وجه القس جرجس عوض راعي الكنيسة الانجيلية المعمدانية بالقاهر الشكر للمفكر العربى علي محمد الشرفاء الحمادي، على دعوته للتسامح وعدم التمييز بين المسلمين والمسيحيين، مؤكدا أن هذا يتفق مع تعاليم المسيح بمحبة الجميع. وبالطبع نحن نوافق على أن الله وحده هو صاحب الحق في الحساب والجزاء يوم القيامة. في المسيحية أيضًا الله هو الديّان العادل.
وقال عوض أن تهنئة المسيحيين في أعيادهم أمر إنساني طبيعي ينم عن المحبة والتقدير المتبادل، داعيا جميع المواطنين إلى نبذ التعصب ونشر روح المحبة بين الجميع كما دعا المسيح إلى محبة الأعداء.
واكد عوض أن السلام والتسامح رسالة سماوية مشتركة فى جميع الأديان السماوية.
وتابع” نشكر الكاتب مرة أخرى على موقفه الإيجابي ونتمنى انتشار مثل هذا الخطاب المعتدل”.
وكان المفكر العربي علي الشرفاء قد انتقد بشدة في مقاله” المحرمات اختصاص الله وحده” الذين يمنعون المسلمين من تهنئة إخوانهم المسيحيين بأعيادهم، أو يُصدرون فتاوى دينية لا تتفق مع رسالة الإسلام السمحة. حيث يدعو القرآن الكريم جميع الناس لنشر السلام والألفة وعدم التفرقة بين المؤمنين.
فبحسب الشرفاء لا يملك أي نبي أو رسول حق تحريم أو تحليل أمور للناس، فهذا حق الله وحده
فيأمر الله تعالى جميع الناس بنشر السلام فيما بينهم.
كما يؤكد الشرفاء ان الله سيحاسب المؤمنين وأهل الكتاب والمشركين والمجوس يوم القيامة بالعدل، فلا فضل لمسلم على غيره إلا بالتقوى.
لذا أوضح الشرفاء انه يجب على المسلمين عدم التكبر على أصحاب الديانات الأخرى، ومحاسبة أنفسهم على معاصيهم.
وأشار الشرفاء في مقاله الى انه يتوجب على علماء المسلمين الرجوع للقرآن الكريم كالمرجعية الوحيدة للتشريع، مطالبا بمخاطبة علماء الدين بضرورة مراجعة فتاواهم للتأكد من توافقها مع القرآن الكريم والعمل على نشر الوعي بين المسلمين بأن الإسلام دين رحمة وسلام وعدل مع غير المسلمين، مع ضرورة تذكير المسلمين بوجوب محاسبة النفس وعدم الاعتماد على الشفاعة يوم القيامة والعمل على إقامة حوارات بنّاءة بين علماء الأديان لتقريب وجهات النظر ونبذ التعصب.
وفي ختام مقاله أشار الى وجوب تذكر قوله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ}
فالإسلام يدعو للتعايش السلمي مع الجميع.