نستعرض اليوم كتاب ” جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة ” للكاتب بدر عقيلي، والذي يسلط فيه الكتاب الضوء على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بين عامي 2008 و2014، والذي تسبب في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين العزل من خلا توثيق حصيلة الضحايا من المدنيين الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع. حيث بلغ عدد القتلى أكثر من 3,000 شخص معظمهم من النساء والأطفال كما ركز على عمليات القصف الواسعة خلال حرب 2008-2009 على غزة والتي أسفرت عن مئات الضحايا المدنيين
كما استطاع الكتاب تفنيد ادعاءات إسرائيل بأنها لا تستهدف المدنيين، من خلال توثيق حالات استهداف المنازل والمدارس والمشافي والأسواق المزدحمة.
وأيضا من خلال الإشارة إلى استخدام أسلحة محرمة دولياً كالقنابل العنقودية والفسفور الأبيض في مناطق مأهولة وتسليط الضوء على الأضرار النفسية والجسدية التي خلفها القصف الإسرائيلي بين صفوف الأطفال وكبار السن واعتمد الكتاب الي نشر شهادات الناجين من العدوان الإسرائيلي والتي تكشف معاناة المدنيين تحت وطأة القصف و هكذا يكشف الكتاب الوجه الحقيقي للعدوان الإسرائيلي وتداعياته الإنسانية على المدنيين في غزة.
كما يوثق الكتاب استخدام إسرائيل لأسلحة محرمة دولياً مثل الفسفور الأبيض والقنابل العنقودية بشكل عشوائي في مناطق مأهولة بالسكان، مما أدى لمجازر بشعة. من خلال الإشارة إلى التقارير الدولية من منظمات حقوقية عالمية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش التي وثقت استخدام هذه الأسلحة و عرض صور ومقاطع فيديو للذخائر العنقودية غير المنفجرة وبقايا الفسفور الأبيض في مواقع مدنية وتوثيق شهادات الأطباء في غزة حول إصابات وحروق الفسفور الأبيض على المدنيين وتفنيد الادعاءات الإسرائيلية بعدم استخدام هذه الأسلحة والرد عليها بالأدلة والشهادات وعرض صور ضحايا القنابل العنقودية من الأطفال في المدارس والمنازل وشرح كيفية عمل الأسلحة العنقودية وآثارها التدميرية على المناطق المأهولة وتوثيق حالات استهداف مواقع مدنية بهذه الأسلحة مثل الأسواق والمدارس وبهذه الطريقة يفضح الكتاب السياسة الإسرائيلية في استهداف المدنيين بشكل متعمد بأسلحة محظورة دولياً.
كما يستنكر الكتاب استهداف المدارس والمستشفيات والملاجئ والمنازل السكنية، وهو ما أسفر عن مقتل الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن من خلال توثيق عشرات حالات قصف المدارس والجامعات التي تحولت لملاجئ للنازحين، مما أدى لمقتل المئات من الأطفال والطلاب وتفنيد الذرائع الإسرائيلية بأن هذه المواقع تحوي عناصر مسلحة، من خلال إظهار عدم وجود أي نشاط عسكري فيها، والتأكيد على أن معظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال وكبار السن العزل غير القادرين على الفرار من القصف وعرض صور وقصص مأساوية لأطفال فقدوا عائلاتهم أثناء لجوئهم للمدارس. وتفنيد مزاعم إسرائيل بأنها تحذر قبل قصف المنازل، موضحاً أن التحذيرات غير فعالة والتأكيد على أن مئات المنازل المدنية دُمرت بمن فيها من نساء وأطفال وتوثيق حالات إعاقة وصول المسعفين لإنقاذ الجرحى من تحت الأنقاض.
وهكذا يكشف الكتاب الوجه الحقيقي البشع للعدوان الإسرائيلي على غزة واستهدافه الممنهج للمدنيين.
ويوثق الكاتب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنى التحتية في غزة نتيجة القصف العنيف، والتي تركت آثاراً اقتصادية واجتماعية سلبية بعيدة المدى من خلال تسليط الضوء على تدمير العديد من الجسور والطرق الرئيسية، مما أدى لشلل الحركة وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية وتوثيق الأضرار التي لحقت بشبكات الكهرباء والمياه، حيث ترك القصف الكثيف نحو مليون شخص بلا كهرباء ومياه نظيفة. والإشارة لتدمير محطات توليد الكهرباء وخطوط نقل الغاز، وهو ما تسبب بأزمات إنسانية خانقة. وتفنيد الادعاءات الإسرائيلية باستهداف البنى التحتية للمقاومة، موضحاً أنها استُخدمت لخدمة المدنيين. والتركيز على معاناة المرضى جراء تعطل المستشفيات ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية. وتوثيق حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدها القطاع الزراعي والصناعي والتجاري في غزة. ومناقشة الآثار النفسية والاجتماعية طويلة الأمد للحروب المتكررة على الأطفال والنساء والعائلات.
هكذا يوثق الكتاب من زوايا مختلفة الدمار الشامل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسكانه المدنيين.
ويخلص الكتاب إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب خطيرة في غزة تستوجب محاسبتها أمام المحكمة الجنائية الدولية من خلال توثيق انتهاكات إسرائيل الصارخة لقوانين الحرب من قتل متعمد للمدنيين وتدمير واسع النطاق للممتلكات. ومقارنة أفعال إسرائيل بالتعريف القانوني لجرائم الحرب في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والتأكيد على أن قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية واستخدام أسلحة محرمة كلها تندرج تحت جرائم الحرب والتأكيد على أن حجم ونطاق الدمار في غزة لا يمكن تبريره على أنه أضرار جانبية.
وربط سياسة إسرائيل تجاه غزة بأهدافها الإستراتيجية بفرض ظروف معيشية قاسية لكسر إرادة السكان.
المطالبة بمحاكمة قادة الجيش والسياسيين الإسرائيليين على هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية.