قال الدكتور محمد صلاح، الباحث والمتدبر في كتاب الله، أنه في عصر تتشابك فيه خيوط الثقافات والمعتقدات، تبرز مسألة الانقسامات الدينية كأحد أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. مشيرا الى أن الصراع بين المذاهب الإسلامية المختلفة ليس بجديد، لكنه مع مرور الزمن تحول إلى خلافات معقدة تتجاوز حدود النقاش الفكري إلى صراعات دموية أحيانًا، تحت مسمى “حماية الدين”.
وتابع ” هذه الخلافات أدت إلى تشويه صورة الدين الإسلامي وتحويله إلى أداة للصراع السياسي والطائفي بدلاً من كونه رسالة سلام وتسامح”.
وقال صلاح أن الدين الإسلامي بجوهره وأصوله، يدعو إلى الوحدة والتعايش السلمي بين البشر جميعًا، بغض النظر عن اختلافاتهم المذهبية أو الثقافية، وهو ما يتفق مع ما طرحه المفكر العربي علي محمد الشرفاء في مقاله “ان تنصروا الله ينصركم”
أضاف الدكتور محمد صلاح، المتدبر في كتاب الله، أن الواقع يُظهر انقسامات عميقة بين المسلمين، تغذيها تفسيرات وفتاوى تخدم مصالح فئات معينة دون غيرها، الشيعة، والسنة، وحتى داخل هذين الفرعين الكبيرين، هناك انقسامات وتفرقة تصل إلى حد التكفير المتبادل، مما يعمق الشرخ في الأمة ويبعد المسلمين عن جوهر دينهم الحقيقي.
وأوضح أن الإسلام الذي جاء ليكون رحمة للعالمين، يجد نفسه اليوم محاصرًا بين مطرقة الاستغلال السياسي وسندان التطرف الديني، لافتا إلى قصص الجهاد والشهادة التي تُحرف لخدمة أجندات ضيقة، تضلل الشباب وتدفعهم إلى أعمال العنف باسم الدين، بينما هي بعيدة كل البعد عن تعاليمه السمحة.
وطرح صلاح سؤالا جوهريا حول مفهوم الدين وكيفية حمايته، متساءلا، هل حماية الدين تكون بالسيف والدم، أم بالحكمة والموعظة الحسنة؟ هل الدين بحاجة إلى حماة يفرضون تفسيراتهم الخاصة على الآخرين، أم إلى مؤمنين يعيشون تعاليمه بصدق ويظهرون جماله للعالم؟ مشيرا الى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الأمة الإسلامية اليوم ليس فقط في كيفية التغلب على الانقسامات الداخلية، بل في استعادة جوهر الدين الإسلامي كرسالة سلام وتسامح، وفي تقديم نموذج حي للعالم يُظهر الإسلام كما أُنزل، دين يجمع ولا يفرق، يحترم الإنسانية ولا يحتقرها، ويعلي قيم العدل والمساواة ولا يميز بين أتباعه على أساس الطائفة أو النسب.
وأكد الدكتور محمد صلاح، المتدبر في كتاب الله، أن العودة إلى جوهر الدين وتعاليمه الأصلية قد تكون الطريق الوحيد لتجاوز هذه الأزمة، وإعادة بناء الأمة الإسلامية على أسس من الوحدة والتسامح والمحبة، بعيدًا عن الصراعات والانقسامات التي مزقت نسيجها الاجتماعي وأضعفتها أمام العالم.