عام ونصف مضى، لم تتأخر فيه مصر عن الوقوف بجانب الأشقاء في فلسطين، ورغم كل الأحداث، ظلت مصر ثابتة كركيزة أساسية لرفع الظلم والمعاناة عن الشعب الفلسطيني.
بذلت مصر قصارى جهدها، بمشاركة قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الصراع المستمر منذ 15 شهرًا، والعمل على إطلاق سراح المحتجزين المتبقين الذين تحتجزهم حركة حماس، قبل أن يترك الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه.
وحول الضمانات اللازمة لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار؟ وهل هو مجرد هدنة أم وقف كامل للحرب؟ وهل ستحترم إسرائيل وقف إطلاق النار أم ستعود إلى انتهاكها المعتاد؟
قال اللواء طيار أركان حرب محمد صلاح عارف، الخبير العسكري والاستراتيجي، في حديثه مع “رسالة السلام“، إن إسرائيل فرضت شرطًا في الاتفاق ينص على أنها لن تُفرج عن الأسرى الفلسطينيين إلا بعد استلام أسرى جنودها ومعاينة حالتهم. وأكد أن هذا الشرط قد يُقوض الاتفاق برمته.
وأضاف أن حماس عاملت الأسرى الإسرائيليين بإنسانية، وهو ما ظهر جليًا في تعاملهم، حيث أظهرت الحركة حرصها على الحفاظ على فرصة إنهاء مأساة غزة. وأوضح قائلًا: “أعتقد أن تدخل أمريكا سيؤدي إلى الاتفاق على تنفيذ المراحل الثلاث للاتفاق. المرحلة الأولى ستكون الأساس الذي سيحدد مسار المرحلتين التاليتين”.
وتابع قائلًا: “هذا أيضًا يُعد أحد الأمور التي قد تُقوض العملية بأكملها. وأرى أنه لو تم تحديد مسار كل مرحلة بدقة منذ البداية، لكان ذلك سيضمن نجاح الاتفاق وسيره حتى النهاية. وبذلك تكون مصر وقطر وأمريكا قد ضمنت سير الاتفاق في مجراه المنشود أو المتفق عليه”.
من جانب آخر، أكد اللواء محمد صلاح عارف أن إشراك قطر في هذه العملية لم يكن من فراغ، وسيظهر دورها بوضوح في المستقبل. وأشار إلى أن مصر كسرت أهم ما كان يطمح له الإسرائيليون وأمريكا، وهو قضية التهجير. وأضاف أن موضوع التهجير في حد ذاته يمثل هدفًا دائمًا لإسرائيل لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.
وأكمل قائلًا: “تهجير الفلسطينيين كان أخطر أهداف ما حدث، بالإضافة إلى هدم البنية التحتية لغزة. لذا أعتقد أن إعادة إعمارها ستكون بشروط تضعها إسرائيل لضمان أن تكون غزة بلا أنفاق، ولا وجود لحماس أو لأي تهديد يعاود الاعتداء على إسرائيل”.
وفي ختام حديثه، أكد اللواء محمد صلاح عارف ضرورة الحذر، مشيرًا إلى أن إسرائيل لها هدف نهائي معروف للجميع، وهو تهجير الفلسطينيين تدريجيًا وفق خطة تنفذها بعناية. وأضاف: “لا يجب أن نغفل ما قامت به إسرائيل فور تنحي الأسد من تدمير القوات المسلحة لسوريا. وكما قال الرئيس السيسي مسبقًا، ‘سوريا انتهت'”.
واختتم قائلًا: “أي باحث في شؤون الشرق الأوسط إذا ربط بين ما حدث في غزة ولبنان وسوريا خلال الـ 15 شهرًا الماضية، يمكنه أن يدرك الهدف الذي تسعى له إسرائيل وقد حققت منه الكثير”.