صدق من قال أن الطريق تناجي طرف عابرها وتدعوه أحيانا الى الإلتفات حوله ووراءه تجربة واعتبارا بل واستشرافا للقادم هذا بالنسبة للفرد فما بالك بأمة بأسرها تفرق دمها بين الأيدولوجيا والخرافة فانشغلت عن المنبع الصافي والمنهج السماوي القويم بمصادر وروايات لا تخلو من أثر السياسة والأطماع بالإضافة الى ما يثار من الاستفهامات المشروعة حول مصداقيتها وحجيتها ما أحوجنا نحن المسلمين الى توحيد كلمتنا والعودة الى كتاب الله المنزل على رسوله.
إن المتتبع لتاريخ المجتمعات العربية الإسلامية يلاحظ كيف تدهورت الأحوال وكيف انغمس المسلمون في معاطن الأباطيل والأساطير والاسرائيليات التي لا تمت بأي صلة للدين ولا تستند الى اى دليل من القرآن هذا الكتاب المحفوظ الذي تحدى به الله أساطين اللغة وأرباب الشعر والفصاحة، قال تعالى : “قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا”.
وقال جل من قائل: ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” .
هذا القرآن الذي يخاطب وجدان المسلم في كل زمان وفي كل مكان، مهما اختلفت الظروف وتبدلت الأحوال.
هذا القرآن الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا ومرشدا لا مسيطرا ولا مهيمنا، قال تعالى “ما على الرسول الا البلاغ”.
ان امتداد التاريخ الإسلامي يظهر أغراض تلك الروايات المضللة التي تسربت إلى ديننا كما تتسرب السموم والى هذا الطرح الدخيل الذي ادرج في الدين على أنه دين وما هو بدين ليحدث ذلك التحول الكبير الذي نراه تجاوزا للقرآن إلى أحاديث مروية على أهواء ومقاسات الانتماءات والأيديولوجيات والتحزبات والعصبيات العنصرية البغيضة.
وهذا ما أدى إلى الاختلافات بين المسلمين بعد أن انقلب الرواة على القرآن وشغلوا الناس بمرويات تترنح بين الأباطيل والقصص الاسرائيلية وقدسوها ومجدوها وجعلوها بمثابة دستور للمسلمين وترجعين اولى لدينا الحنيف.
أن هذا الدين حقيقة لن يسلك اهله جادة الصواب الا بالرجوع الى النص القطعي اي الى الوحي المتلو.
إننا مطالبون في هذا الوقت وبخطوات جبارة وفي هذا الظرف الصعب من حياتنا وتاريخنا حيث تداعت علينا الأمم وتكالبت الأطماع وأصبح الكل يحس بمسيس الحاجة الى الخلاص والخروج من جلابيب التبعية والذل والاستعمار ورفض الانهزامية والتخلف والاحباط ووضع حد للخلافات والانقسامات والتحزبات والصراعات والقتل والاقتتال والحروب والفتن الطائشة وهذا ما لن يتحقق، ما لم نتوحد جميعا تحت راية الإسلام و القرآن الكريم مرجعية ديننا الحنيف، دين الحضارة والرقي والتقدم والرحمة والحرية والمساواة.، دين التعايش السلمي والتفاهم ومد أيادي العون والمساعدة فيما بيننا وللأخر، دين العلم والتعلم والعمل الجاد.إننا لن نتمكن من كل ذلك إلا إذا عدنا إلى القرآن نقرأه ونتدبره ونفهم نصه ونحفظ آياته وسوره، قال تعالى “أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها”.
إن المرجعية الوحيدة بالنسبة للمسلمين في دينهم ودنياهم هو القرآن والقرآن وحده باعتبارها نصا قطعيا حفظه الله من كل نقص أو زيادة او تغيير.
وقد قرأت في هذه الدعوة كتبا رائدة للمفكر والداعية العربي علي محمد الشرفاء فاعجبتني ايما إعجاب وخاصة كتابه الرائد المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي ووجدت أن دعوته صريحة وجريئة يدعو المسلمين إلى نبذ الروايات والرجوع الى كتاب الله مفرقا بين دين يعتمد الآبات ودين يتبع الروايات.