مدون مصري: اطروحات المفكر العربي علي محمد الشرفاء تُساهم في إحياء العقل المسلم وتعزيز الوعي بأهمية التمسك بالتعاليم القرآنية الصافية

في رده  على مقال “أمانة الرسول في حمل ونقل الرسالة الإلهية” للكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، طرح المدون المصري خالد مكي تساؤلات عديدة حول كيفية جمع وتدوين الأحاديث النبوية ومدى أهمية ذلك في إكمال الدين.

في بداية حديثه أشاد “مكي” بالمقال، معبّرا عن إعجابه العميق بالطرح الفكري الدقيق والشامل الذي قدمه الشرفاء في مقاله، ودعمه لفكرة الاعتماد على القرآن الكريم كمصدر وحيد للتشريع الإسلامي. واعتبر مكي أن المقال يشكل دعوة صادقة للتفكر والتدبر في النصوص الدينية، مشيرًا إلى أن هذا الطرح يُساهم في إحياء العقل المسلم وتعزيز الوعي بأهمية التمسك بالتعاليم القرآنية الصافية.

تساءل مكي عما إذا كان من الممكن أن يطيل الله عمر رسوله الكريم لبضع سنوات إضافية ليتمكن من جمع وتدوين الأحاديث النبوية في كتاب مستقل، على غرار ما تم مع القرآن الكريم، وبالتالي يكون الدين قد اكتمل بطريقة لا تدع مجالًا للجدل.

وأشار مكي إلى أن بعض التراثيين يزعمون أن أحاديث النبي الكريم مكملة للدين، وهو ما يراه إشكاليًا، حيث إنه يضع الرسول في موقع شريك مع الله في إكمال دينه، وهذا التصور يثير تساؤلات حول صحة ما نقل عن الرسول من أحاديث تم جمعها وتصحيحها من قبل العلماء مثل البخاري، الذي جمع في كتابه “صحيح الجامع” خمسة آلاف حديث وفقًا لشروط صحة الحديث التي اعتمدها الفقهاء في ذلك الزمان.

ثم ينتقد مكي التصرفات اللاحقة التي شهدتها عملية جمع وتصحيح الأحاديث، حيث جاء من بعد البخاري علماء آخرون مثل ابن حبان ومحمد ناصر الدين الألباني، الذين قاموا بإضافة وحذف الكثير من الأحاديث. ويتساءل مكي عن موقف كهنة الدين الموازي الذين يعتبرون الأحاديث مكملة للدين، بينما جاء من ألغى كل أحاديث الآحاد دون أن يعترض هؤلاء.

يشير مكي إلى أن هذا العبث في الدين قد أدى إلى صمت المسلمين أمام هذه الجريمة، ويعزو ذلك إلى انتظار استقرار الأحاديث على عدد محدد من الأحاديث الصحيحة التي يمكن القول بأنها مكملة للدين، ويعتبر أن هذا السخف والافتراء على الله ورسوله الكريم قد أدى إلى ضلال المسلمين، متسائلًا عن كيف يمكن الادعاء بأن الأحاديث مكملة للدين أو شارحة لآيات الذكر الحكيم.

يستمر مكي في نقده بالقول إن الإصرار على القول بأن السُنة النبوية شارحة للدين لا يقل خطورة عن القول بأنها مكملة له. فإذا كانت الأحاديث مكملة للدين، فإن ذلك يضعف دور القرآن الكريم ويجعل من الصعب على أي إنسان فهم الدين ما لم يكن ملمًا بأحاديث الرسول، وهذا يستلزم أن يقوم النبي الكريم بجمع وتدوين سنته في كتاب مستقل عن كتاب الله، ما يثير تساؤلات حول أهمية وجود كتابين منفصلين: الأول هو كتاب الله الذي يحتوي على التشريعات والأحكام، والثاني هو كتاب الرسول الذي يشرح المفاهيم الإيمانية الكبرى وثوابت الدين الأساسية.

ينتقد مكي أيضًا فكرة ترك مهمة شرح كتاب الله لأي شخص قد يصيب أو يخطئ، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى ضلال المسلمين، خاصة في ظل غياب الوحي بعد وفاة خاتم النبيين، ويرى أن وجود كتاب للنبي الكريم يشرح فيه آيات الذكر الحكيم كان سيمنع الاختلافات الفقهية وتعدد التفاسير، لأنه لا يحق لأي إنسان تفسير القرآن بعد أن شرحه النبي الكريم.

ثم يتطرق مكي إلى خطورة القول بأن السُنة شارحة للدين مقارنة بالقول بأنها مكملة له، ففي الحالة الأولى، إذا أضاع المسلمون جزءًا من السُنة، فقد أضاعوا جزءًا من الدين، أما في الحالة الثانية، فإن تحريف السُنة وشرح آيات الذكر الحكيم يعني ضياع الدين بأكمله وغياب الفهم السليم للإسلام والدين.

يشير مكي إلى أن هذا ما حدث بعد استلام “الطلقاء” للسلطة واضطهادهم وقتلهم لخيرة الفقهاء الأتقياء، مما أدى إلى تراجع الفقهاء الباقين عن البحث في القضايا الحيوية التي تهم المسلمين، وصناعة مفاهيم خاطئة عن الإسلام والدين. وأشار مكي في مناسبات سابقة إلى تلك المفاهيم الخاطئة التي صنعها الفقهاء، والتي تتناقض مع كتاب الله الكريم.

ويشير مكي إلى أنه لا يجوز لأي شخص يجهل المفاهيم الإيمانية الكبرى وثوابت الدين الأساسية وقواعد اللغة العربية المبينة أن يقوم بتفسير الآيات القرآنية. كما ينتقد مكي استخدام الفقهاء لآيات من القرآن لتبرير نكاح الإماء من ملك اليمين دون مراعاة الضوابط القرآنية، وكذلك تفسيرهم لتعدد الزوجات بشكل مطلق دون مراعاة شرط كفالة الأيتام وضوابط قانونية أخرى.