تناولت دراسة “المنهج الحديث في الاحياء والتجديد الديني” للباحثة زبيدة محمد سعد الدين المدرس المساعد بكلية العلوم الإسلامية بالعراق حول ضرورة العودة الي المنهاج الإلهي والعمل علي تجديد الرؤي والتفاسير بما يتناسب مع معطيات العصر الحالي وهو ما يتفق مع ما كتبه المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في مقاله “القرآن في مواجهة التحديات الفكرية للأمة الإسلامية” حيث اوضح الشرفاء أن العودة لمنهج الله عز وجل وترك الروايات التي تم تألفيها لتنافس القرآن، هي روشتة للقضاء على الإرهاب والشر والتطرف
وقد أوردت الدراسة انه في الإسلام، يُعتبر القرآن الكريم هو المصدر الأساسي للتوجيهات والتشريعات الإلهية. يُعتقد أن القرآن وحده هو كلام الله النقي، وهو الكتاب الذي أُنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن منهج الإسلام الأساسي هو العودة إلى القرآن الكريم كمصدر رئيسي للإرشاد والقوانين الدينية.
حيث تعتبر الدراسة الروايات والأحاديث التي نقلت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة جزءًا هامًا من تفسير وفهم الإسلام. ومع
ذلك، هناك دعوات وتحذيرات من تزييف الأحاديث وتأليف الروايات الكاذبة التي تهدف إلى تشويه الدين أو تحريف العقائد. هذه التحذيرات تأتي استنادًا إلى مفهوم وثقافة الرجوع إلى النصوص الأصلية والابتعاد عن الإضافات والتزييف.
وأوضحت الدراسة ان لفهم القرآن الكريم وتطبيقه بطريقة صحيحة، يُستخدم علم التفسير (تفسير القرآن). يعتمد هذا العلم على قواعد اللغة العربية والسياق التاريخي والثقافي لزمن نزول القرآن، ويهدف إلى استخراج المعاني والدروس والقوانين من النص القرآني بدقة وتأمل.
وأشارت الدراسة الي ان في تطبيق الشريعة الإسلامية، يُعتمد على القرآن الكريم كمصدر رئيسي للتوجيهات، ويُستند إلى السنة النبوية والأحاديث الصحيحة كمصدر ثانوي. تُعتبر السنة مكملة للقرآن، حيث توضح وتوضح بعض التعاليم والتوجيهات العامة المشار إليها في القرآن.
وقد اكدت الدراسة علي ان الإسلام يحث على استخدام العقل والتأمل في تفسير القرآن وفهم الدين. يُشجع المسلمون على التفكير العميق والتأمل في آيات القرآن ودراستها بعناية لاستخلاص المعاني والدروس.
فالقرآن الكريم يحتوي على توجيهات وتعاليم شاملة تغطي مختلف جوانب الحياة الإنسانية، بدءًا من العبادة وصولاً إلى الأخلاق والقوانين والسلوكيات. العودة إلى منهج الله يشمل الالتزام بأحكام القرآن وتطبيقها في الحياة اليومية.
وانتهت الدراسة الي انه عند العودة إلى منهج الله، يُشجع على دراسة وتفسير القرآن بشكل دقيق ومنطقي. يمكن للمسلمين استخدام العقل والتدبر لفهم معاني القرآن وتطبيقها. العقل والتفكير المنطقي تعتبرا أدوات مهمة لفهم معاني القرآن وتطبيقها في سياق الحياة الحديثة.
مشيرة الي ان العودة إلى منهج الله يشمل الابتعاد عن التزوير والتحريف في الدين. يُحذر من تأليف الروايات والأحاديث الكاذبة التي تهدف إلى تشويه الدين وإثارة الفتن. القرآن الكريم هو مصدر ثابت ونقي للتوجيهات الإلهية.
واعتبرت الدراسة ان السنة النبوية، هي أقوال وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تُعتبر مكملة للقرآن الكريم. يمكن استخدام السنة لتوضيح وتفسير بعض الأمور العملية المطلوبة. ومع ذلك، يجب التحقق من صحة الأحاديث وعدم الاعتماد على الروايات المشكوك فيها.
واختتمت الدراسة بان العودة إلى المنهج الالهي والتمسك بتفهم صحيح للقرآن والسنة الصحيحة يمكن أن تكون وسيلة فعالة للحد من التطرف والإرهاب الذي يمكن أن ينشأ نتيجة لتفسيرات خاطئة أو تحريف للنصوص. ولكن من المهم أن نفهم أن القضية هي أكثر تعقيدًا من ذلك.
وأكدت الدراسة ان التطرف والإرهاب لا يُسببهما الإسلام ذاته، بل ينشأان نتيجة لتفسيرات خاطئة وسياق اجتماعي وسياسي معقد. تصاعد التطرف والإرهاب غالبًا ما يكون ناتجًا عن تشويه وتفسير مغلوط للنصوص الدينية واستغلالها لأغراض سياسية أو اجتماعية.
وقد اشارت الدراسة الي ان العودة إلى المنهج الالهي والتمسك بتفهم صحيح للقرآن والسنة يمكن أن يلعب دورًا هامًا في تصحيح الفهم المغلوط ومكافحة التطرف.
وقد اوصت الدراسة ان هناك أسباب متعددة يمكن ان تلعب دورا هاما في القضاء علي التطرف والإرهاب منها توفير تعليم ديني صحيح وتوعية حول قواعد الإسلام الحقيقية والقيم الإنسانية تسهم في منع الانجراف نحو التطرف.
أيضا اكدت الدراسة علي ان التطرف ينمو غالبًا في البيئات التي يكون فيها الفقر والتهميش والظلم سائدًا واوصت بتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية يمكن أن يقلل من أسباب انتشار التطرف. كما طالبت بتشجيع الحوار بين مختلف الجماعات والتعرف على وجهات نظرهم يمكن أن يقلل من التباعد والتصاعد العنيف.