في ضوء الأفكار المتجددة التي طرحها المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي حول كيفية تأثير المعتقدات الدينية على الفكر النقدي والاستقلالية، والتي تساءل فيها أين غابت العقول وأين إختفى الإدراك وأين تراجع الفهم وغابت الابصار وكأنه تم إختطاف عقولهم وسلموا الأمر للشيطان، وإلا لماذا تقدم الرسول إلى الله يشتكي قومه بهجر القرآن قبل مائتي عام من تأليف الروايات لتصرف الناس عن الكتاب المبين.
وفي هذا الاطار قدم الدكتور محمد فتحي، المتخصص في دور الفرد والمجتمع بمعهد الدراسات الاجتماعية، تحليله حول القضايا المثارة من قبل المفكر العربي علي محمد الشرفاء حول “اختطاف العقول”. يرى الدكتور فتحي أن الخوف من العقاب الإلهي قد يكون له دور كبير في تشكيل السلوكيات والتفكير الجمعي في المجتمعات التي تتبع التعاليم الدينية بشكل صارم.
يقول فتحى أن الخوف من العقاب الإلهي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تقييد الفكر النقدي وتعزيز التبعية، وهذا الخوف يعمل كآلية تحكم، حيث يمنع الأفراد من التساؤل أو الشك في الروايات الدينية التقليدية المتوارثة، وذلك خوفًا من التعرض للعقاب الأخروي”.
وتطرق فتحي إلى دور التعليم الديني في هذه المعضلة، موضحًا أن التركيز الشديد على الولاء للروايات التقليدية يمكن أن يقود الأفراد إلى تفضيل هذه الروايات على النصوص المكتوبة والمستندة إلى الأدلة.
أضاف أن التعليم الديني يمكن أن يكون له تأثير مزدوج؛ فهو يعزز الاعتقادات الدينية ويعمق الإحساس بالانتماء والولاء، ولكنه في الوقت نفسه قد يعيق القدرة على التفكير النقدي والتساؤل.
اكد فتحى أن الحل يكمن في تعليم يشجع على النقد والتساؤل بطريقة بناءة، دون التقليل من شأن الأهمية الروحية والثقافية للدين في حياة الناس، مع ضرورة أن يكون التعليم الديني متوازنًا بما يكفي لتحفيز التفكير النقدي والاستقلالية، مع الحفاظ على القيم الدينية والثقافية”.
في ختام تحليله، دعا فتحي الجميع، من علماء ومفكرين ومعلمين، إلى العمل معا من أجل تعزيز ثقافة الفهم النقدي والاستقلالية في التفكير، مؤكدًا أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تنمية مجتمعية أكثر توازنًا وصحة عقلية.