أشاد الباحث العراقي جيزان الحريري بمقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “دعوة للتفكر والتدبر في آيات القرآن”، معتبرًا أن التفكر في القرآن الكريم أمر ضروري يجب أن يتبعه المسلمون جميعًا.
استهل الحريري حديثه بالإشارة إلى الآية الكريمة “وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَٰبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ”. وأوضح أن هذا الخطاب موجه للمؤمنين الذين يؤمنون بأن كامل كتاب الله الكريم لا ريب فيه من رب العالمين. واستطرد قائلاً: “المشركون والكافرون وأهل الكتاب لا يعنيهم هذا الخطاب لأنهم يكذبون أن الله قد أوحى إلى الرسول الكريم وبذلك هم كافرون بالقرآن وبتفصيل الكتاب“.
وأكد الحريري أن المؤمنين، سواء في زمن الصحابة الكرام أو في هذا الزمان، لا يشكون ولا يرتابون في أن تفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. واستشهد بقوله: “لكي لا يشك المؤمن في أن تفصيل الكتاب هو من رب العالمين، يجب أن تكون آيات تفصيل الكتاب جزءًا من كتاب الله الكريم”.
وأكد أن المؤمن يجب أن يكون متيقنًا من أن كامل كتاب الله الكريم بما فيه تفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. وأشار إلى أن “تفصيل الكتاب يجب أن يكون جزءًا من كامل كتاب الله الكريم ولا ينبغي أن يكون من خارج كتاب الله“.
وتحدى الحريري أي مسلم أن يدعي أن كافة الأحاديث والروايات المنسوبة إلى النبي جاءت لتفصيل ما لم يفصله الله في كتابه الكريم، قائلاً: “لغاية اليوم لم تحسم مسألة إثبات أن كافة الأحاديث والروايات موحاة من الله، ولذلك تبقى ظنية الثبوت، والظن لا يغني من الحق شيئًا“.
وذكر الحريري أن زعمه يخص المفاهيم الإيمانية الكبرى وثوابت الدين الأساسية وكافة الحدود والأحكام ومنظومة الحلال والحرام، قائلاً: “لا أقصد الشعائر والنسك الإيمانية فهي لها منهج عملي متوارث منذ عهد النبي إبراهيم عليه السلام“.
وأكد الحريري أن من يزعم أن تفصيل الكتاب جاء بوحي ثانٍ من خارج كتاب الله فهو كاذب، لأن “إذا كان تفصيل الكتاب من خارج كتاب الله، فسوف يشك المؤمن بالأحاديث والروايات لأنها ظنية وليست قطعية الثبوت، وبالتالي يوجد شك وريب في تفصيل الكتاب إذا كان من خارج كتاب الله أنه من رب العالمين“.
وأشار الحريري إلى أن هذا التحذير من الله العليم الحكيم قبل أربعة عشر قرنًا جاء لكي لا يزعم أي إنسان أن الله لم يفصل آيات الكتاب فجاء التفصيل بوحي ثانٍ من خارج كتاب الله الكريم.
وفي ختام حديثه، وجه الحريري نصيحته إلى المؤمنين قائلاً: “أيها المؤمن الحصيف ذو القلب السليم والذي يتحرى الحق على منهج إبراهيم الحنيف، إذا قيل لك أن تفصيل الكتاب جاء من خارج كتاب الله فيجب أن ترتاب، وإذا كنت مصدقًا بكلام الله وأن تفصيل الكتاب من داخل كتاب الله فلا ينبغي أن ترتاب”.