اثار مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الذي نشر بعنوان ” المحرمات اختصاص الله وحده” والذي تناول فيه قضية حكم تهنئة المسلمين لإخوانهم المسيحيين فى أعيادهم ، ردود أفعال واسعة، حيث استند في ذلك إلى آيات قرآنية تشير إلى الحظر الإلهي على النبي صلى الله عليه وسلم من التحليل والتحريم.
واكد الشرفاء فى مقاله على المفهوم الإسلامي للتحليل والتحريم، وشدد على أن هذا الأمر هو من اختصاص الله وحده، كما قدم تفسيراً لآيات قرآنية تشدد على عدم التلاعب بتشريعات الله والكذب عليه.
وهو ما فتح أفقً للنقاش حول حكم التهنئة في سياق التعايش السلمي بين المواطنين مع الداعي السوري عباس السعداوي والذي أشار في بدء حديثه الى قول الله سبحانه وتعالى “يستفتونك قل الله يفتيكم” والسؤال الذى يطرح نفسه إذا كان الله سبحانه وتعالى لم يسمح للرسول عليه السلام أن يفتي فكيف لكم أن تفتون يا من تسمون أنفسكم علماء الدين ؟ قال الله سبحانه وتعالى “قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ” اتقوا الله سبحانه وتعالى فالنَّبي الكريم عليه السلام لا يستطيع ولا يملكُ حقَّ التَّحليل أو التَّحريم ، وفى ذلك قال تعالى عن نبيِّهِ الكريم ﴿ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ لمَ تُحَرِّمُ مَاۤ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبۡتَغِی مَرۡضَاتَ أَزۡوَاجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ ﴾ سورة التَّحريم الآية : 1 أي يا أيُّها النَّبي ، لا يحقُّ لكَ مُمارسة شيئ من أمور التَّحليل أو التَّحريم ، ولو كان ذلك على نفسكَ ، أو لأجل إِرضاء أزواجك ! فيا أيُّها النَّبي هذا الأمر هو فقط من إختصاصِ ربّ العالمين ، وهو ليسَ من إختصاصك أبداً ! ويا أيُّها النَّبي التَّحريم هو : ذنب وقد غفرَ الله لكَ ذلك ، ودليلُ ذلك هو ما أكدَّه سُبحانه وتعالى في قولهِ في آخر الآية : وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ
أضاف السعداوى، إذا كان النَّبي الكريم عليه السلام لا يحقُّ لهُ شرعاً بأن يُحرِّم أو يُحلَّلَ شيئاً ما ، ولو كان على نفسهِ ، فكيف وبمن يُحلِّل أو يُحرِّم أشياءً كثيرة و عديدة على عِباد الله ، و بما يهوى من نفسهِ ، أو بمن يبتغي رضوانهم من حُكَّام و مذاهب ومرجعيَّات !!ومن أجل ذلك ، فلقد أمرنا الله عزَّ و جلّٰ بأن لا نأخُذَ و لا نقبلَ بأي تشريعٍ كان ، و الذي قد يأتينا : ( بإسم الدين ) و إذا كان من خارج كتابهِ العزيز ، وفي ذلك قال تعالى “كِتَـٰبٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌۭ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ٱتَّبِعُوا- مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ قَلِيلًۭا مَّا تَذَكَّرُونَ” سورة الأعراف الآية : 2.
وتابع الداعية السورى ” أن الله سبحانه وتعالى يُحذر عبادهُ : قال الله سبحانه وتعالى ولا تَقولواْ لما تصفُ ألسِنتكمْ الكذِب هذا حلالٌ ، وهذا حرامٌ لتفترُوا على اللهِ الكذب إنّ الذينَ يفترون على الله الكذب لا يُفلحُو سورة : النحل : الآية : 116 ومن الآية نفهم بأن الذي يملكُ الحقَّ في التَّحليل أو التَّحريم هو ( فقط ربُّ العالمين) ، و كلُّ من يتعدَّى على ذلك ، فهو حتماً يتألَّى على الله ، ويفتري الكذب عليه ، وذلك لأنَّ التَّحريم و التَّحليل هو أمر من إختصاصِ الله وحدهُ فقط ، وليس أبداً من شأنِ البشر و بناءً عليه ، فهل تعلم و هل تُصدِّق بأنَّ من أعظم الذُّنوب والمُحرَّمات عند الله :التَّآلي على الله وذلك بأن تُحرَّم شيئاً ما وبدلاً عن الله !قال تعالى :
{سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡء كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأۡسَنَا ، قُلۡ هَلۡ عِندَكُم مِّنۡ عِلۡمٖ فَتُخۡرِجُوهُ لَنَآ ؟!! إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَخۡرُصُونَ } سورة : الأنعام : الآية : 148، وذلك لأنَّ الله عزَّ و جلَّ كان قد فصَّل لعبادهِ في كتابهِ العزيز جميع المُحرَّمات”
وأشار السعداوى إلى كلام الله تعالى :{وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيۡكُمۡ إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡه وَإِنَّ كَثِيرٗا لَّيُضِلُّونَ بِأَهۡوَآئِهِم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُعۡتَدِينَ} سورة : الأنعام : الآية : 119، مؤكدا أن التَّحريم شرعاً هو جريمة نكراء وهو يُعتبرُ إعتداءً وتآلِّياً على الذَّات الإلهية من قبلِ البشر !!!قال الله سبحانه وتعالى قل إنما حرم ربي….. وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا أي قول وفعل مخالف لكتاب الله القرآن الكريم يعتبر شرك بالله.