تشهد وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو على الإنترنت انتشارًا هائلًا في العصر الرقمي الحالي، ومع زيادة الوصول إلى هذه المنصات، تأتي تحديات جديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتأثير هذه المقاطع على صورة الأديان، وعلى وجه الخصوص، صورة الإسلام، خاصة اذا كانت تنتهك النصوص الإسلامية المقدسة.
أكد ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، أن منصات التواصل الاجتماعي لها انتشار كبير كآلة دعاية، حيث إن عدد مستخدمي فيسبوك يتراوح بين 2.5 إلى 3.8 مليار شخصًا، وأن هناك خوارزمات في منصات التواصل الاجتماعي تجعلك تقتصر على ما تفضله فقط لتشاهده وتركز عليه، مشددًا على أن خوارزمات المنصات الإلكترونية تخطفك للفكرة الواحدة.
وأضاف “عبد العزيز” أنه بسبب انتشار أنماط الكراهية في البيئة الغربية أصبحت الديمقراطية على حافة الهوية لخسارتها في مواجهة الكراهية، حيث إن خطاب الكراهية أصبح أداة سياسية في الغرب، مؤكدًا أنه لا بد من منع خطاب الكراهية على المنصات الإلكترونية.
وتابع “الدول في الحرب تصنع الكراهية أولًا ثم تخوضها، والكراهية صناعة سلطة وسياسة لتجريم وشيطنة العناصر المعادية“.
فى سياق متصل قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر فى تصريحات خاصة لـ «رسالة السلام» أنه لا يجب إعادة نشر هذه الفيديوهات أو الصور أو الحديث حولها فهي تصنع من اجل تشتيت الناس عن الإسلام الحق ويجب أن يكون نشر الفيديوهات خاصة تلك التي تتعلق بالإسلام عن طريق مصادر وهيئات موثوقة مثل الأزهر الشريف. وتابع كريمة ” على الناس عدم الانسياق خلف تلك الفيديوهات التي تنتشر عبر منصات التواصل واعتقد أن اهمالها أفضل بلا شك فيجب الا نساعد على ترويج هذه السخافات”
أضاف، تعلمنا فى الأزهر الشريف اذا اردنا اماتة باطل فيكون بالصمت والسكوت اما كثرة التحدث عنه يزيد من تشويه الإسلام فلا يجوز تداوله او نقله، وكما يقول الله تعالي في سورة النساء اية 83 ” وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا” ومن هنا يجب على غير الدارس او غير الباحث عدم نشر معلوماته لأنها ربما تكون مغلوطة وتضلل عدد كبير من الاخرين.
من جانبه أكد الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات أن الاعلام عندما اذاع ونشر خطاب الكراهية كفر الجميع ونحن نحتاج الي العودة الى جوهر الدين .
وحول رؤيته حول دعوة المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بضرورة منع المقاطع التي تحض على الكراهية، أوضح انه طالب من جميع القنوات التي تعمل تحت اسم القنوات الدينية ان يتم استصدار قانون من الجهات المسئولة مثل محكمة العدل او الأمم المتحدة او مجلس الأمن او من أي جهة ذات سلطة على هذه المراكز او القنوات بعدم إذاعة مثل هذا المحتوى لأنه يخلق حالة من الكراهية بين الجميع، والنتيجة كما نرى كافة الحروب والدماء التي سالت كانت من اجل الأديان، فليس من العقل ان يسيل دماء المؤمنين على ايدي بعضهمفي مقابل ان الملحدين لم يتحاربوا.
وفي سياق مختلف قال عالم المصريات أن هناك أمور تراثية لا يجب ان تدرس مثل الدخول فى تفاصيل خاصة تخص زمن بعيد او مكان اخر غير الذي نعيش فيه.
كما شدد الدكتور وسيم السيسي، المفكر القبطي وعالم المصريات على ضرورة ألا يقتصر تجديد الخطاب الديني على دين معين، بل يجب أن يمتد مفهوم التجديد إلى كافة الأديان، مؤكدًا أنه لن نصل إلى خطاب ديني صحيح ومتجدد في الوقت الراهن الا إذا تم غربلة الإسلام والمسيحية من المفاهيم الخاطئة الدخيلة عليهما، ومن الأشياء التي لا تعزز روح المحبة والوحدة بيننا جميعًا دون استثناء.
وما سبق يتفق هذا مع رؤية المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادي، حيث يرى أن إعادة نشر الفيديوهات المسيئة للإسلام يساهم فى تكرار الإساءة ويعطى قيمة لأناس غير اسوياء لا يجب ذكرهم من قريب أو بعيد،
ويؤكد المفكر على الشرفاء أن إعادة نشر كل ما هو مسىء للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم سواء كان فيديو او خبر او صورة أو غير ذلك يعنى إساءة أخرى على مساحة اكبر، لافتا الى أن مثل تلك المواقف الموتورة المُحرمة يجب عدم الاهتمام بها.
وطالب «الشرفاء» كل المثقفين أن يغفلوا هذه الأفعال المسيئة، فكل من يعيد نشرها يساعد دون أن يدرى فى نجاح مهمة صانع المحتوى بإيصال الإساءة إلى أكبر عدد من المشاهدين.
وحذر «الشرفاء» رواد مواقع التواصل الاجتماعى من أن نشر تلك الافتراءات على الرسول وعلى الاسلام انما نشارك اعداء الإسلام لتحقيق اهدافهم
الحاقدة لتشويه صورة الإسلام.