انتقدت الصين قرار الإدارة الأمريكية بفرض مزيد من القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي، إذ تسمح الولايات المتحدة الأمريكية بالوصول غير المحدود إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لأقرب حلفائها، مع حظر الصادرات إلى الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية. وقد اعتبرت بكين أن الولايات المتحدة بهذا القرار تنتهك قواعد التجارة الدولية.
وبشأن تجاهل الإدارة الأمريكية انتقادات الصين حول قرار فرض قيود على صناعة الرقائق الإلكترونية، قال الباحث في الشؤون الآسيوية، الأستاذ محمد صلاح الدين، لـ”رسالة السلام”، إن مسألة القيود التي فرضتها الإدارة الأمريكية أمر طبيعي، وإن الصين توجه انتقادات بطبيعة الحال، مؤكدًا أن هذا الاتجاه سيستمر في إطار التنافس بين الصين والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالرقائق الإلكترونية نظرًا لأهميتها ودخولها في معظم الصناعات التكنولوجية الحالية.
وعن تأخر الصين في تطوير أشباه الموصلات المتقدمة الخاصة بها لتكون بديلًا قويًا، أشار الباحث إلى أن الصين لم تتأخر في هذا المجال، إذ بدأت في الفترة الأولى من رئاسة دونالد ترامب العمل بجدية على قطاع الذكاء الاصطناعي وتطوير التكنولوجيا المحلية. وذكر أن الصين وضعت منذ ثماني سنوات برنامجًا لإحلال الأجهزة والبرمجيات الأجنبية ببدائل محلية، ونجحت خلال عام 2024 في إطلاق أكثر من 169 مشروعًا. ومع ذلك، تواجه الصين تضييقًا في مسألة الشرائح المتقدمة، مما يسبب لها تحديات في الوصول إلى أحدث التقنيات المرتبطة بصناعة الرقائق الإلكترونية.
وأضاف أن الرئيس الصيني اعتمد منهج الاعتماد على الذات في مجال صناعة التكنولوجيا، وهو ما تعمل عليه الصين حاليًا بشكل مكثف. وأوضح أن الولايات المتحدة، من جانبها، تحاول بكل الطرق أن تحافظ على تفوقها في مجال صناعة الرقائق، من خلال إجراءات مثل قانون الرقائق الذي استهدف توطين صناعة الرقائق في الولايات المتحدة بالتعاون مع دول بارزة في هذا المجال مثل كوريا الجنوبية وتايوان واليابان. ورغم أن المشروع لم يتحقق بشكل كامل، فإنه يعكس حرص الولايات المتحدة على الاحتفاظ بالريادة في هذا القطاع.
وعن مستقبل المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي وسيطرة الولايات المتحدة عليه، أكد الباحث محمد صلاح الدين أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين في هذا المجال سيظل قائمًا، لأن مجال الرقائق الإلكترونية يمثل إحدى ساحات التنافس الكبرى بين بكين وواشنطن. وأضاف أن شركة مثل “إنفيديا” انتقدت الخطة الأمريكية، مشيرة إلى أنها قد تعيق الابتكار، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن محاولات الولايات المتحدة للتحكم في السوق العالمي ومحاولات الصين لتطوير بدائلها لن تتوقف، مؤكدًا أهمية تايوان، التي تعدها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، في ريادة هذا المجال.
وفي ختام حديثه، ذكر الباحث محمد صلاح الدين أن هناك جزءًا آخر غاية في الأهمية يتعلق برؤية الصين للأمر، حيث ترى بكين علاقتها بالولايات المتحدة ضمن أربعة خطوط حمراء، وهي: قضية تايوان، الديمقراطية وحقوق الإنسان، مسار الصين ونظامها السياسي، وحق الصين الإنمائي، مشيرًا إلى أن مسألة الرقائق الإلكترونية تُعد جزءًا من الخط الرابع.