أكد المحامي والباحث الإسلامي د. حسام عمر في رده على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي ” دور القرآن الكريم في بناء مجتمع العدل والسلام ” أن القرآن هو الكتاب السماوي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ليكون هداية ونورًا للبشرية جمعاء، مشيرًا إلى أن القرآن يعتبر أساسًا للعديد من القيم والمبادئ التي تسهم في بناء مجتمع قائم على العدل والسلام.
وأوضح د. حسام أن العدل يُعد من أهم القيم التي يركز عليها القرآن الكريم، وهو من الصفات الإلهية التي أمر الله بها عباده، حيث يقول الله تعالى في سورة النساء: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ”، مؤكدًا أن العدل في القرآن لا يقتصر على مجرد تطبيق القوانين بل يتعدى ذلك ليشمل العدل في التعاملات اليومية وفي توزيع الحقوق والواجبات بين الأفراد. كما أشار إلى أن القرآن يدعو إلى العدل مع النفس ومع الآخرين، سواء كانوا من الأصدقاء أو الأعداء، لتحقيق مبدأ الإنصاف والمساواة.
وأضاف د. حسام أن السلام في القرآن ليس مجرد غياب للحرب أو الصراع، بل هو حالة من الاستقرار النفسي والاجتماعي تتحقق بطاعة الله والالتزام بتعاليمه. وأوضح أن القرآن يُعلم أن السلام يبدأ من داخل الفرد ويتسع ليشمل المجتمع بأسره، حيث يقول الله تعالى في سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً”، معتبرًا أن هذا توجيه للمؤمنين بالالتزام بكل ما من شأنه تحقيق السلام في حياتهم. كما شدد على أن القرآن يشجع على الحوار والتفاهم ونبذ العنف، ويحث على التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة الممتحنة: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ”، مما يشير إلى أهمية التعامل مع غير المسلمين بالعدل والإحسان.
واختتم د. حسام تقريره بالقول إن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني، بل هو دستور أخلاقي يوجه كل جوانب الحياة، ومن خلال قيمه مثل الصدق، الأمانة، الرحمة، والتعاون، يساهم القرآن في بناء مجتمع متماسك. وأكد أنه عندما يُطبق القرآن في الحياة اليومية، فإنه يُعزز من العلاقات الاجتماعية القائمة على الثقة والاحترام المتبادل، مشددًا على أن القرآن الكريم هو الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه مجتمع العدل والسلام.