في اطار رسالة مؤسسة رسالة السلام نشر الثقافة الاسلامية، أجرى موقع ” رسالة السلام ” حوارا مع الدكتور محمد الطريحي رئيس مجلس ادارة جمعية النهوض الفكري بعد التغيير ببغداد، إلى نص الحوار،،
ما هو اثر تقديس التراث على الإسلام؟
تقديس التراث في الإسلام يعني الحفاظ على التراث الإسلامي والاهتمام به وتعلّمه وتحفيظه ونقله إلى الأجيال اللاحقة. ويعتبر تقديس التراث من الأمور المهمة في الإسلام لعدة أسباب، منها:
علي الشرفاء /
يستطيع المسلمون تحرير عقولهم مما علق بها من روايات كاذبة مفتراة على الله ورسوله، ويمكنهم ذلك إذا آمنوا بأن القرآن فهو رسالة الإسلام لعباده
الحفاظ على تعاليم الإسلام: حفظ التراث الإسلامي يعني الحفاظ على تعاليم الإسلام ونشرها وتعليمها للجميع، وهذا يساعد على تمكين المسلمين من فهم دينهم بشكل أفضل من خلال
1. الاحتفاء بتاريخ الإسلام: يحتوي التراث الإسلامي على تاريخ غني ومتنوع، ويعتبر تقديس التراث من وسائل الإحتفاء بتاريخ الإسلام وتعريف الناس بتراثه الثقافي والتاريخي.
2. تعزيز الهوية الإسلامية: يساعد تقديس التراث على تعزيز الهوية الإسلامية لدى المسلمين وتعريفهم بمكانتهم في العالم، كما يساعد على تقوية الروابط الاجتماعية بين المسلمين.
استاذ دراسات /
تقديس التراث على يساعد علي تعزيز الهوية الإسلامية لدى المسلمين وتعريفهم بمكانتهم في العالم، كما يساعد على تقوية الروابط الاجتماعية بين المسلمين.
3. المحافظة على اللغة العربية: يعتبر التراث الإسلامي من أهم مظاهر الثقافة العربية، ويساعد على المحافظة على اللغة العربية كلغة دينية وثقافية وأدبية.
4. التحدي من أجل الاستقلال الثقافي: يعتبر تقديس التراث من وسائل التحدي من أجل الاستقلال الثقافي وتمكين المسلمين من إنتاج ونشر الثقافة الإسلامية بشكل مستقل ومنافس للثقافات الأخرى.
بالتالي، يمكن القول إن تقديس التراث يلعب دورًا مهمًا في الإسلام، حيث يساعد على الحفاظ على التراث الإسلامي وتعزيز الهوية الإسلامية لدى المسلمين
هناك ادعاء ان التراث الإسلامي يساعد علي نشر الإرهاب ؟
لا يمكن القول بأن التراث الإسلامي يلعب دورًا في نشر الإرهاب، بل العكس هو الصحيح. فالتراث الإسلامي يدعو إلى السلم والتسامح ويحث على حسن المعاملة والعدل، ولا يحث على العنف أو الإرهاب بأي شكل من الأشكال.
ومع ذلك، يمكن للتراث الإسلامي أن يُسيء فهمه أو تفسيره بطريقة خاطئة ومغلوطة، ويتم استخدامه كغطاء لتبرير أفعال إرهابية. ولكن هذا لا يعني بأن التراث الإسلامي يدعم الإرهاب، بل يعني بأن الإرهابيين يستخدمونه بشكل خاطئ ويتلاعبون به لتبرير أفعالهم الإرهابية.
لذلك، فإن الإسلام يحث على التعلم والبحث والفهم الصحيح للتراث الإسلامي، والتأكد من أنه يُفهم بطريقة سليمة ولا يتم تحريفه أو استخدامه بطريقة خاطئة للترويج للعنف أو الإرهاب. وهذا يتطلب التعاون بين المجتمعات المسلمة وتعزيز التعليم والتثقيف بشأن التراث الإسلامي ودوره الحقيقي في تعزيز السلام والتسامح.
لماذا يقدس البعض السنة ربما اكثر من القران الكريم نفسه؟
السنة في الإسلام هي مجموعة من التعاليم والأحاديث والأفعال التي صح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي لم تذكر في القرآن الكريم. وتعتبر السنة جزءًا لا يتجزأ من الدين الإسلامي، فهي توضح كيفية تطبيق وتفسير الأوامر الواردة في القرآن الكريم.
يعتقد المسلمون بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو المثال الأعلى للإنسانية وأنه كان يتحلى بأفضل الأخلاق والسلوكيات، وبالتالي يعتبرون أحاديثه وتعاليمه أسلوباً للتقرب إلى الله وتحقيق الخير في الحياة الدنيا والآخرة.
