في إطار الرد على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “دعوة لمجتمع العدل والرحمة”، يبرز يحي باشوري، عضو مركز منبر التنوير، وجهة نظر تتفق إلى حد كبير مع الأفكار التي قدمها الشرفاء، خاصة في مسألة فهم جوهر الإسلام وتطبيقه بشكل صحيح على مستوى الفرد والمجتمع. يركز باشوري في تحليله على توضيح أن الإسلام دين رحمة وعدل وسلام، وأن الكثير من الفهم الخاطئ للإسلام نابع من التفسيرات البشرية التي انحرفت عن المسار الصحيح للدين كما ورد في القرآن الكريم.
يبدأ باشوري بتأكيد الأساس الذي يقوم عليه الإسلام، وهو أنه دين الرحمة والعدل. يشدد على أن الإسلام جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وهو دين يهدف إلى تحقيق العدل والإحسان في المجتمع. يتفق باشوري مع الشرفاء في أن الإسلام لم يكن أبدًا وسيلة لتبرير العنف أو الظلم، بل جاء ليكون رحمة للعالمين. يشير باشوري إلى أن الجهاد في الإسلام لم يكن في أي وقت من الأوقات وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية أو اقتصادية، مثل استعباد النساء وبيعهن، بل كان وسيلة للدفاع عن الحق ودفع الظلم.
يؤكد باشوري أن مسألة “سبي الكافرات” التي تثار في بعض التفاسير، سواء كانت سنية أو شيعية، ليست جزءًا من تعاليم الإسلام الحقيقية التي جاءت في القرآن الكريم. يتفق في هذا السياق مع الشرفاء على أن هذه الممارسات ليست من الإسلام، بل هي نتائج تفسيرات بشرية مغلوطة تم إدخالها في الفكر الإسلامي عبر القرون. يوضح باشوري أن الإسلام، كما جاء في القرآن، لا يدعو إلى استعباد الناس أو استغلالهم، بل يدعو إلى تحريرهم من الظلم والعبودية.
باشوري يشير إلى أن الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية قد انحرفت عن الإسلام الحقيقي واتبعت سبل الباطل، مما أدى إلى التخلف والضعف الذي تعاني منه هذه المجتمعات اليوم. يتفق مع الشرفاء في أن السبب الرئيسي لتخلف الأمة الإسلامية هو اتباعها لتفسيرات بشرية خاطئة وانسلاخها عن تعاليم القرآن الكريم. يؤكد باشوري أن الإسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان دينًا يهدف إلى تحقيق العدل والمساواة والتقدم، وأن المجتمعات الإسلامية انحرفت عن هذا المسار باتباعها لأنظمة حكم علمانية مستوردة وتفسيرات دينية بعيدة عن القرآن.
باشوري يشدد على أن الإسلام دين يشجع على العلم والتعلم والتفكر في خلق الله، ويتفق مع الشرفاء في أن الإسلام ليس دينًا جامدًا بل هو دين يتجدد ويتطور مع الزمن. يوضح أن القرآن الكريم يدعو إلى البحث العلمي والاستفادة من السنن الكونية التي وضعها الله في الكون، وأن تخلف المسلمين اليوم ليس بسبب الإسلام نفسه، بل بسبب عدم اتباعهم لتعاليمه بشكل صحيح. يؤكد باشوري أن الإسلام يدعو إلى بناء مجتمع متعلم ومثقف، قادر على مواجهة تحديات العصر.
يتفق باشوري مع الشرفاء في أن الإسلام يكرم المرأة ويضع التعليم في مقدمة أولوياته. يشير إلى أن الإسلام جاء ليحقق المساواة بين الجنسين ويشجع على تعليم المرأة والرجل على حد سواء. يؤكد أن الإسلام ليس دينًا يهمش المرأة أو يقف ضد تعليمها، بل هو دين يدعو إلى تمكين المرأة وتعليمها بما يعود بالنفع على المجتمع ككل. يشدد باشوري على أن الإسلام الحقيقي يسعى إلى بناء مجتمع يكون فيه الجميع متساوين في الحقوق والواجبات، وأن التمييز بين الناس على أساس الجنس أو العرق ليس من تعاليم الإسلام.
باشوري يرفض بشدة استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية أو للبقاء في السلطة، ويتفق مع الشرفاء في أن الدين يجب أن يكون وسيلة لتحقيق العدالة والسلام وليس أداة للقمع أو الاستغلال. يشير إلى أن استخدام الدين لتبرير الطائفية أو العنف أو الكراهية يتعارض مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى الوحدة والسلام. يؤكد باشوري أن الإسلام جاء ليكون رحمة للعالمين، وأن استخدامه لتحقيق مصالح شخصية أو سياسية هو تحريف لجوهر الدين.
يشير باشوري إلى أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، وهو الدين الذي يجمع بين الرحمة والعدل في كل جوانب الحياة. يتفق مع الشرفاء في أن الإسلام يجب أن يُفهم ويُطبق على أنه دين يهدف إلى تحقيق التوازن بين حقوق الأفراد وواجباتهم، وبين متطلبات الحياة الروحية والمادية. يؤكد باشوري أن القرآن الكريم يدعو إلى الاعتدال في كل الأمور، وأن أي تفسير للدين يؤدي إلى التطرف أو العنف هو تفسير خاطئ يجب تصحيحه.
باشوري يدعو في النهاية إلى العودة إلى القرآن الكريم كمصدر وحيد للتشريع والفهم الصحيح للإسلام، مشيرًا إلى أن جميع التفسيرات البشرية التي أدت إلى انحراف المسلمين عن جوهر دينهم يجب أن تُراجع وتُنتقد. يؤكد أن الإسلام الحقيقي هو دين الرحمة والعدل والسلام، وأن على المسلمين اليوم أن يتعلموا من أخطاء الماضي وأن يسعوا إلى بناء مجتمع عادل ومزدهر يتفق مع تعاليم القرآن. يتفق باشوري مع الشرفاء في أن الإسلام يجب أن يكون مصدرًا للخير والتقدم وليس أداة للعنف أو الاستغلال، وأن العودة إلى القرآن هي السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف.
في ختام رده على مقال المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي “دعوة لمجتمع العدل والرحمة”، يبرز يحي باشوري، عضو مركز منبر التنوير، اتفاقه مع الأفكار التي قدمها الشرفاء، مؤكداً أن الإسلام هو دين الرحمة والعدل وأنه يجب العودة إلى القرآن الكريم لفهم الدين بشكل صحيح. يدعو باشوري إلى رفض التفسيرات البشرية التي أدت إلى تحريف الدين واستخدامه لتحقيق مكاسب سياسية، مشدداً على أن الإسلام هو دين العلم والتقدم والوسطية، ويجب أن يكون مصدرًا للوحدة والازدهار في المجتمع.