نستعرض لحضراتكم اليوم دراسة أكاديمية عن مظاهر فشل الدولة في أفريقيا: بالتطبيق على ليبيا حيث اتفقت الدراسة مع مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء في تعريف فشل الدولة حيث تشير الدراسة الي ان فشل الدولة بشكل عام هو ناتج للكثير من الظروف والعوامل التي أدت إلى عملية الفشل في إدارة موارد ً الدولة ومؤسساتها وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين
ولما كانت القارة الأفريقية أكثر دول العالم تعرضا للفشل والهشاشة والضعف بفعل العديد من العوامل والظروف التي عانت منها هذه القارة من الاستعمار والنهب والاستغلال في الفت ارت الزمنية المختلفة حتى ما بعد الاستعمار واستغلال القوى الكبرى لدول القارة الأفريقية بالتبعية والتدخل في شئونها الداخلية، ولعل أبرز مثال توضيحي على ما تعاني منه دول القارة الأفريقية من ويلات الفشل والضعف المؤسسي والانهيار هو الدولة الليبية حيث ورثت الدولة الليبية من الاستعمار الضعف والهشاشة والحكم القائم على القبلية والعشائرية واستمر الوضع المتأزم حتى عشية اندلاع الانتفاضة الليبية التي جلبت على الدولة الليبية العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، فالدولة الليبية منذ العهد السنوسي ومن بعده القذافي فقدت المؤسسية وبنيت على شخصية القائد الحاكم ولذا فقدت عدالة التوزيع القائم على القبلية والعشائرية قربة للقائد وذلك أنعكس على التقسيم الجغرافي للدولة الليبية.
وأشارت الدراسة الي أن مظاهر فشل الدولة في ليبيا وأسبابها تعد موضوعًا معقدًا وشاملاً يتطلب تحليلًا مفصلًا للأحداث والتطورات التي شهدتها البلاد على مدى فترة زمنية طويلة.
ويعرف فشل الدولة علي انه عدم قدرة الحكومة والمؤسسات الرسمية على تحقيق الوظائف الأساسية للدولة وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين بشكل فعال. يحدث فشل الدولة عادة عندما تفقد الحكومة السيطرة على الأمن والاستقرار الداخلي وتفشل في توفير الحاجات الأساسية للمواطنين مثل الأمن، والصحة، والتعليم، والخدمات الاجتماعية، وفرص العمل، وغيرها.
في حالة ليبيا، عانت من فشل الدولة بعد الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في عام 2011. تأثرت الحكومة الوطنية بالانقسامات السياسية والتوترات الأمنية والفوضى، مما أثر بشكل سلبي على القدرة على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
نقص الأمن: تعرضت ليبيا لانهيار الأمن بعد الثورة، مما أدى إلى تصاعد الصراعات والاضطرابات الأمنية. تزايدت حوادث القتل والاختطافات والاعتداءات على المدنيين.
نقص الخدمات الأساسية: انهارت المؤسسات الحكومية والبنية التحتية في ليبيا، مما أدى إلى نقص الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمياه والكهرباء والنقل.
ارتفاع معدلات البطالة والفقر: تأثرت الاقتصاد الليبي بالفوضى وتدهورت فرص العمل وارتفعت معدلات البطالة. كما تزايدت حالات الفقر وانعدم الأمان الاقتصادي للمواطنين.
نزوح المدنيين: اضطر العديد من الليبيين للنزوح والتشرد بسبب الصراعات والفوضى الأمنية.
تصاعد الانقسامات والصراعات: تصاعدت الانقسامات السياسية والطائفية والقومية في ليبيا، مما أدى إلى تصاعد الصراعات وعدم القدرة على تحقيق التوافق الوطني.
وكان للجماعات الإرهابية تأثير تفاعلي ومتبادل علي فشل الدولة. يعني ذلك أن فشل الدولة وتفكك مؤسساتها يمكن أن يؤدي إلى تعزيز نشوء الجماعات الإرهابية وتمكينها، وبدوره، تنشط الجماعات الإرهابية وأعمالها العنيفة يمكن أن تسبب وتعمق الفوضى والفشل في الدولة.
بعض العوامل التي ترتبط بفشل الدولة في ليبيا ونشوء الجماعات الإرهابية تشمل:
ضعف الأمن والقوانين: فقدان الدولة لسيطرتها على الأمن والفشل في فرض القوانين يمكن أن يسمح للجماعات الإرهابية بالتحرك والتنفيذ لأعمالها العنيفة دون تدخل.
الفوضى وانعدام الاستقرار: عدم استقرار الدولة يسهل توغل الجماعات الإرهابية وتنظيم أنشطتها وتجنيد المقاتلين.
تدخلات خارجية: قد تستغل الجماعات الإرهابية فرصة فشل الدولة لتلقي الدعم والتسلح من جهات خارجية معادية للدولة.
انعدام الثقة في الحكومة: يمكن أن يؤدي فشل الدولة في تحقيق مطالب المواطنين وتوفير الأمن والخدمات إلى انعدام الثقة في الحكومة وتشجيع بعض الأفراد على اللجوء للجماعات الإرهابية.
لتجاوز هذه الأوضاع، يجب على ليبيا التحرك نحو تحقيق الاستقرار السياسي وتعزيز دور الحكومة والمؤسسات الرسمية ومكافحة الفساد والجريمة المنظمة. يجب أن تتعاون المجتمعات الدولية أيضًا في دعم ليبيا للتغلب على هذه التحديات والنهوض بالدولة ومؤسساتها.