ومن الجدير بالذكر أن السنة النبوية تم جمعها وتدوينها بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بذل السلف الصالح جهودًا كبيرة في جمع السنة وتدوينها ونقلها عبر الأجيال، وهذا يؤكد على أهمية السنة في الإسلام.
ويقدس المسلمون السنة لأنها تعبر عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوضح تعاليمه وأحكامه ويعتبرونها وسيلة للتقرب إلى الله وتحقيق الخير في الدنيا والآخرة. كما أنها تشكل جزءًا من الشريعة الإسلامية وتعزز الثقة واليقين في الأحكام الإسلامية.
ما الفرق بين الشريعة والسنة من وجهة نظركم؟
الشريعة في الإسلام تعني القانون الإلهي الذي يحكم حياة المسلمين، ويشمل الشريعة الإسلامية الأحكام والتعاليم الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
أما السنة فتشير إلى تعاليم وأحاديث وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي لم تذكر في القرآن الكريم. وتعتبر السنة جزءًا لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية، وتوضح كيفية تطبيق وتفسير الأوامر الواردة في القرآن الكريم.
وبما أن السنة هي جزء من الشريعة الإسلامية، فلا يمكن فصل بينهما بشكل كامل. والفرق بينهما يكمن في أن الشريعة الإسلامية تشمل جميع الأوامر الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، بينما السنة تشير فقط إلى التعاليم والأحاديث والأفعال التي لم تذكر في القرآن الكريم.
وبشكل عام، يمكن القول بأن الشريعة الإسلامية تشمل الأحكام العامة التي تحكم حياة المسلمين في جميع جوانب الحياة، بينما السنة تشير إلى تفسير هذه الأحكام وتوضيح كيفية تطبيقها على الواقع.
ما هي حقيقية ان السنة بها احاديث تحث علي الإرهاب؟
لا يمكن الجزم بصحة هذه الافتراءات، حيث إن السنة النبوية تحتوي على آلاف الأحاديث التي تتحدث عن مواضيع مختلفة، بما في ذلك الأخلاق والمعاملات والعبادات والسياسة والحروب وغيرها.
وبالرغم من أن بعض الأحاديث النبوية قد تصف بعض الأفعال العنيفة في الحروب، إلا أنه يجب فهم هذه الأحاديث في سياقها الصحيح وتفسيرها بمنهجية صحيحة، وعدم انتزاعها من سياقها وتطبيقها بشكل مفرط أو غير صحيح، ولا يمكن استخدامها كحجة للدعوة إلى العنف أو الإرهاب.
وعلى العكس من ذلك، فإن الإسلام يحث على السلام والعدل والمحبة والتسامح، ويحرم العنف والإرهاب، وهو دين يدعو إلى التعايش السلمي بين الناس والتعاون والتعاطف، ويؤكد على قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
هل العودة للقران وترك السنة يقلل من نسب الإرهاب؟
لا يمكن الجزم بصحة هذا الادعاء، حيث إن الإسلام يقوم على مصادره الرئيسية القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا يمكن فصل بينهما بشكل كامل.
ومع ذلك، فإن العودة إلى القرآن الكريم كمصدر رئيسي للتعاليم الإسلامية يمكن أن يؤدي إلى فهم أعمق وأكثر صحة للدين الإسلامي، حيث إن القرآن الكريم هو المصدر الأساسي والرئيسي للتعاليم الإسلامية، ويحوي على مفاهيم وقيم دينية وأخلاقية واجتماعية تعزز السلم والتسامح والتعايش السلمي بين الناس.
ومع ذلك، يجب أن يتم فهم القرآن الكريم بشكل صحيح وعميق، وباعتباره دليلًا لحياة المسلمين في كل جوانب الحياة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والاجتماع والعبادة، ويجب أن يتم تطبيق تعاليمه بمنهجية صحيحة وعلى أساس فهمها بشكل صحيح وشامل، لتحقيق الهدف من دين الإسلام الحقيقي الذي هو التعايش السلمي والعدل والمحبة والتسامح بين الناس.
ويشار الي ان المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي كان قد قال “يستطيع المسلمون تحرير عقولهم مما علق بها من روايات كاذبة مفتراة على الله ورسوله، ويمكنهم ذلك إذا آمنوا بأن القرآن هو رسالة الإسلام لعباده واتبعوا كتابه وتمسكوا بآياته التي يقول فيها سبحانه:(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (- (طه: 123-126). مؤكدا إن الله سبحانه أمر المسلمين بعدم أتباع غير كتابه بقوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )- (الأعراف:3). وهو ما اعتبرة الشرفاء أمر واضح وجلي من الله سبحانه لعباده من المسلمين بألا يتبعوا كتابًا غيره، وقد أنذره فى الآية الأولى بأن من لا يتبع كتابه ويحتكم إلى آياته فسيعيش حياة البؤس والضنك، وهذا ما نحن نعيشه اليوم لأننا عصينا أمر الله ومن يعصى الله فقد حل عليه عقاب الله وعذابه.