سنين طويلة ونحن نستقي معلوماتنا في الدين من مصادر خاطئة ثم نقتنع أن هذه المصادر هي المصادر المعتمدة ونعمل، بها لو سئلت مليار مسلم ما هي الزكاة، سيرد عليك في اللحظة ويقول لك أنها مبلغ من المال يدفع كل سنة وله نسبة محددة وهي فرض ومن أركان الإسلام (وهو لم يذكره الله ابدا).
ولو سألته عن الصدقة سيقول لك هي حسب مزاجك أنت حر وهي ليست فريضة، وبعد أن ينور الله لك بصيرتك وترجع الى القرأن ، ثم تجد أن الزكاة ليست دفع مبلغ من المال محدد بنسبة ولا تجد أنها فرض ثم تجد الفرض يكون في الصدقة وليس في الزكاة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
اما الزكاة فهي باختصار التمييز (قد أفلح من زكاه ) وهنا الذي يفلح هو الذي يزكي نفسه بأعمال صالحة إضافية من خلال إحتكاكه بالمجتمع.
- وانت داخل منزل أحدهم ومسحت حذاءك جيدا في المشاية قبل الدخول هنا زكيت نفسك وميزتها
- أعطيت أحدهم دورك في الانتظار هنا زكيت نفسك وميزتها
- تنازلت عن خيراتاك لصاح محتاج هنا زكيت نفسك وميزتها
- أعطيت أختك نصيب مثل نصيبك في الميراث لأنها محتاحة هنا زكيت نفسك وميزتها
- ساعدت أهل البيت الذين عزموك على الغذاء في ترتيب البيت الى ما كان عليه هنا زكيت نفسك وميزتها
- أعطيت حقك للإصطفاف بالسيارة لغيرك هنا زكيت نفسك وميزتها
فالزكاة هي الأفعال التي تميزك عن الأخرين، هى الأفعال التي لو لم تفعلها ليس عليك ذنب ولو فعلتها هنا زكيت نفسك وميزتها عن باقي الناس (ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ) وهنا يخبرنا الله أن لا نميز أى إنسان في التقوى لأن التقوى محلها القلب والله وحده هو من يعلم القلوب
(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وهنا يخبرنا الله عن أناس معينين ذكرهم في الآية أنه سبحانه لا ينظر اليهم ولا يميزهم أى لن ينالوا رحمته ، ولو كانت الزكاة كما يقولون أنها دفع أموال يكون معني الآية أن الله لا يدفع لهم أموال لأنه سبحانه قال لا يزكيهم
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) وهنا يخبرنا الله أن هناك من يؤدي زكاة نفسه وهو مقتنع تماما بما يفعل فالفرق بين الصلاة والزكاة أن الصلاة هي الصلة مع الله عن طريق معرفه أوامره من خلال كتابه، أما الزكاة هى الأشياء الإضافية التي تحدث من خلال الإحتكاك مع المجتمع والتي تنم عن السمو والترفع وحسن الخلق ولو تركتها ليس عليك ذنب، مثال لو لم تعطى أحد دورك فى طابور الإنتظار ليس عليك ذنب لأنه حقك والزكاة هي أن تزكي نفسك وتعطي له مكانك وأنت قابل ومبتسم ولست ندمان على هذا.