قال زهير جمعة المالكي المحامي والباحث العراقي أن مبادرة المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي التي طرحها بعنوان “تدبر لتفهم وتفكر لتعلم” تنطلق من كون القرآن الكريم هو شرعة الله ومنهاج حياته الذي يحتوي على كافة مقومات الهداية والرشاد للبشرية جمعاء.
واضاف أن المبادرة تؤكد على ضرورة تدبر آيات القرآن والتفكير في معانيها ودلالاتها، فالتدبر هو مفتاح فهم هدي القرآن والاستنارة به عملياً في جميع شؤون الحياة.
وتابع المالكى ” المبادرة تشجع على توظيف منهجية التفكير المنظوم في فهم تعاليم القرآن الكريم وربطها ببعضها البعض، إذ أن في الربط بين الآيات وسور القرآن مزيدًا من الهداية والبصيرة، كما أن دعوة المبادرة إلى تطبيق توجيهات القرآن ومنهجه في الحياة العملية، هو ثمرة الفهم الصحيح والتدبر الواعي، وبه يتحقق الانتفاع الحقيقي بكتاب الله تعالى.
وأشار إلى أن منهجية التدبر والتفكير التي تتبناها هذه المبادرة تتماشى تماماً مع آيات القرآن الكريم التي تحثّ على التدبر والتفكر والتذكر، مثل قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}، وقوله: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} كما أن المنهجية ترتكز على مبدأ الارتباط الوثيق بين العلم والتطبيق، وهو ما حث عليه القرآن أيضًا في آيات كثيرة منها: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
وعليه، فمبادرة “تدبر لتفهم وتفكر لتعلم” بما تتضمنه من تركيز على أهمية تدبر معاني القرآن وتطبيقها، تُعد خطوة مهمة نحو تحقيق مقاصد القرآن والارتقاء بفهمه، ونشر منهجه القويم في مجتمعاتنا.
وبهذا؛ فإن مبادرة “تدبر لتفهم وتفكر لتعلم” تولي أهمية قصوى لتدبر معاني القرآن وتطبيقها في حياتنا، باعتبار أن القرآن مصدر الهدى والرحمة الذي أنزله الله لرشاد الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.