع ” يجب على الدول الإسلامية العمل على تعزيز استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي وتعليمي، وتوجيه الشباب نحو استخدام هذه الأدوات لبناء مستقبل أفضل”.
وأضاف عباس ان قضية البيئة والتنمية المستدامة هي من القضايا التي لا تحظى بالاهتمام الكافي في العالم الإسلامي، فالتحديات البيئية مثل التغير المناخي والتلوث تؤثر بشكل كبير على حياة الناس واقتصادات الدول، كما أن الاهتمام بالتنمية المستدامة والعمل على حماية البيئة يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من أي خطة إصلاحية.
وشدد عباس العربي على أهمية دور المرأة في المجتمع الإسلامي، فالنساء يشكلن نصف المجتمع، وأي محاولة لتحقيق التقدم والازدهار لا يمكن أن تنجح دون مشاركة فعالة من المرأة، مؤكدا أن التعليم والتوظيف والتمكين الاقتصادي للمرأة يجب أن يكونوا من الأولويات لتحقيق التنمية الشاملة.
وأكد على أهمية الحوار بين الأديان والثقافات، موضحا أن العالم الإسلامي ليس بمعزل عن باقي العالم، والحوار البناء مع الأديان والثقافات الأخرى يمكن أن يسهم في تحقيق التفاهم والسلام العالمي، كما يجب علينا العمل على تعزيز التسامح والتعايش السلمي بين جميع الأديان والثقافات.
وتوجه المدون العراقى بالشكر للمفكر علي محمد الشرفاء الحمادي على طرحه لهذه القضية الهامة، مؤكدا أن الحلول ليست سهلة، لكنها تتطلب منا جميعًا العمل الجاد والتعاون لبناء مستقبل أفضل للعالم الإسلامي، كما يجب أن نكون مستعدين لتقديم التضحيات والجهود المشتركة لتحقيق التقدم والازدهار.