قال المفكر الإسلامي احمد شعبان ردا على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي ” الخطاب الإلهي يطلق حرية العقيدة وحرية الفكر”، أجد أن مقال الحمادي يلمس نقاطًا أساسية في فهم الإسلام للحريات الفردية. حيث يرى شعبان أن الإسلام يؤمن بأن الله منح الإنسان حرية الاختيار والفكر كجزء من تكامله كمخلوق عاقل. ومن ثم، فإن القرآن الكريم والسنة النبوية تعطي عمقا قويًا لفكرة التفكير الذاتي والاستنارة الفردية.
واضاف شعبان “على سبيل المثال، يشير القرآن إلى أنه “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ”، مما يعني عدم وجود إكراه في المذهب أو الدين، وينبغي للإنسان أن يختار الإيمان وفقًا لإرادته الحرة والمدروسة، وهذا المبدأ يفتح الباب أمام حوار مفتوح وبناء بين مختلف الأفكار والمعتقدات داخل إطار الاحترام المتبادل والتسامح”.
وفي ذات السياق أوضح شعبان أن الخطاب الإلهي يمثل أداة أساسية في تحقيق الحرية الفكرية والدينية، حيث يعتبر أن الله بعث الأنبياء لتحرير البشرية من الظلم والجهل وإيجاد طريق الحرية والعدل، وأن الدين يجب أن يكون مصدرًا للتحرر والتقدم، وليس عقيدة مفروضة بالقوة.
كما يرى المفكر الاسلامى انه من منظور الإسلام، تعتبر حرية الاعتقاد والفكر أساسية لكل فرد، حيث يعتبر الإنسان في الإسلام مسؤولًا أمام الله عن اعتقاداته وأفعاله، مشيرا الى أن الديانة الإسلامية تقدم إطارًا للتفكير النقدي والبحث عن الحقيقة، مشجعة على البحث والاستفسار، وتحث على التعلم والتنمية المستمرة.
وبحسب شعبان، يتفق المفكرون الإسلاميون مع الفكرة التي طرحها المفكر على محمد الشرفاء بأن الحرية الفكرية تسهم في التنوع الفكري والابتكار في المجتمعات، مما يدفع بالبشرية إلى التقدم والتطور، مؤكدا أن هذه الحريات الفردية تعزز الخيارات المتعددة للأفراد وتساهم في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وازدهارًا.
وأوضح شعبان انه من خلال القراءة العميقة للنصوص الدينية والتأمل في الحياة النبوية، نجد أن الرسالة الإسلامية تحث على احترام تنوع الآراء والاحتفاء بالاختلافات، وتحث على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الناس من مختلف الخلفيات والمعتقدات.
في إطار فهم الإسلام لحرية الاعتقاد والفكر، بحسب شعبان نجد أن القرآن الكريم يشجع على التفكر والاستفسار، ويدعو إلى استخدام العقل والتدبر في آياته، مما يبرز أهمية النقد البناء والبحث عن الحقيقة كأساس للإيمان. وعلى سبيل المثال، يُحث المسلمون على استكشاف العالم من حولهم وفهم طبيعته وآلياته، واستخدام هذا الفهم لخدمة الإنسانية.
يرى شعبان أن الفلسفة الإسلامية تتميز بتعدد المدارس والتوجهات، حيث تعكس تنوع الثقافات والتجارب البشرية، وأن هذا التعدد يعزز من غنى الفكر الإسلامي ويساهم في تطوير رؤى جديدة حول الحريات الفكرية والدينية في العصر الحديث.
في سياق التفاعل بين الإسلام والحداثة، يرى شعبان أن المفكرون الإسلاميون يعملون على استكشاف كيفية تطبيق القيم الإسلامية التقليدية في سياقات معاصرة، ويعتبرون أن التفكير النقدي والابتكار لا يتعارضان مع التعاليم الدينية، بل يمكن أن يكونان طريقة لتجديد الفهم والتأصيل الديني.
وأضاف شعبان انه من الضروري تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من أجل فهم مشترك للقضايا الإنسانية وتعزيز السلم الاجتماعي.
ويعتبر المفكر أحمد شعبان أن الحوار البناء يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتقبل الآخر، وبالتالي يعزز السلم والاستقرار في المجتمعات متعددة الثقافات.
ويرى أن تفسيرات مقال المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي تعكس نهجًا إيجابيًا في فهم وتطبيق حرية الاعتقاد والفكر في الإسلام، مما يؤكد على أن الدين يمكن أن يكون قوة دافعة للحرية الفردية والتقدم الاجتماعي والروحي.
يقول شعبان أن الإسلام يعتبر الخطاب الإلهي وسيلة لإطلاق العنان للفكر والإيمان، وليس لقمع الحريات الشخصية، مما يجعله نموذجًا للتسامح والتعايش السلمي بين البشر، مشيرا الى أن تفسيرات المفكر علي محمد الشرفاء تسلط الضوء على جوانب مهمة من التفكير الإسلامى حول الحريات الأساسية، وتدعو إلى تعميق الفهم والحوار بين مختلف الأديان والثقافات من أجل بناء عالم أكثر سلاما وتعايشا.
للاطلاع على مقال المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي، يمكنكم زيارة [هذا الرابط]