اتفقت دراسة الأمن القومي العربي” التحديات وسبل المواجهة” والتي اعدها الأستاذ دكتور. قياتي عاشور المعيد بقسم علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة بني سويف بمصر اتفقت مع المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في ان هناك تحديات كبيرة يعاني منها الوطن العربي اجمالا وبشكل كبير خاصة فيما يخص الامن القومي العربي. وكان المفكر علي الشرفاء قد دعي القيادات العربية يجب أن تدرك أن الأخطار تحيط بها من كل جانب وأن وقوع إحدى الدول العربية تحت سيطرة العدوان لا يعني بأن بقية الدول العربية ستكون في مأمن، وأن سياسة العولمة ستجر على شعوب الأمة العربية مآسي وكوارث إذا لم يتحدد مفهوم جديد وروابط عميقة لأهمية العلاقات العربية والتزام واضح بين الدول العربية لبناء قاعدة جديدة تؤسس عليها مفاهيم جديدة أساسها العلاقات الاقتصادية لربط مصالح الشعوب العربية لتصل عندئذ إلى الشعور بمسئولية الأمن المشترك من أجل البقاء، عندها ستدرك القيادات العربية أهمية إيجاد منظومة أمنية تحمي مصالحها مما يهددها من قوانين وإجراءات قد تصل بعض الأحيان إلى فرض وصاية على أهم ثرواتها وهو البترول حيث تستطيع القوة المتحكمة اقتصاديا في العالم أن تفرض أوامرها على الدول المنتجة للبترول سعرا محددا أو تفرض مقاطعة على الدول التي لا تنصاع لقرارات أمريكا، وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على خطط التنمية وما يعقبها من مشاكل اجتماعية تؤثر على الجبهة الداخلية للدول العربية، لتكن وقفة يتم فيها تحكيم العقل والرؤية والحكمة لإعادة النظر في مسيرة التضامن العربي الذي أصبح مجرد شعار خال من أية أسس واليات تدعم التمنيات وتحول قرارات مؤتمرات القمة إلى إجراءات عملية يكون لها نتائج مؤثرة على سير الأحداث.
وفي هذا السياق اتفقت الدراسة مع المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي حيث هدفت إلى التعرف على مفاهيم الأمن القومي العربي والمفاهيم المرتبطة به والتعرف على التهديدات التي تواجة الأمن القومي العربي على المستويين الداخلي والخارجي، ثم ناقشت الدراسة الوضع الراهن للأمن القومي.
فيري الباحث ان الجهود الأمنية والعسكرية لتحقيق الأمن كمصلحة مشتركة من خلال تبادل وتنسيق الخطط ضمانا للأمن الجماعي، والعمل على تطوير القوات المسلحة العربية، ووضع خطة عربية للقيام بصناعة سلاح عربي وضرورة تطوير النظام التعليمي
فيري الباحث ان من أكثر ما يحزن في واقعنا العربي أن الآخرين يتعاملون مع الدول العربية على أنها كيان واحد يسمونه تارة ” العالم العربي” وأخري ” المنطقة العربية” وطوراً آخر ” الشرق الأوسط” وهو في حقيقة الأمر كذلك لأنه عالم العرب ووطنهم وفضالهم الحيوي، وما يفوق هذا الحزن أننا في المقابل لا ندرك أو لا نريد أن ندرك بأننا نشغل بالفعل كيادا واحداً، على الرغم من تشرذمه إلي كيانات قطرية وأن مقومات هذا الكيان موجودة علي أرض الواقع وليس من باب المصادفة أن ينحسر الاستعمار المباشر بل يخرج كلياً من المناطق المحيطة بهذا الكيان الذي يمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلي الخليج العربي شرقا، ومن السودان جنوباً إلي سوريا همالاً، منذ الإسكندر المقدوني وحتى الاستعمار الأوروبي مروراً بالاحتلال العثماني، وحينما خرج العرب من الأندلس لم يجد أمامهم سوي هذا الفضاء، فاستقر بعضهم في بلدان المغرب العربي وتوجه غيرهم إلي بعض دول المشرق حيث أجدادهم وأقربائهم. تتعرض الدول العربية للعديد من المخاطر الداخلية والخارجية التي تهدد أمنها بكافة أشكاله، ذلك بسبب موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتأثيره الحضاري والسياسي في شعوب هذه القارات، وكذلك الثروات الهائلة التي تمتلكها، كل ذلك جعل من هذه المنطقة الكتلة الإستراتيجية الحيوية التي يمكن أن تكون ذات ثقل في السياستين العالمية والإقليمية حيث يمر العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً باضطرابات تتسم بالتعقيد والتشابك والغموض بسبب حوامل حدة التي يأتي في مقدمتها تداعيات الحرب العالمية على الإرهاب وما تمخضت عنه ظاهرة ما بالتتعرف ب “الربيع العربي”، من اوضاع سياسية وامنية معقدة، يضاف إلى ذلك التطور الهائل في ثورة المعلومات والاتصالات والعالم الرقمي، هذا بالإضافة إلى تنامي ظاهرة تدخلات القوى الإقليمية وتصفية حساباتها على حساب الأمن الإقليمي.
