قال الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إسلام نجم الدين، ردا على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بعنوان ” كيف يمكن تصحيح المعتقدات الخاطئة عند المسلمين؟” في البداية، أود أن أعبر عن تقديري العميق للمفكر العربي، علي الشرفاء، لطرحه الجريء والصادق حول مسألة تصحيح الخطاب الديني الذي تعرض لتشويه ممنهج على مر العصور.
أضاف أن ما طرحه الشرفاء يعكس عمق الأزمة التي نواجهها والتحديات الراهنة في استعادة جوهر الرسالة الإسلامية السمحة، التي تدعو إلى الرحمة والعدل والسلام.
وأكد تأييده الكامل لما ورد في المقال حول استخدام الروايات المنسوبة زورًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خدمة أجندات خارجية وداخلية تهدف إلى إثارة الفتنة وزعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية. لقد أصبحت هذه الروايات أدوات في أيدي البعض لتبرير أعمال لا تمت لجوهر الإسلام بصلة، مما أسهم في تشويه صورة الدين الحنيف وخلق صورة نمطية سلبية عن المسلمين على مستوى العالم.
وأشار نجم الدين الى أن التحدي الذي نواجهه اليوم ليس بسيطًا، ويتطلب جهدًا جماعيًا من العلماء، والمفكرين، والدعاة، والمجتمع المدني للعمل على إعادة تشكيل الخطاب الديني بما يتوافق مع جوهر الإسلام القائم على التسامح والسلام والعدالة، كما يجب أن يركز هذا الجهد على التعليم والتوعية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والرد على الشبهات بالحجة والبرهان، واستخدام كافة الوسائل المتاحة لنشر الوعي الصحيح بمبادئ الإسلام.
وشدد الباحث في شئون الجماعات الاسلامية على ضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية في مواجهة المحاولات الخارجية لاستغلال الدين في خدمة أهداف سياسية تؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتعميق الانقسامات، لافتا إلى أن ذلك يتطلب تعزيز الحوار بين مختلف المذاهب الإسلامية وبناء جسور التفاهم والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة.
وأضاف، يجب أن ندرك أن معركة تصحيح الخطاب الديني واستعادة الصورة الحقيقية للإسلام هي معركة وعي وفكر، وتتطلب منا جميعًا العزيمة والصبر والعمل المتواصل، فلنعمل معًا من أجل إسلام يعكس قيم الرحمة والعدالة والسلام، ويكون مصدر إلهام للإنسانية جمعاء.
وأوضح نجم الدين انه من الضروري فهم السياقات المعقدة التي أدت إلى الوضع الحالي وكيفية التعامل معها استراتيجيًا. فالمقال الذي قدمه المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يطرح نقاطاً حاسمة تقتضي منا التوقف عندها وتحليلها بعمق، ومن هذه النقاط:
الروايات المفبركة أو المستخدمة خارج سياقها الصحيح قد أسهمت في خلق فهم مغلوط للدين الإسلامي. هذا الفهم لم يؤثر فقط على نظرة غير المسلمين للإسلام بل أثر أيضًا على المسلمين أنفسهم، مما أدى إلى انقسامات وصراعات داخلية. تحليل هذه الروايات وتصحيحها يتطلب جهدًا علميًا مدروسًا يعتمد على مبادئ النقد الحديث ومنهجيات التفسير المعاصرة.
أيضا اعتبر نجم الدين ان التلاعب بالدين لتحقيق أهداف سياسية ليس بالأمر الجديد، ولكن مع تطور وسائل الاتصال والمعلومات، أصبحت هذه الألاعيب أكثر خطورة وتأثيرًا. الاعتراف بدور بعض الأجهزة الاستخباراتية في تغذية الصراعات الطائفية أو استغلال المجموعات المتطرفة يتطلب من الدول والمجتمعات المعنية تعزيز أمنها الفكري وتطوير استراتيجيات للتصدي لهذه التدخلات.
كما أشار نجم الدين الي ان ضرورة تصحيح الخطاب الديني ليس مهمة يمكن أن تقوم بها جهة واحدة؛ بل تتطلب تعاونًا بين العلماء، والمؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، والحكومات. هذا التعاون يجب أن يهدف إلى تعزيز فهم ديني متوازن يركز على القيم الإنسانية المشتركة ويدعم التعايش السلمي.
كما طالب نجم الدين العمل على إعادة النظر في المناهج التعليمية والبرامج التربوية لضمان أنها تعكس قيم التسامح والسلام الأساسية في الإسلام ضرورة لا غنى عنها. يجب أن تركز هذه البرامج على تعزيز الفهم النقدي وتقدير التنوع والتعددية داخل الأمة الإسلامية وخارجها.
وأضاف الباحث اسلام نجم الدين في ختام حواره انه فى عصر الإعلام الجديد، يجب على الدعاة والمفكرين المسلمين استغلال هذه الوسائط لنشر الفهم الصحيح للإسلام ومواجهة الصور النمطية السلبية. الحملات الإعلامية الذكية والمحتوى الرقمي المبتكر يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تصحيح المفاهيم المغلوطة، مشيرا الى أن التحدي الذي يقف أمامنا في مجال تصحيح الخطاب الديني واستعادة جوهر الرسالة الإسلامية ليس بالأمر الهين، ويتطلب هذا الجهد استراتيجية متكاملة تركز على العمل الجماعي والتعليم والتوعية، واستخدام الأدوات الحديثة للتواصل والنقاش البناء. بالعمل المشترك والإرادة الصادقة، يمكن تجاوز العقبات وبناء مستقبل يسوده الفهم والتسامح.