أكد الدكتور الخضر سالم استاذ أصول التفسير والفقه والباحث في الفكر الإسلامي، في حوار خاص لـ “رسالة السلام” ضرورة العودة الى استخدام مركزية القرآن في حياتنا للخروج بتصور جديد يسمح لنا بإعادة موضعة القرآن الكريم في حياتنا بشكل مناسب، وفي الموضع الذى أراد الله تعالى له أن يكون، وبحسب قوله ” ما أرهقنا إلا التصورات الخاطئة التي نرسمها في أذهاننا عن الأشياء والأمور من حولنا”.
وتتفق رؤية الدكتور الخضر سالم مع رؤية المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي فيما يتعلق بوجوب العودة الى قرأة القرآن الكريم بشكل يتسق مع متطلبات العصر ويتوافق معه، وهو ما قاله الشرفاء في مقاله ” تحرير العقول ” لتحرير العقول مما علق بها من الطفيليات وتنظيفها من سموم الروايات التي فرقت المسلمين وخلقت بينهم الفتن والبغضاء والكراهية وجعلتهم يقتتلون بعضهم”.
وأكد الباحث الإسلامي الخضر سالم أن كل تصور يقود صاحبه ويحركه، فالأمة في قرنها الأخير اشد أمية للمفاهيم وتضييقا لفهمها وقد وصف الله تعالى أمية المفاهيم التي تجتاح الأمم فتصيب تصوراتها في مقتل فتحمل المنهج بين يديها ولكنها تخطأ في تصوره وتخطئ في استعماله وتجعله له بين تقسيم وتقزيم وتحقير، فيقول الله عز وجل “ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني” أي لا يعلمون الكتاب إلا أكاذيب لا يعلمون الكتاب إلا وفق التقديرات النفسية والاعتقادات الخاطئة التي يحسبها صاحبها حقا وهي باطل يحسبها صدقا وهي كذب وافتراض فهي أمية سراب العلم فهو يحمله ولا يفهمه يحفظه ولا يعقله يزهوا به وهو عنه ضال، وهذا ضرب من الغرور الذي تحدث الله سبحانه وتعالى عنه في وصف أهل الكتاب عندما قال “وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون” .
وتابع أستاذ التفسير ” هناك من يغتر بما يملك وهو غير مدرك مشكلتنا الكبرى وهي التصور الذي نحمله عن القرآن تصور ضيق واعتقاد سقيم فبقي القرآن الكريم حبيس تلك الأفهام التي جعلت القرآن رمزا للبركة وشفاء من خلال الرقية التي جعلت القرآن الكريم للحفظ فحسب التي جعلته شعارا لمناسبتها الحزينة ورمزا لمراسمها الأليمة وابتعدوا عن مفهمومه الحق.
وأشار الى اننا اصبحنا بحاجة الى أن نعيد تعريف القرآن الكريم حتى نفهم ما هو القرآن، نحن بحاجة أن نعيد تصور مركزيته أن نعيد تصور دوره أن نعيد وضعته في الموضع الذي يليق به، إذا استطعنا أن نعرف القرآن الكريم، إذا استطعنا أن نفهم ما هو القرآن الكريم، أن نفهم ما هي أهدافه ما هي غايته، ما هو مقصده، نستطيع من خلال هذا التصور أن نتعامل مع القرآن الكريم وفق قراءات كثيرة حضارية وسنية ومركزية، إجراءات حقيقية في الموضع الذي به يليق القرآن الكريم .