وتشير الدراسة الي ان بعض الخبراء يجدون أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، أبرزها تحدي التجزئة ومواجهة التبعية واستكمال الاستقلال الوطني وتحدي بناء النظام السياسي، وتحدي مواجهة التوسع الإسرائيلي والمخاطر الأمنية الإقليمية وتحدي الحداثة والحفاظ على الهوية الثقافية الحضارية أمام هذه المخاطر المحدقة بالأمة العربية ليس أمام العرب ما يحميهم من الكارثة التي تقترب هيدا ههيدا من استقلالهم وحقوقهم وأملاكهم، إلا أن طرح قضية الأمن القومي كقضية محورية تتصدر العمل المشترك. وتؤكد التطورات التي شهدتها المنطقة ضرورة البحث عن مقاربة جديدة للأمن القومي العربي تعيد تعريف الأخطار الظاهرة والكامنة وتحدد مصادرها الداخلية والخارجية وترتكز في بعدها العسكري علي إستراتيجية ردع وفي بعدها السياسي علي دبلوماسية وقائية ناشطة تؤكد حضور الدولة العربية في الإطارين الإقليمي والدولي.
وتؤكد الدراسة انه اصبح علي الدول العربية والقيادات العربية والمواطن العربي ان يدرك ويقتنع بأن أمن كل قطر عربي مرتبط ارتباطاً مصوراً بالأمن القومي العربي، بأن الأخطار التي تهدد الأقطار العربية واحدة ولأن مستقبلها أو مصيرها واحد، ولأن الأمن القومي العربي يستمد قوته واهميته من صفته القومية ولا سبيل إلى تحقيقه إلا في إطار دولة اتحادية مكونة من ولايات تتمتع بالحكم الذاتي أو في إطار نظام عربي إقليمي فاهل تتحلى كدولة عربية فيه من جزء من صلاحياتها الأمنية لهيئة عليا تتمتع بسلطة التقرير و التنفيذ وهذا الحلم الذي يدغدغ مشاعر العرب منذ أجيال لا يمكن أن يتحول إلى حقيقة إلا عندما تقرر انظمة الحكم العربية الأخذ بمبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروات والحماية الفعلية للحقوق والحريات، والتخلي عن النزعة القطرية الضيقة، والتسوية السلمية لكل الخلافات العربية
خلصت الدراسة إلي عدد من التوصيات منها :
ضرورة تكثيف الجهود الأمنية والعسكرية لتحقيق الأمن كمصلحة مشتركة من خلال تبادل وتنسيق الخطط ضمانا للأمن الجماعي. مع العمل على تطوير القوات المسلحة العربية وتوفير قوي دعم عربية عاجلة
كما طالبت الدراسة ضرورة وضع خطة عربية للقيام بصناعة سلاح عربي من خلال استثمار رؤوس الأموال العربية داخل الحيز الجغرافي العربي.