في حوار خاص، تحدث الباحث محمد أبو زيد عن مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء بعنوان “القرآن يتحدى المشككين ويصمد أمام المؤامرات”، مؤكدا اتفاقه مع المفكر العربي علي الشرفاء، كما اكد أن الإسلام يجب أن يعتمد على كتاب واحد فقط، وهو القرآن الكريم، الذي أنزل الله فيه كل ما يخص الدين الإسلامي.
قال محمد أبو زيد: “القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي أنزله الله، ويتضمن كل ما يحتاجه المسلمون في حياتهم، كما قال الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) ومع ذلك، أضاف البعض كتبًا أخرى إلى جانب القرآن، زاعمين أن رسول الله قال: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)، ولكن هل يمكن أن يكون للقرآن مثيل؟ الله تعالى يؤكد أنه أنزل كتابًا واحدًا، كما جاء في قوله: (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ).”
وأضاف أبو زيد: “الكتاب الذي أنزله الله هو واحد فقط، ولو كان هناك كتاب آخر لذكره الله في القرآن، الله بيّن لنا أنه أنزل هذا الكتاب لتكون النذير به، أي أن الرسول ينذر به فقط وليس بشيء آخر، وفي القرآن الكريم نرى أن الله يقول: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)، عندما يقول الله (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) فهذا يعني أنه الكتاب الوحيد الذي أنزله الله وأوجب علينا اتباعه”.
وأشار أبو زيد إلى أن اتباع تشريع من خارج القرآن، يتعارض مع قوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)، هل يمكن أن يكون هناك شيء آخر أنزله الله غير القرآن؟ ومع ذلك، يتبع الكثيرون كتبًا أخرى يظنونها مثيلاً للقرآن، بالرغم من قول الله: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)، هل يمكن أن يخشع الجبل ويتصدع من خشية كتابهم المزعوم كما يخشع من خشية الله صاحب القرآن؟
واستطرد أبو زيد قائلًا: “القرآن الكريم هو كتاب فريد من نوعه، كما جاء في قوله تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)، لا يمكن لأي كتاب مفترى أن يكون مماثلًا للقرآن، الذي لا يمكن للجن والإنس أن يأتوا بمثله حتى لو تعاونوا جميعًا”.
وأكد أبو زيد في حديثه أن اتباع كتب أخرى غير القرآن يعتبر هجرًا لكتاب الله، وهذا ما اشتكى منه الرسول في قوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا)، السالفون الذين ادعوا مثيلاً لكتاب الله يكذبون قول ربهم: (لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ)، فالله يقول لا يأتون بمثله، وهم يقولون كذبًا على رسول الله: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه).
وختم محمد أبو زيد حديثه قائلاً: “إن القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع في الإسلام، ويجب علينا العودة إليه وترك كل ما عداه من كتب وتفسيرات بشرية، فالقرآن هو النموذج المثالي الذي يجب أن نعتمده، ويجب علينا جميعًا الالتزام بتعاليمه لضمان البقاء على الصراط المستقيم الذي رسمه الله لنا”.
بهذا الحوار، يوضح محمد أبو زيد أهمية التمسك بالقرآن الكريم كمرجع وحيد للإسلام ويدعو إلى نبذ التفسيرات البشرية التي قد تضلل المسلمين وتبعدهم عن جوهر الدين.